لماذا هتف أردنيون باسم قيس سعيد؟.. فوضى وتبادل اتهامات بـ”البلطجة”- شاهد

هيومن فويس: متابعات
لماذا هتف أردنيون باسم قيس سعيد؟.. فوضى وتبادل اتهامات بـ”البلطجة”
تسبب خلاف في واحدة من أضخم وأعرق النقابات المهنية الأردنية بين بعض ممثلي التيار الإسلامي والهيئة التي تدير النقابة بقيادة المهندس أحمد سمارة الزعبي، ظهر الجمعة، بمشهد غير مسبوق لم يألفه النقابيون في البلاد قوامه حالة فوضى ومشادات كلامية حادة وتبادل اتهامات ومناخ تنافسي أميل إلى الصراع.
كاد المشهد أن يتطور إلى مشاجرات بالأيدي في الجلسة النقابية الصاخبة لولا تدخل العديد من أعضاء نقابة المهندسين التي تعتبر أم النقابات المهنية الأردنية وأضخمها.
وشهد اجتماع طارئ للهيئة العامة، اضطر نقيب المهندسين لرفعه بسبب حالة الفوضى والتهجم، الذي طاله شخصيا، مناخات غير مسبوقة من الاحتكاك. وكان قد أعلن عن الاجتماع بهدف تحديد موقف الهيئة العامة، وهو جمهور عريض، من سلسلة التعديلات المقترحة على قوانين تخص النقابة.
وحاول النقيب الزعبي عبثا الاستمرار في الاجتماع وسط إصرار بعض المهندسين الشبان على الهتاف ضده وتوجيه اتهامات له. وكان من بين الهتافات مقارنة بين النقيب والرئيس التونسي قيس سعيد، وفق بعض الشهود.
واضطر الزعبي بعد إلقاء “زجاجات مياه” باتجاهه، لرفع الاجتماع حرصا على منع تطور الأمور خصوصا وأن التعديلات المقترحة توصف بأنها تاريخية وتخص عشرات الآلاف من المهندسين.
وغادر أعضاء مجلس النقابة القاعة وسط جو مشحون جدا كاد يؤدي إلى استدعاء الشرطة في الوقت الذي أعلن المتضررون والخصوم السياسيون للنقيب الزعبي وتياره عن اعتصام مفتوح على بوابة النقابة تحت لافتة الاحتجاج على نقيب المهندسين، الذي رحب بدوره بالاختلاف، مشيرا إلى أنه لا يستطيع قبول مصادرة رأي أغلبية كادر النقابة.
وفي تعليق على استفسار “القدس العربي”، وصف الزعبي ما حصل بأنه “بمنتهى الغرابة”، مشيرا إلى أنه “لم يرصد مثل هذا المشهد بتاريخ عمله النقابي في النقابات المهنية الأردنية التي تعتبر مدرسة الجميع في الحوار والرأي والرأي الآخر”، معبرا عن أسفه إزاء بعض السلوكيات.
واتُهم نشطاء ومهندسو الحركة الإسلامية الأردنية وأنصارها في النقابة بالتسبب بتلك الفوضى. ووصف وزير المياه الأردني الأسبق، كامل محادين، الذي حضر الاجتماع بصفته المهنية، ما حصل بأنه عملية “بلطجة” من قبل تيار بلون سياسي يحاول فرض نفسه على النقابات الأردنية، والمقصود هنا بهذا الاتهام هو التيار الإسلامي حصريا.
وقال الناشط النقابي ذو الميول الإسلامية ميسرة ملص إن المعترضين بصرف النظر عن طبيعة تصرفهم أثناء الاجتماع كانوا يمثلون كل التيارات. ووصف ما حصل بأنه قريب من البلطجة لفرض تعديلات على الهيئة العامة.
ورد مهندسون كثر على ذلك بالإشارة إلى أن أنصار التيار الإسلامي هم الذين تسببوا بتلك البلطجة وكانوا عمليا رموزها خصوصا من شريحة مهندسين شباب لا يستمعون لرأي ونصائح قدامى الإسلاميين من نشطاء النقابات المهنية.
ولم يصدر تعليق رسمي من حزب جبهة العمل الإسلامي ولا بيان من هيئة نقابة المهندسين التي تواجه أزمة حادة وحالة تصدع نادرة وتبادل اتهامات على المستوى الداخلي عطلت مصالحها وتشريعاتها في الوقت الذي اتهم فيه المهندس بادي الرفايعة، وهو أبرز نشطاء التيار الإسلامي في النقابات المهنية، المسؤول عن الفعل وليس رد الفعل بالتسبب بالحادث المؤسف.
المصدر: القدس العربي