تحليلات

5 رسائل استراتيجية وراء استدعاء الأسد لموسكو.. ما هي؟

هيومن فويس

5 رسائل استراتيجية وراء استدعاء الأسد لموسكو

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس النظام السوري بشار الأسد في الكرملين الاثنين، في اجتماع هو الأول للرئيسين في موسكو منذ 2015، حسبما أفاد بيان للرئاسة الروسية نقل عن بوتين قوله إن القوات الأجنبية التي يتم نشرها في سوريا دون قرار أممي، تشكل عائقا أمام توحيد البلاد الغارقة في الحرب منذ اندلاع احتجاجات 2011.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري بشار الأسد الاثنين خلال لقائهما في موسكو، إن القوات الأجنبية التي يجري نشرها في سوريا دون قرار من الأمم المتحدة تمثل عائقا أمام توحيدها.

وأفاد الكرملين بأن هذه التصريحات جاءت خلال اجتماع الرئيسين بالعاصمة الروسية، بعد أن هنأ بوتين الرئيس السوري على فوزه في الانتخابات. كما نقل بيان للكرملين عن بوتين قوله “الإرهابيون تكبدوا أضرارا بالغة، وتسيطر الحكومة السورية برئاستكم على 90 بالمئة من الأراضي”.

وساعد الدعم العسكري الروسي بشار الأسد على استعادة كافة الأراضي التي خسرها تقريبا، أمام المعارضة المسلحة التي سعت إلى الإطاحة به خلال الحرب التي اندلعت بعد احتجاجات 2011.

من جانبه، رأى مدير مركز جسور للدراسات “محمد سرميني”، أن تواجد بشار الأسد في روسيا، يحمل في جعبته خمسة ملفات حساسة في الملف السوري، وقال “سرميني”:

1. استدعاء رئيس النظام السوري إلى موسكو هو الثاني منذ 2011، حيث يستدعي بوتين أحد قادة الدول التابعة لـ روسيا في رسائل تأتي ضمن السياسات الروسية الخارجية، في مرحلة تتسارع فيها التحركات السياسية والتغييرات الحثيثة في المنطقة والمرتبطة بشكل مباشر مع الأوضاع في سوريا

2. الرسالة المباشرة من استدعاء الأسد اتضحت من النسبة التي صرح بها بوتين لسيطرة جيش النظام على الأرض في سوريا، والتي قال بأنها 90%، رغم أنها في الواقع لا تتجاوز 64%، وهو يقصد ما يقول، حيث يحتسب المناطق التي تسيطر عليها قسد ويعزز ذلك بالتأكيد على موقف روسيا من الوجود الأجنبي.

3. رسالة بوتين، وفق مدير مركز جسور للدراسات، كانت مباشرة إلى الولايات المتحدة وحليفتها تركيا، حيث تستنكر موسكو ما تتخوف منه من تفاهمات تركية أمريكية على منطقة شرق سوريا التي بات الرئيس الروسي يعتبرها ضمن سيطرة النظام، الأمر الذي يهدد مشروعاً كبيراً تعمل روسيا على استكماله بالتحالف الكامل مع قسد.

4. تدرك روسيا أنها تخوض معارك سياسية وسط تغيرات كبيرة تعصف بالمنطقة، الأمر الذي يحتاج ضبط سلوك النظام بعيداً عن محاولات تذاكيه باللعب على هوامش التناقضات، وبحثه عن مصالحه في طهران التي من المتوقع أن لا تسرها الترتيبات الروسية الجديدة، حيث تشمل الترتيبات تغييرات في بنية النظام

5. مع تواصل الضغط على تركيا بقصف عفرين و إدلب، ومفاوضة قسد لكسب شرق سوريا، وانتظار جلسات صعبة مع الولايات المتحدة لتسويق حلول تكتيكية واستراتيجية ترسمها موسكو تأتي ضرورة الضغط على بشار وإيصال رسائل من خلال استدعائه، بعد أن أصبح النظام ذاته عقبة في حسابات روسيا ومصالحها.

من جانبه، أشاد الأسد بما وصفه بنجاح الجيشين الروسي والسوري في “تحرير الأراضي المحتلة” بسوريا. ووصف العقوبات التي فرضتها بعض الدول على سوريا بأنها “غير إنسانية” و”غير شرعية”.

لكن رئيس النظام السوري أشار إلى أن العملية السياسية التي بوشرت قبل عامين تقريبا تواجه “عوائق لأن هناك دولا تدعم الإرهابيين وليس لها مصلحة في أن تستمر هذه العملية بالاتجاه الذي يحقق الاستقرار في سوريا”.

مضيفا “قامت بعض الدول بفرض حصار على الشعب السوري.. حصار نصفه بأنه غير إنساني.. غير أخلاقي وغير قانوني”.

وكانت روسيا قد تدخلت عسكريا في سوريا العام 2015 ما سمح لقوات النظام السوري باستعادة مناطق خسرتها أمام فصائل المعارضة والحركات الجهادية. ولروسيا قواعد عسكرية في سوريا.  وفق فرانس برس.

هذا وتم عقد جولات محادثات عدة برعاية الأمم المتحدة لكنها لم تفضي إلى وضع حد للعنف في سوريا، حيث أدى النزاع إلى سقوط نحو نصف مليون قتيل ونزوح ملايين الأشخاص منذ 2011.

مساع للتصالح مع نظام الأسد.. المنطقة تستعد لخروج الولايات المتحدة من سوريا

بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تتساءل الدول العربية عما إذا كانت سوريا -التي يوجد فيها مئات الجنود الأميركيين- ستكون البلد التالي الذي يشهد انسحاب الجيش الأميركي منه.

هذا ما يراه المحلل السياسي نيل كويليام في مقال تحليلي له بمجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) الأميركية، حيث قال في مستهله إن هناك مؤشرات على نية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التغاضي عن مساعي بعض الدول العربية لإحياء علاقاتها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدلا من منعها من القيام بذلك.

ويقول كويليام -الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد “تشاتام هاوس” (Chatham House)- إن ذلك وإن بدا تغيرا طفيفا في الموقف الأميركي.

إلا أنه يعد تحولا مهما في سياسة الولايات المتحدة في سوريا، والتي من أبرز ملامحها قانون قيصر لحماية المدنيين الذي أقرته الإدارة الأميركية عام 2019.

بين إعلاني ترامب وبايدن

وأوضح الكاتب أن تراجع اهتمام واشنطن بفرض عزلة على سوريا -من خلال الوسائل العسكرية وغيرها- شجع بعض الدول العربية على استئناف التواصل مع النظام السوري لإخراج البلد من عزلته الدبلوماسية.

وأشار إلى أن بعض دول الخليج العربي عززت تواصلها مع الحكومة السورية خلال الشهور الأخيرة، وإن بدرجات متفاوتة؛ سعيا منها لتحقيق أهداف مختلفة، إلا أن سياسة إدارة بايدن تجاه سوريا والمدى الذي لا يزال واسع النطاق لعقوبات قانون قيصر؛ أمران يحدان من قدرة دول الخليج على تعزيز علاقاتها مع نظام الأسد.

ولكن القادة العرب -والكلام للكاتب- يتذكرون بلا شك إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انتصار بلاده على تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر/كانون الأول 2018، حيث أعلنت الولايات المتحدة أن تدخلها في سوريا هو بهدف القضاء عليه.

واختتم الكاتب أنه بالنظر إلى سياسة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن تجاه أفغانستان -والتي تستند إلى إعلان مماثل لذلك الذي أعلنه ترامب بأن مهمة أميركا قد أنجزت- من المرجح أن يستعد القادة العرب لخروج واشنطن من سوريا التي لا توجد فيها مصالح حيوية للولايات المتحدة وفق الكاتب.

المصدر: هيومن فويس ووكالات ووسائل إعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *