قصة نجاح ماريوت.. بائع الليمون الذي صنع إمبراطورية في عالم الفنادق (فيديو)

هيومن فويس
ماريوت من بائع عصير ليمون الى صاحب أشهر فنادق عالمية فاخرة في العالم (فيديو)
تقريبا كل من رآه في ساحة الكابيتال هيل بيالعاصمة واشنطن ، أثنى عليه ثناء كبيراً. كان المراهق الشاب ” جون ” يقف في هذه المنطقة يبيع عصير الليمون البارد لرواد المنطقة، واشتهر عنه ابتسامته الكبيرة وذوقه في التعامل مع الناس.
بقى جون فترة طويلة يقدم خدمة العصائر الباردة خصوصا الليمون، لحشود الناس الذين يعيشون ويأتون للعاصمة واشنطن. ومع عمله الدؤب ، لاحظ جون دائماً شكاوى الناس حول الغرف في الفنادق المحيطة ، وانها فنادق سيئة المستوى تقدم خدمة رديئة ومستوى طعام اكثر رداءة للزبائن.
ورغم انه مجرد بائع ليمون، الا ان هذه الافكار لطالما داعبت عقله وهو يصنع عصير ليمونه الطازج، بأنه يتمنى ان يملك ما يكفي لبدء ” شيء ما ” عظيم يستغل حاجة الناس الشديدة لفنادق نظيفة وعالية الخدمة.
وقد كان مطعم صغير
بعد عدة سنوات من التميز في تقديم عصير الليمون البارد في ساحة واشنطن، تحصل جون على مال جيد يكفي لافتتاح مطعم صغير يقدم فيه الطعام الساخن. كان الطعام يٌقدم طازجا ، وشهيا وساخنا ، وفي نفس الوقت يقدم بمودة ودفء جون المعتاد ، الذي استعان بموظفين وجّه اليهم تعليمات اساسية اولها ضرورة الابتسام واللطف الدائم مع الزبون.
كان من الطبيعي ان ينجح مطعم كهذا بهذه الكفاءة وهذا الاسلوب القيادي الذي يسخر كل شيء لارضاء العميل.
فافتتح مطعم ثانٍ ، ثم مطعم ثالث. بمرور الوقت، افتتح جون عددا من المطاعم في شرق أمريكا ، وبدأ صيته ينتشر كواحد من كبار الطهاة في امريكا ، وبدأت مطاعمه تأخذ اهتماماً كبيراً بسبب النظافة والطعام الشهي وخدمة العملاء الممتازة.
الحلم القديم
بعد نجاح سلسلة مطاعمه، راود جون حلمه القديم. افتتاح فندق.
جاءته الفرصة الاخيرة ليقدم النموذج الذي سعى لإنجازه يوما، بأن يوفر فندقا نظيفا ، يوفر خدمة مميزة ، رائحته عطرة على الدوام ، طعامه شهي وجذاب. كل ما يتمناه اي شخص نزيل او عابر في المدينة ، يشعر بالراحة والهدوء والامان في هذا الفندق، غير الفنادق الاخرى حينذاك التي كان الجميع يشكو منه.
وقرر جون ان يطبّق خلطته السرية في افتتاح فندقه الأول ، ولكن بشكل مختلف قليلاً هذه المرة.
افتتح جون فندقاً صغيراً، وأطلق خدمته بشكل تجريبي لمدة 3 اشهر ، دعا فيه اقاربه واصدقاءه وجيرانه للمبيع في فندقه مقابل مبلغ زهيد ، ولكن بشرط : لن يخرج احد من الفندق الا بعد ان يملأ دفترا كبيرا وضعه في الغرف ، يملأه بكل الملاحظات والانتقادات والايجابيات والسلبيات التي واجهها اثناء فترة اقامته. اي شيء اثار اعجابه يكتبه ، واي شيء اثار ضيقه وانتقاده يكتبه ايضاً.
الافتتاح
بعد ثلاثة اشهر ، جمع جون كافة الملاحظات ودرسها بدقة، ثم اعاد تصميم الفندق والخدمات والطعام وحتى الغرف ، وافتتح فندقه الجديد بعد تنفيذ كافة الاصلاحات التي ذكرها الجميع خلال فترة التجربة.
وكانت النتيجة هو نجاح الفندق نجاحاً باهراً.
كان اسم الفندق هو ” ماريوت ” ، نسبة لصاحبه ” جون ماريوت “. الفندق الذي نعرفه الآن جميعا ، واحد من اشهر واكثر الفنادق العالمية الفخمة انتشاراً حول العالم.
بدأ جون ماريوت رحلته في تأسيس أول فنادق ماريوت من بائع عصير مبتسم ومجتهد يسعى لخدمة زبائنه. ووصل به الامر ، بعد افتتاح فنادقه ، هو انه كان يرتدي ملابس موظفي الاستقبال في الفندق ، ويعمل في بهوه بإعتباره منهم ، بل وقام بحمل الحقائب من الزبائن احياناً وإيصالهم الى غرفهم دون ان يعرفوا انه جون ماريوت مالك الفندق !
ستموت قريباً
بعد سنوات من تأسيس ماريوت، وهو في الخامسة والثلاثين من عمره اخبره الاطباء بأن ليس امامه وقتا طويلا لادارة فنادقه لانه تم تشخيصه بسرطان الغدد الليمفاوية. توقع الاطباء انه سيعيش عدة اشهر ، ولكنه مات بالفعل لكن بعد خمسين عاماً كاملة من تشخيصه بالمرض وهو في الخامسة والثمانين ، استمر فيها على قيادة فنادقه التي تحولت الى واحدة من اشهر فنادق العالم.
غادر ماريوت الحياة تاركا وراءه اسمه للابد كأشهر ما يكون في عالم الخدمات والفندقة. كلمة السر فيها الابتسامة في وجه العميل ، وصناعة افضل الخدمات ، وتجربة كل شيء واخذ كل الاراء قبل التطبيق على نطاق واسع. واثبتت هذه الاساليب كفاءته ، وحقق نجاحاً لم يكن يتصوره احد لصبي مراهق يقف في ساحة لبيع عصير الليمون