ترجمة

دولتان عربيتان على شفا الحرب.. التوتر يتصاعد وبيان مباشر

هيومن فويس

دولتان عربيتان على شفا الحرب.. التوتر يتصاعد وبيان مباشر

في فصل جديد من التوتر المتصاعد بين البلدين، أعلنت الجزائر الإغلاق الفوري لمجالها الجوي أمام كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، وكذلك التي تحمل رقم تسجيل مغربي، في تصعيد يقول مراقبون إنه متوقع وقد يتبعه إجراءات أخرى.

وبحسب بيان للرئاسة الجزائرية، اتخذ هذا القرار خلال اجتماع المجلس الأعلى للأمن، الذي ترأسه مساء الأربعاء، الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون.

وخصص الاجتماع “لدراسة التطورات على الحدود مع المملكة المغربية، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات والممارسات العدائية من الجانب المغربي”، بحسب ما ورد في بيان الرئاسة.

المحلل والإعلامي الجزائري، محمد سي بشير، اعتبر، أن التصعيد الجديد يأتي في إطار قرار إعادة النظر في العلاقات مع المغرب الذي سبق أن أعلنته الجزائر.

وأضاف بشير في حديث لموقع قناة الحرة “تغيرت المعطيات بدخول متغير التطبيع بين المغرب وإسرائيل، إضافة إلى صدور سلوكيات لم تكن معتادة من قبل المغرب متمثلة في استخدام برمجية للتجسس .. واستخدام أوراق اللعب على وتر التعدد الهوياتي بمبادرة ممثل المغرب في الأمم المتحدة بموضوع الاستقلال المزعوم لمنطقة القبايل”.

وكان السفير المغربي في الأمم المتحدة، عمر هلال، قد دعا خلال اجتماع دول عدم الانحياز يومي 13 و14 يوليو الماضي، إلى “استقلال شعب القبائل” في الجزائر، وفق ما نقلت وسائل إعلام مغربية.

دعوة هلال جاءت بعد إعلان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، دعم حق تقرير مصير سكان الصحراء الغربية. وفق الحرة

كما اتهمت الجزائر الرباط بـ”التجسس على مواطنين ومسؤولين جزائريين”، بعد ورود اسم المغرب ضمن البلدان التي استعملت برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، في تحقيق نشره ابتداء من 18 يوليو تجمع يضم 17 وسيلة إعلام دولية وهو الأمر الذي نفاه المغرب.

وتعليقا على القرار الجزائري، يرى أستاذ العلوم السياسية و القانون الدستوري بجامعة ابن طفيل القنيطرة المغربية، رشيد لزرق، أن “الجزائر تحاول استرداد وضعها من خلال افتعال التصعيد بغية وقف نجاحات الدبلوماسية المغربية ووضع المغرب كممر نحو أفريقيا جنوب الصحراء بغية وقف امتداد هذه النجاحات التي تؤهل المغرب أن يكون دولة صاعدة في المنطقة”.

وبعد صدور القرار الجزائري كان الرد الوحيد الصادر عن المغرب عبر شركة الطيران المملوكة للدولة، التي أعلنت أنها ستقوم بتحويل الرحلات التي تمر عادة عبر أجواء الجزائر إلى البحر الأبيض المتوسط.

وذكر مصدر في شركة الخطوط الجوية المغربية أن إغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية اعتبارا من يوم الأربعاء لن يؤثر إلا على 15 رحلة أسبوعيا إلى تونس وتركيا ومصر، بحسب رويترز.

ووصف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أثر ذلك على الشركة بأنه غير كبير وقال إن الرحلات المعنية قد تغير مسارها لتمر فوق البحر المتوسط، تماشيا مع القرار الجزائري.

ويأتي القرار الجزائري، وفق المحللة المغربية، شريفة لومير، ضمن “التصعيد الذي تنهجه الجزائر في محاولة لتصدير أزمتها الداخلية وكبت الحراك الذي يعرفه الشارع الجزائري، خاصة بعد فشل ورقة قطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب و كذا إلغاء خط الغاز”.

وتزايدت حدة التصريحات بين مسؤولي البلدين منذ إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع الرباط.

وقطعت الجزائر في 24 أغسطس الفائت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بعد أشهر من التوتر بين البلدين ليصل إلى الحظر الجوي.

حظر جوي يقول الإعلامي الجزائري، حكيم بوغرارة، في حديث لموقع قناة الحرة، إنه يأتي بسبب “استمرار المغرب في الاستفزازات من خلال ادعاء تواجد أطراف من حزب الله تدرب الشباب الصحراوي أو جبهة البوليساريو..في مداخلة لمندوبها بمجلس حقوق الإنسان بسويسرا مؤخرا.. وكذا اتهام بعض وسائل الإعلام المغربية الجزائر باغتيال رعيتين شمال مالي، وزرع الكثير من الأكاذيب حول طلب الجزائر لوساطات”، حسب تعبيره.

والعام الماضي تعمق الخلاف بين البلدين بعد اعتراف الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء الغربية مقابل تطبيع العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل.

ويضيف لزرق في حديثه لموقع قناة الحرة “تحاول الجزائر من خلال التصعيد مع المغرب إثارة التصعيد بغية وضع اعتبار لها كفاعل في المنطقة خاصة بعد الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية و إرغام إسبانيا على التعامل بالمثل و بدء مؤشرات اعتراف دول وازنة في الاتحاد الأوروبي بمغربية الصحراء”.

أما المحللة المغربية، لومير، فتضيف في حديث لموقع قناة الحرة،”أن التصعيد الذي تتعامل به قيادات الجزائر هو محاولة لطمس الأوضاع الكارثية التي يعانيها الشعب الجزائري لإلهائه و تصريف أزمة الجزائر إلى أزمة خارجية مع المغرب”، مضيفة “أن المغرب رغم كل هذه المناورات الجزائرية التزم التأني والتبصر في تعامله مع هذه الأحداث خاصة بعد مقتل السائقين المغربيين بعد الهجوم الذي تعرضا له في مالي”

والأسبوع الماضي، لقي سائقا شاحنتين مغربيان مصرعهما على إثر هجوم مسلح لم تعرف بعد هوية منفذيه في مالي، بينما كانا يتوجهان نحو العاصمة باماكو، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية مغربية وأمنية مالية.

وعلى الجانب الجزائري، فالتصعيد مبرر، إذ يقول محمد علي ربيج، أستاذ العلوم السياسية بالمدرسة العليا للعلوم السياسية بالجزائر، إن “التصعيد هو نتيجة متوقعة لسلوك غير مبرر وغير دبلوماسي من قبل المغرب تجاه الجزائر”. ويضيف ربيج أن الأمر “لا يتعلق بتصعيد بل برد فعل ضد ما يقوم به المغرب، والرباط تحصل على نتائج تهورها تجاه الجزائر”، بحسب تعبيره.

وسبق للملك محمد السادس أن دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطاب نهاية يوليو إلى “تغليب منطق الحكمة” و”العمل سوياً، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك”، مجددا أيضا الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994.

وتوقع ربيج، في حديث لموقع قناة الحرة، أن تكون هناك إجراءات أخرى على المستوى الاقتصادي وحتى على مستوى المحاكم الدولية.

ولطالما ساد التوتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، خصوصا على خلفية ملف الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه، فيما تدعم الجزائر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” التي تطالب باستقلال الإقليم.

صحيفة تكشف عن خطوة فرنسية قاب قوسين من التنفيذ

وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” ردة فعل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد إعلان الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، بـ “المقامرة الكبيرة”، في وقت حثت فرنسا شركاءها في الاتحاد الأوروبي على النظر في إمكانية تأجيل المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة المستقبلية للاتحاد مع أستراليا بسبب ما وصفته باريس بانعدام الثقة الناجم عن صفقة الشراكة.

واندلعت هذه الأزمة بعد أن أعلنت الدول الثلاث في الأسبوع الماضي، إطلاق شراكة استراتيجية لمواجهة الصين تتضمن تزويد كانبيرا بغواصات تعمل بالدفع النووي، ما استدعى رد فعل عنيفا من جانب باريس. وتعتبر فرنسا أن الاتفاقية، التي تأتي في الفترة التي تسبق الانتخابات الفرنسية المزمع إجراؤها في أبريل، بمثابة خيانة لها.

تقول الصحيفة الأميركية إن فرنسا استخدمت لغة بعيدة عن الدبلوماسية، ناهيك عن الدبلوماسية بين الحلفاء. وجاء في التصريحات الفرنسية مفردات مثل “الأكاذيب”، “الازدواجية”، “الوحشية” و”الازدراء”. كما استدعت فرنسا سفيرها لدى الولايات المتحدة للمرة الأولى على خلفية أزمة الغواصات النووية.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن ماكرون اختار التصعيد ردا على الخطوات السرية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بيع الغواصات التي تعمل بالدفع النووي لأستراليا التي بدورها ألغت صفقة غواصات اعتيادية كانت تسعى لاستيرادها من فرنسا، خصوصا وأن هذه الخطوة جاءت قبل ستة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية.

انعدام الثقة
تتمثل إحدى الأفكار التي تدور رحاها في أروقة الإليزيه بانسحاب فرنسا من هيكل القيادة العسكرية المتكاملة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتي عادت للانضمام إليه عام 2009 بعد غياب دام 43 عاما. وفق الحرة

وعلى الرغم من تصريحات ماكرون العام 2019 بقوله إن الناتو “ميت سريريا”، فإن فكرة انسحاب فرنسا من حلف الناتو ستكون خطوة “راديكالية”، كما تقول الصحيفة.

كانت فرنسا انسحبت من هيكل القيادة العسكرية للناتو العام 1966 واقتصر تواجدها على عضوية الحلف.

وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمنت بيون، اليوم الثلاثاء، إنه سيطرح الاتفاقية التجارية والتداعيات الأمنية للاتفاق، المعروف باسم “أوكوس”، في اجتماعه مع نظرائه في بروكسل، مشيرا إلى أن فرنسا ستصر على مناقشته في قمم الاتحاد الأوروبي والاجتماعات الوزارية الشهر المقبل.

وقال بيون للصحافيين، “إنها مسألة ثقة. عندما تقطع وعدا، يكون له قيمة بين الحلفاء وبين الديمقراطيات وبين الشركاء، وفي هذه الحالة لم يحترم الوعد … وهذا يشكل بطبيعة الحال خيانة للثقة.”

وأضاف: “يجب أن نتحلى بالحزم، لا كفرنسيين بل كأوروبيين، لأن الأمر يتعلق بالطريقة التي نتعاون بها سويا كحلفاء”.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا ستدعو إلى وقف المحادثات التجارية مع أستراليا، الجارية منذ عام 2018، قال بيون “هذا من بين النقاط التي يجب أن نناقشها سويا”.

إلى ذلك، تقول الصحيفة الأميركية إن فرنسا تشعر بالإهانة. ولن تنسى بسهولة ما تراه صفعة أميركية على الوجه، وصفها وزير خارجيتها بأنها “لا تطاق”.

ويتواجد الوزير جان إيف لودريان في نيويورك هذا الأسبوع لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن حتى الآن لم يتم التخطيط لعقد اجتماع مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن،

كما لن يحضر ماكرون الاجتماع، على عكس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي سيلتقي بالرئيس الأميركي جو بايدن.

وعلى الرغم من تصريحات رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، لشبكة “سي إن إن” الإخبارية بأن “إحدى دولنا الأعضاء كانت تعامل بطريقة غير مقبولة”، إلا أن معضلة فرنسا هي الصمت المدوي من قبل حلفائها الأوروبيين، طبقا للصحيفة الأميركية.

وفي أحدث ردة فعل أوروبية، رأى وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية، مايكل روث، أن أزمة الغواصات بين فرنسا والولايات المتحدة وأستراليا هي “تنبيه للجميع في الاتحاد الأوروبي”.

وقال روث لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين،الثلاثاء، “علينا أن نطرح السؤال حول سبل تعزيز سيادتنا، كيف يمكننا إظهار المزيد من وحدة الصف في مسائل السياسة الخارجية والأمن”.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، دومينيك مويزي، في إشارة إلى سعي الرئيس الفرنسي لأجل أوروبا أقوى بكثير وأكثر استقلالية، “صفقة الغواصة عززت صحة مناشدة ماكرون”. وأشار إلى أن ذلك عزز وحدة ماكرون، مردفا: “نحن على حق، لكننا وحدنا”.

وتابع: “قد يرى المؤرخون في ذلك نقطة تحول رئيسية. ربما تكون نهاية الناتو وشيكة، أو على الأقل تهميش الناتو”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *