ترجمة

ما هو موقف بوتين من الحرب النووية؟

هيومن فويس

ماهو موقف بوتين من الحرب النووية؟

وضع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قوات الأسلحة النووية الاستراتيجية في حالة تأهب قصوى يوم الأحد، مما أثار مخاوف أن تؤدي الخطوة في وقت لاحق إلى نشوب حرب عالمية مدمرة، وفقا لتقرير صحيفة “إندبندنت”.

وألقى الرئيس الروسي باللوم على “الأعمال غير الودية في المجال الاقتصادي”، في إشارة إلى العقوبات الدولية، وزعم أن أعضاء الناتو البارزين قد أدلوا “بتصريحات عدوانية” تجاه بلاده، مما دفعه إلى اتخاذ هذا الإجراء.

وألقى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الاثنين باللوم في التصعيد على تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، رغم أنه لم يتضح ما هي التصريحات التي كان يلمح إليها.

لكن ما الذي يمكن أن يحدث الآن بعد أوامر بوتين؟

ماذا قال بوتين بخصوص الأسلحة النووية؟
خلال اجتماع يوم الأحد، أظهرت لقطات تلفزيونية روسية لقاء بوتين مع وزير دفاعه ورئيس هيئة الأركان العامة وطلب منهم وضع الأسلحة النووية في “نظام خاص للواجبات القتالية”.

وقالت باتريشيا لويس، مديرة برنامج الأمن الدولي في مركز الأبحاث تشاتام هاوس، في معرض توضيحها لما يعنيه هذا: “ما نعتقد أنه لدى روسيا ضوابط وتوازنات حتى لا يتمكنوا من إطلاق أسلحة نووية”.

وأضافت”من أجل التمكن من إطلاق أسلحة نووية، يتعين على الرئيس بوتين تغيير الوضع من وقت السلم إلى القتال، ومن هنا جاءت عبارة وضع قواته في نظام خاص للقتال”.

وتابعت:”لا أعتقد أن معنى هذه الأوامر هو إعداد الصواريخ للمعركة.. لكن هناك صعوبة في تفسير مغذى الكلام”.

وأضافت: “يبدو أن ما فعله هو تأسيس وضع قانوني مناسبه يمكنه من إطلاقها إذا رغب في ذلك”.

وقال نائب المدير العام لمعهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، البروفيسور مالكولم تشالمرز، إن الصياغة لم تُستخدم من قبل، لذا فليس “واضحًا تمامًا” ما هو المقصود.

وزاد: “لم أر أي تقارير عن تغييرات في مواقف القوات النووية الروسية.. ومن الواضح أنه ليس لدي إمكانية الوصول إلى معلومات استخبارية سرية، ولكني لا أعلم بوجود تقارير على هذا النحو”.

وأردف: “لذلك ليس من الواضح بالضبط المقصود بعبارة بوتين، فقد يكون الأمر متعلقًا بآليات التفويض الخاصة بين الرئيس الروسي وقواته النووية، أو قد لا تعني شيئًا على الإطلاق.. قد تكون هذه الصياغة هادفة فقط لتذكيرنا بأن روسيا قوة تملك الأسلحة النووية “.

ما مدى احتمالية وقوع هجوم نووي؟
حاول وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، صب الماء البارد على مخاوف الحرب النووية، مشيرًا إلى أنه بينما يتفهم المخاوف، فإن صياغة بوتين هي “معركة بلاغية”.

وخلال مقابلات إعلامية يوم الاثنين، قال لشبكة سكاي نيوز إنه “لن يتكهن” بما قد يفعله بوتين في المستقبل.

في وقت لاحق، قال في تصريحات تلفزيونية: “نحن لا نرى أو ندرك نوع عبارة (النظام الخاص)”.

وتابع: “يتعلق الأمر بالدرجة الأولى بوضع بوتين أوراقه على الطاولة فقط لتذكير الناس والعالم بأن لديه سلاح رادع”.

وأضاف: “لن نفعل أي شيء للتصعيد، ولن نقدم على أي شيء يغذي سوء التقدير، فنحن نأخذ الأمر على محمل الجد”.

وأوضح: “لكن في الوقت الحالي، فإن هذه معركة خطابية يخوضها الرئيس بوتين، وعلينا فقط التأكد من أننا نديرها معه بشكل صحيح”.

في غضون ذلك يرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، توم توجندهات، أن روسيا ترى الأسلحة النووية في ساحة المعركة على أنها “مجرد وسيلة لتنفيذ تفجيرات أكبر (من الأسلحة التقليدية)، وبالتالي يمكن عسكريًا لاستخدامها”.

وصرح بعض الخبراء أنه من غير الواضح ما إذا كان بوتين سيمضي قدمًا في هجوم نووي أم لا، بينما رفض آخرون ذلك الاحتمال، مشيرين إلى أن التدمير المتبادل سيكون أكبر من اللازم.

قالت الوزيرة الخارجية البريطانية ليز لويس: “بالطبع يريد أن يخيفنا، وأعتقد أن روسيا أدركت منذ فترة طويلة أن الغرب لديه خوف من الأسلحة النووية الروسية أكثر من رهبة روسيا من الأسلحة النووية الغربية، وأعتقد أن هذا صحيح”.

في غضون ذلك، قال البروفيسور تشالمرز إنه يعتقد أن شن هجوم نووي “غير مرجح”، مضيفًا: “أي استخدام للأسلحة النووية سيفتح صندوق باندورا، وإمكانية التصعيد لاستخدام المزيد من الأسلحة النووية بمجرد أن تستخدمها دولة واحدة”.

ماذا يمكن أن يحدث إن وقع هجوم نووي؟
إن شنت روسيا هجومًا على إحدى دول الناتو، يرى الخبراء أنه قد تكون هناك ضربات انتقامية من دول حلف الناتو الأخرى، مما يؤدي إلى صراع عالمي، وهنا يوضح البروفيسور تشالمرز أن ما سينجم عن ذلك الصراع “أسوأ من الحرب العالمية الثانية”.

وسيعتمد عدد الضحايا على المنطقة التي تمت مهاجمتها، إذ أن لدى الأسلحة النووية القدرة على قتل مئات الآلاف من الأشخاص، حسب مدى كثافة سكان المنطقة المستهدفة.

كما يمكن أن يُصاب آخرون نتيجة التسمم الإشعاعي إذا جرى استهداف منشآت معينة بدلاً من ذلك.

ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا؟
عمدت نشرة علماء الذرة، التي نشرت تقريراً عن الترسانات النووية العالمية قام بتجميعها خبراء بارزون من اتحاد العلماء الأميركيين منذ عام 1987، إلى بتحديث سجلاتها بشأن الترسانة النووية الروسية الأسبوع الماضي.

وقالت إن المخزون الروسي النووي يبلغ نحو 4477 رأسا حربيا، منها حوالي 1588 رأسا حربيا إستراتيجيا يمكن نشرها على صواريخ باليستية وفي قواعد قاذفات ثقيلة، في حين أن لدى موسكو ما يقرب من 977 رأسا حربيا إستراتيجيا إضافيا، وذلك إلى جانب 1912 رأسا حربيا غير إستراتيجي محتفظ بها في الاحتياط.

ماذا عن باقي دول العالم؟
وفقًا لاتحاد العلماء الأميركيين، تشير أحدث الأرقام إلى أن المملكة المتحدة لديها مخزون من حوالي 225 رأسًا نوويًا، في حين أن الولايات المتحدة لديها 5428، وفرنسا لديها 290، وباكستان تملك 165، والصين لديها 350، والهند بحوزتها 160، وإسرائيل لديها 90، وكوريا الشمالية لديها 20 رأسا نوويا. بحسب الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *