تحليلات

مقاربة دولية للحل في سوريا..تعرف على التفاصيل

هيومن فويس

مقاربة دولية للحل في سوريا..تعرف على التفاصيل

عاد الحديث عن مقاربة “خطوة مقابل خطوة” للحل في سوريا مجدداً، لأسباب عدة، أبرزها جمود خطوط التماس العسكرية بين مناطق النفوذ الثلاث منذ ربيع 2020.

ورأت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير، السبت، أن هذه المقاربة القديمة لم تحقق اختراقاً كبيراً باستثناء مجالات محددة، فيما تتصاعد الدعوات لإخراجها من الأدراج لثلاثة أسباب، تشمل جمود خطوط التماس العسكرية، الانهيار الاقتصادي، وقناعة اللاعبين بعدم إمكانية النصر العسكري.

وأوضحت الصحيفة أن خطوات التطبيع، وزيارة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد إلى دمشق، ورفع مستوى الاتصالات الأمنية مع النظام السوري، وعودة النظام لبعض المنظمات الدولية، دفع أيضاً بالبحث عن إمكانية إحياء هذه المقاربة، إلا أن السبب الأبرز هو التواصل الأمريكي- الروسي في الأشهر الماضية.

وأشارت إلى أن مساحة التعاون بين واشنطن وموسكو تتسع، وأن الاتصالات التي ستجرى في الأيام المقبلة ستكون مهمة لاختبار جدوى هذه المقاربة.

واعتبرت الصحيفة أن ما يمكن أن تقدمه واشنطن وحلفاؤها إلى المائدة بات واضحاً، وبعضه قدم سلفاً أو أعلن عنه بوضوح، لكن إلى الآن ليس واضحاً ما الذي يمكن أن تقدمه روسيا وشركاؤها في المقابل.

ورجحت أن موسكو تريد فعلاً مقاربة “خطوة بعد خطوة”، أي اقتراب أميركا وحلفائها من موقف روسيا خطوة بعد أخرى باتجاه دمشق، وليس “خطوة روسية” مقابل “خطوة أميركية”.

اقرأ المزيد:موقع فرنسي: بوتين يدفع بيادقه في السودان

تحت عنوان “بوتين يدفع/يقدم بيادقه في السودان”، قال موقع Mondafrique الفرنسي إن التعاون بين موسكو والخرطوم يتعزز بعد الانقلاب الأخير الذي قام به الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان.. فمع اندلاع الاحتجاجات في الخرطوم وإدانة العواصم الغربية للانقلاب، أصر وزير الخارجية الروسي، الذي رفض وصف هذا الحدث على أنه انقلاب، على أن “أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد يجب أن يتوقف“.

وأضاف الموقع الفرنسي أنه بينما كان يفترض أن يساهم انسحاب السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، والمساعدات الأمريكية الضخمة، وإعادة جدولة ديونه، وإعادة العمل بنظام مؤسسات بريتون وودز، في تسريع التعاون العسكري بين السلطات الانتقالية والمستشاريات الغربية، إلا أن هذا التغيير في مسار الخرطوم يعيد خلط الأوراق بالكامل.

وذكّر الموقع الفرنسي أنه في مايو 2019، بالكاد بعد شهر من سقوط عمر البشير، وقعت روسيا اتفاقيتين عسكريتين مع السودان، لا سيما في المجال البحري. وفي نوفمبر 2020، حصلت موسكو على امتياز في ميناء بورتسودان، البوابة الاستراتيجية للبحر الأحمر، وما وراءه، لقناة السويس.

على نطاق أوسع، تهدف روسيا إلى إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة، وهي طريقة لاستعادة موطئ قدم في القرن الأفريقي (فقدت منذ إغلاق القاعدة السوفيتية في الصومال عام 1977). ويبدو أن الحكومة العسكرية السودانية، التي تخضع الآن لضغوط العقوبات الأمريكية، قد وجدت موطئ قدم جديدا مع روسيا والصين. ويتم تقديم القاعدة العسكرية الروسية كعامل يمنع تدخلا خارجيا افتراضيا في السودان ويسمح للنظام العسكري بالبقاء في السلطة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تدهور العلاقات بين الخرطوم وواشنطن على خلفية الانقلاب العسكري قد يفتح آفاقا إضافية أمام الجهات الروسية غير الحكومية للعمل في السودان. ويعود ظهور عناصر من المجموعة الروسية الخاصة المعروفة باسم مجموعة فاغنر في السودان إلى فترة ما قبل الثورة السودانية، حيث كانت هناك تقارير في نهاية يوليو 2018 عن مجموعة من 500 عنصر من مجموعة فاغنر تعمل في معسكر يقع على بعد حوالي 15 كيلومترا جنوب أم دافوق، بالقرب من الحدود مع جمهورية إفريقيا الوسطى.

ويُذكر أن مقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية أمضوا خمسة أشهر في المنطقة ليس فقط لتدريب القوات السودانية ولكن أيضا المقاتلين من جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة. كما أثبتت السلطات الأمريكية أن شركة M Invest الروسية المملوكة أو الخاضعة لسيطرة بريغوجين كانت بمثابة غطاء لقوات مجموعة فاغنر العاملة في السودان وكانت مسؤولة عن وضع خطط وحملات تضليل تهدف إلى قمع المتظاهرين من أجل الإصلاحات الديمقراطية.

وتابع الموقع الفرنسي التوضيح أن القائد العام للقوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، أشار في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي في الأول من نوفمبر الجاري، إلى أن بناء المركز اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان سيتم ضمن إطار الاتفاقيات الموقعة التي تؤكد على “تعاون طويل الأمد ومستمر بين الخرطوم وموسكو، بما في ذلك في المجال العسكري”، موضحا أن السودان يسعى لتوسيع التعاون مع روسيا الاتحادية في المجال الاقتصادي مستشهدا بالاستثمارات في مجالات التعدين والطاقة والزراعة.

مع وضع ذلك في الاعتبار، وقعت شركة Rosgeologia الروسية عقدا في سبتمبر الماضي لاستكشاف رواسب الذهب في السودان. ورمزا لنظرته إلى الشرق، قال عبد الفتاح البرهان لوكالة ريا نوفوستي إن “موسكو صادقة دائما وتنظر إلى كل شيء بعيون مفتوحة، بينما يرى الآخرون نصف كأس ممتلئا”.

الشرق سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *