دولة بلا فقراء ولا تمتلك جيشا وثلث سكانها مليونيرات وعمالقة

هيومن فويس
دولة بلا فقراء ولا تمتلك جيشا وثلث سكانها مليونيرات وعمالقة
يوسع بنك الاستثمار العالمي، غولدمان ساكس غروب، عملياته لإدارة الثروات في الدولة المدينة، الخالية من الفقراء، والتي تتمتع بواحدة من أقل معدلات الضرائب في العالم.
ولأنها تعد جنة الأثرياء، فإن العديد من أصحاب الثروات في العالم، حريصون على امتلاك منزل في إمارة موناكو، حيث يمثل المليونيرات ما يقرب من ثلث سكانها البالغ عددهم 39000 نسمة.
كما تعد موناكو، واحدة من أصغر الدول في العالم التي تتمتع بالحكم الذاتي، إذ تقل مساحتها عن سنترال بارك في نيويورك، وعادة لا تفرض ضرائب على الدخل أو الأرباح الرأسمالية، وتشتهر بأحد أكبر معارض اليخوت في العالم، بالإضافة إلى حلبة شديدة الانحدار لسباقات الفورمولا 1.
وحصل عملاق وول ستريت الشهر الماضي على الموافقة على إنشاء فرع لوحدة إدارة الثروات الخاصة بها هناك، بعد حوالي 6 سنوات من إغلاق مكتب سابق، وفقاً لما ذكرته وكالة “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
وقال غولدمان ساكس في بيان إن الشركة ضمت 3 مديرين سابقين في بنك باركليز الإنجليزي لقيادة الفريق، وهم أرنود كوسين، وتيبوت لامبرت، ومستشار الثروات سيرج أوليف.
وأضافت وحدة الثروة الخاصة بالشركة عشرات المستشارين في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في السنوات الأخيرة كجزء من استراتيجية حددها الرئيس التنفيذي ديفيد سولومون لجعل أحد أكبر البنوك في العالم أقل اعتماداً على قطاع التداول.
من جانبه، قال الرئيس المشارك لإدارة الثروات الخاصة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، كريس فرينش، في البيان: “يعد تدشين وجودنا في موناكو أمراً بالغ الأهمية لتحقيق استراتيجيتنا الإقليمية وخطة النمو الشاملة”. “تمثل موناكو سلطة قضائية مهمة لأعمالنا الخاصة بالثروة الخاصة في أوروبا”.
ومن بين سكان المدينة، جيم راتكليف، مؤسس شركة الكيماويات البريطانية إنيوس، ورجل الأعمال الروسي دميتري ريبولوفليف، الذي يمتلك أيضاً نادي موناكو لكرة القدم والذي يشارك في الدوري الفرنسي، ويمتلك رجلا الأعمال ثروة تقدر بـ 13.2 مليار دولار و10.8 مليار دولار على التوالي، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وتأتي خطوة غولدمان ساكس، ضمن اتجاه متنامٍ للبنوك العالمية بما في ذلك سيتي غروب، ويو بي إس غروب في التواجد في موناكو.
ارتفعت الإيرادات في وحدة إدارة الثروات والمستهلكين في بنك غولدمان ساكس بنسبة 25% إلى 7.5 مليار دولار في عام 2021 مقارنة بالعام الذي سبقه. وكان لديها حوالي 751 مليار دولار من الأصول تحت الإدارة في نهاية العام.
الفرنسية هي اللغة الرسمية والسكان الأصليون لا يُشكلون أغلبية!
بلغ إجمالي عدد سكان موناكو 38400 نسمة في عام 2015، لكن سكان موناكو الأصليين ليسوا أغلبية في بلدهم؛ إذ يُمثل الفرنسيون هناك أغلبية بنسبة 28.4% من السكان، يليهم سكان موناكو بنسبة 21.6%، ثم الإيطاليون بنسبة 18.7%، يليهم البريطانيون بنسبة 7.5%، ثم البلجيك بنسبة 2.8%، ثم الألمان بنسبة 2.5%، والسويسريون أيضاً 2.5%، وأخيراً المواطنون الأميركيون بنسبة 1.2%.
اللغة الرسمية في موناكو هي الفرنسية، لكن اللغتين الإيطالية والإنكليزية تنتشران على نطاق واسع.
الدين الرسمي في موناكو هو المسيحية الكاثوليكية، مع حرية الأديان الأخرى التي يضمنها الدستور، ويُشكل المسيحيون ما نسبته 83.2% من سكان موناكو، ويمتلكون العديد من الكنائس، كما يُشكل اليهود الذين يمتلكون كنيساً واحداً ما نسبته 3%، أما المسلمون الذين يبلغ عددهم حوالي 280 شخصاً فيُشكلون ما نسبته 0.8%، غالبيتهم من العرب المقيمين هناك، بالإضافة إلى أقليات تركية أصغر أيضاً، لكن موناكو لا توجد فيها أي مساجد رسمية.
حكمتها أسرة واحدة منذ أكثر من 700 عام، وزواج الأمير من ممثلة أميركية في الخمسينيات لفت انتباه العالم إلى موناكو
موناكو هي إمارة ملكية دستورية، ويُعتبر الأمير الحالي ألبرت الثاني ملكاً دستورياً، كما أنه رئيس الدولة أيضاً.
ينتمي الأمير ألبرت الثاني إلى أسرة غريمالدي التي سيطرت على صخرة موناكو منذ عام 1297، باستثناء فترات قصيرة تم فيها الاستيلاء على موناكو من قبل إمارة جنوة وفرنسا وسردينيا مرات عديدة، لكن غريمالدي استطاعت استردادها في كل مرة، إلى أن أعلنت سيادة دولة موناكو في عام 1861، لكن قوات موسوليني انتزعتها منهم مرة أخرى في عام 1943، وسرعان ما تبعهم النازيون، لكن أسرة غريمالدي انتصروا كالعادة وكان عصر ما بعد الحرب أكثر سعادة وأكثر بريقاً.
لا تمتلك جيشاً عسكرياً، وتقع مهمة الدفاع عنها على عاتق فرنسا!
بالرغم من إعلان موناكو لاستقلالها، إلا أنها لا تمتلك قوات بحرية أو جوية خاصة بها، حيث إن دفاعها العسكري يقع على عاتق فرنسا، لكن موناكو تمتلك واحدة من أكبر قوات الشرطة حول العالم، على أساس نصيب كل فرد وكل منطقة من عدد قوات الشرطة “515 ضابط شرطة لنحو 36000 شخص”، وتضم الشرطة التابعة للإمارة وحدة خاصة تقوم بدوريات في زوارق خاصة لمراقبة الشواطئ.
هناك أيضاً قوة عسكرية صغيرة، تقوم على الحراسة الشخصية للأمير وقصر الأسرة الحاكمة في موناكو، وتتضمن 116 ضابطاً من السكان المحليين الذين يتلقون التدريبات في الجيش الفرنسي.
المناظر الطبيعية الخلابة والقمار جعلا السياحة مصدر الدخل الأول لموناكو
بدأت التنمية الاقتصادية في موناكو أواخر القرن التاسع عشر عندما افتُتح أول خط سكة حديدية يربط بينها وبين فرنسا، وتزامن ذلك مع افتتاح أول كازينو للقمار في مونتي كارلو. ومنذ ذلك الحين، جعل المناخ المعتدل في الإمارة، والمناظر الطبيعية الرائعة، ومرافق القمار الشهيرة على مستوى العالم من موناكو مركزاً ترفيهياً للأثرياء والمشاهير.
وتُهيمن السياحة على المجال الاقتصادي في موناكو، لكن الحكومة هناك نجحت مؤخراً في تنويع مصادر الاقتصاد وإدخال مجالات أخرى جديدة مثل الصناعات الصغيرة غير الملوثة والعقارات والخدمات المالية، حتى أصبحت موناكو مركزاً مصرفياً كبيراً؛ إذ تمتلك أكثر من 100 مليار يورو.