ترجمة

صحفي تركي معارض يضع شروطا على السوريين مقابل البقاء في تركيا!

هيومن فويس

صحفي تركي معارض يضع شروطا على السوريين مقابل البقاء في تركيا!

قال الصحفي التركي المعارض فاتح بورتوكال، إنه لا يمكن وصف من يطالب بترحيل السوريين بالفاشي لأن سوريا هي وطنهم وعودتهم إلى هناك أمر طبيعي، واقترح بقاءهم في تركيا بشرط “دفعهم الضـ.ـرائب وتجنيدهم إن لزم الأمر”.

وقال بورتوكال، ضمن سلسلة من التغريدات التي شاركها عبر حسابه على موقع تويتر الثلاثاء 27 من تموز 2021. “الحديث عن عودة السوريين إلى بلدهم أمر طبيعي نعم لأن سوريا هي وطنهم لكن يجب أن يتم الأمر ضمن أجواء يسودها الحق والقـ.ـانون”.

وحول الظروف التي يجب أن تتوفر لعودة السوريين قال الصحفي يجب أن تتم العملية تحت إشراف وضمان الأمم المتحدة.
وأضاف بورتوكال، ” أنا لا أعتقد أن عملية الإعادة ستكون سهلة. كثير من السوريين يعيشون هنا منذ 10 سنوات، أصبح لدى البعض أعمالهم الخاصة وهناك موظفون يعملون في الشركات وطلاب وعاطلون عن العمل”.

يمكن للسوريين البقاء بشروط

وحول دور الدولة في تنظيم السوريين داخل تركيا دعا الصحفي إلى “ضبط السوريين” وفرض الضـ.ـرائب وإجـ.ـبارهم على الانضمام إلى الجـ.ـيش، “يجب على الدولة أن تضمن أن يكونوا مفيدين للمجتمع وأن لا يشكلوا أي خـ.ـطر على أبناء الدولة التي هـ.ـاجروا إليها، وحين تأمين هذه الشروط يمكن لهؤلاء المهـ.ـاجرين البقاء في تركيا”.

ورأى بورتوكال، أن قـ.ـضية المهـ.ـاجرين السوريين ستكون مجالاً للاستـ.ـغلال السياسي في المرحلة القادمة لأنها من القـ.ـضايا الحساسة في تركيا على الصـ.ـعيد الاجتماعي والفردي.

التغريدات لاقت تفاعلاً كبيراً إذ أيد قسم كبير من متابعي بورتوكال محتوى التغريدات ورفضه بعضهم، المغردة التركية غلاي شاهين علقت على التغريدة قائلة

“الأتراك ينظرون للاجئين على أنهم السبب الوحيد لمشكلاتهم الاقتصادية، والسياسيون الشعبيون يستغلون غضب الناس لمآربهم الشخصية، البعض يظهر الكـ.ـراهية تجاه لاجئين لا حول لهم ولا قوة لأنهم لا يستطيعون إظهار هذا الحقد تجاه أصحاب الأعمال الذين لا يعطونهم حقوقهم لأن بث الكراهية تجاه اللاجئين أمر أسهل بكثير “.

هذا وعادت قـ.ـضية اللاجئين السوريين في تركيا إلى الواجهة بعد تصريحات لزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو وعد فيها أنه سيقوم بإعادة السوريين إلى بلادهم في حال وصول حزبه إلى السلطة في الانتخابات المقبلة.

تبعه سياسيون آخرون طالبوا بإعادة السوريين بطرق مختلفة وكان آخرهم رئيس بلدية بولو الذي وعد برفع أسعار المياه على اللاجئين المقيمين في ولايته 10 أضعاف من أجل دفعهم للمغادرة.

ويعد بورتوكال أبرز إعلاميي المعارضة ومقدم الأخبار الشهير في قناة “فوكس” التركية سابقا، ورفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوى قضائية بحقه في نيسان 2020 متهما إياه بـ”تحريض الشعب، والكذب وتأويل كلام الرئيس بشكل خاطئ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

وكشف بورتوكال الذي يتابعه 8 ملايين مستخدم على تويتر في آب 2020 عن استقالته من فوكس وهي أبرز قنوات المعارضة، وتركه العمل الصحفي، وهو ما أكدته إدارة القناة.

اقرأ أيضاً:سابقة تاريـ.ـخية ولأول مـ.ـرة.. مبـ.ـعوث تركي بـ.ـارز يكشف أسـ.ـرارًا عن الثـ.ـورة والـ.ـحـ.ـر.ب في سورية

السفير عـ.ـمر أونـ.ـهون يصـ.ـدر كتاباً عن عمله في د.مشق وأنقرة… ويروي لـ«الشرق الأوسط» مآلات «أكـ.ـبر مـ.ـأسـ.ـاة في العصر الحـ.ـديث»

القتـ.ـال توقف في سوريا، لكن الأزمـ.ـة مستمرة لسنوات طويلة، مع زيادة عوامل انبعاث «د.اعـ.ـش» والمتـ.ـطرفين. لذلك، فإن الحل يتطلب تنفـ.ـيذ جميع عنـ.ـاصـ.ـر القرار الدولي (2254)، وبسط السـ.ـلـ.ـطة المركزية في د.مشق سيادتها على كل الأراضي السورية، وقيادة سورية تجمع السوريين والأراضي.

لكن جـ.ـيوش الدول الخمس وميلـ.ـيشياتها، وهي أميـ.ـركا وتركيا وروسيا وإيران وإسـ.ـرائـ.ـيل، لن تخرج ما لم تحصل على تأكيدات بحمـ.ـاية مصالحها الاستراتيجية.

وبالإمكان تلبية مصالح معظم الدول، بما فيها روسيا، لكن «العـ.ـقدة» هي إيران، ذلك أنها جعلت من سوريا «جبـ.ـهة متقد.مة وحـ.ـجراً أساسياً في نظـ.ـامها الإقليمي، وباتت تشكل صـ.ـداعاً لبعض قا.دة الجيـ.ـش والأمـ.ـن والنظـ.ـام».

هذه هي الخلاصة التي وصل إليها السفير التركي عمر أونهون الذي تنقل في اهتمامه السوري من عمله مستشاراً سياسياً في السفارة التركية في د.مشق في عام 1998 إلى تعيينه سفيراً في 2009، ثم مبعوثاً خاصاً للملف السوري في 2014، ومديراً لشؤون الأمـ.ـن في الخارجية. وبعد تقاعده، وضع خلاصة تجر.بته في كتاب بعنوان «سوريا في عيون السفير» صـ.ـدر باللغة التركية قبل أيام.

ويغـ.ـطي الكتاب تفاصيل الاجتماعات السـ.ـرية، ولقاءات مع ووزير الخارجية الـ.ـراحـ.ـل وليد المعلم، والمحـ.ـادثات بين الرئيسين رجب طيب إر.دوغان وبشار الأسد، وهـ.ـجمات متظاهرين على السفارة التركية، و«ملاحقات رجال الاستخـ.ـبارات لي أينما ذهبت»، وعند.ما يلاحظهم كانوا يقولون: «كان ذلك من أجل حمايتك، وليس بسوء نية».

– من الازدهار إلى الانحـ.ـدار

يقول أونهون لـ«الشرق الأوسط» إنه عاين بنفسه لحظات مفصلية في تاريخ العلاقات بين البلديـ.ـن، من الأزمـ.ـة حول زعيم «حـ.ـز.ب العمال الكر.دستاني» عبد اللـ.ـه أوجلان الذي أبعدته د.مشق في 1998 بعد تهـ.ـديدات عسـ.ـكرية.

مروراً بزيارة الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر إلى د.مشق لتقديم التعازي للرئيس بشار الأسد في وفـ.ـاة الرئيس حافظ الأسد، إذ «كانت زيارة سيزر البداية الحقيقية لمرحلة جديدة في العلاقات» التي راحت «تزدهر عند.ما كنت سفيراً.

وكانت تركيا في طريقها لتصبح الدولة الأكثر تفضيلاً في سوريا». وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، التقى إر.دوغان والأسد في إسطنبول، وأعلنا رفع التأشيرات بين البلديـ.ـن، فـ«تحولت هذه الـ.ـحـ.ـركة إلى جوهرة التـ.ـاج» في العلاقات. وفق الشرق الأوسط.

وعند.ما اندلـ.ـعت الاحـ.ـتجاجات في ر.بيع 2011 «قامت تركيا بين مـ.ـارس (آذار) وأغسطس (آب) 2011 بكثير من العمل الدبلوماسي لإقناع الأسد بتقديم بعض التنـ.ـازلات، وتلبية المطالب القابلة للتنفـ.ـيذ للمتظاهرين، ليصبح بهذه الطريقة الزعـ.ـيم الإصلاحي المسـ.ـتنير في المنطقة، وبالتالي يستطـ.ـيع توطـ.ـيد سلطته».

وعد أونهـ.ـون اجتماع وزير الخارجية أحمد داود أوغـ.ـلو، في أغسطس (آب) 2011، مع الأسد «الذي استمر 7 ساعات أحـ.ـد المعالم البارزة في تلك الجهود، حيث كنت طرفاً في هذا الاجتماع. وكما تم الاتفاق، ذهبت في اليوم التالي إلى حماة للتحقق مما إذا كان هناك التزام بالوعـ.ـود».

ومع تعمق الخـ.ـيبات قيـ.ـاساً للتوقعات والمطالب والوعـ.ـود من د.مشق «تعـ.ـرضت تركيا لضغـ.ـوط، خـ.ـاصـ.ـة من الولايات المتحـ.ـدة وحلفاء غر.بيين آخرين، لقطـ.ـع العلاقات مع الأسد.

وكانت حـ.ـجتـ.ـهـ.ـم: إن دعمكـ.ـم يشجـ.ـعه، ولذلك يتـ.ـجاهلنا». وبالفعل، قطـ.ـعت أنقرة وعواصم كبـ.ـيرة العلاقات في ر.بيع 2012، واتجه الدعم إلى المعـ.ـارضة المنقسـ.ـمة «فمجموعة أصـ.ـدقاء سوريا، الداعمة للمعـ.ـارضة، لم تتمكن من الاتحـ.ـاد، وهو ما انعكس على المعـ.ـارضة». وذات مرة، احتج رئيس «الائتلاف الوطني السوري» جورج صـ.ـبرا في اجتماع، قائلاً: «يلقون بنا في البحر، ويطلبون منا ألا نبتل».

– خطوط إيران الأمامية

على الجانب الآخر، حسب أونهون، كان تصرف طهران وموسكو سريعاً، و«أنشأت إيران خط دفـ.ـاعها في سوريا، حيث تدفق إلى خطوط القتـ.ـال الأمامية المسـ.ـلحون الشيـ.ـعة و(حـ.ـز.ب اللـ.ـه) والجمـ.ـاعات العراقية.

ثم الميلـ.ـيشيات الشيعية الأفغانية والباكستانية». لكن روسيا هي التي «لعبت الدور الأكـ.ـبر في قلب موازين الـ.ـحـ.ـر.ب» لدى تدخـ.ـلها في 2015 «إذ طبقت استراتيجية حـ.ـر.ب مشابهة كانت قد تبنتها في القوقاز في القرن التاسع عشر، ثم في الشـ.ـيشان في القرن العشرين. هذه الاستراتيجية، باختصار، هي أن كل شخص وكل شيء مستهـ.ـدف.

فالأضـ.ـرار الجانبية والخـ.ـسـ.ـائر المـ.ـد.نـ.ـية لا مكان لها في العقـ.ـيدة العسـ.ـكرية الروسية، إذ إن العسـ.ـكريين ليسوا مسؤولين عن سلـ.ـوكهم. وكان هذا النهـ.ـج هو الذي أحـ.ـدث فرقـ.ـاً كبيراً»، حسب المبعـ.ـوث التركي.

وأضاف أونهون: «العنـ.ـصر الرئيسي الآخر الذي أثر في مصير الأزمـ.ـة كان دخول عنـ.ـاصـ.ـر متـ.ـطرفة إلى سوريا؛ لم يكن النظـ.ـام مستاءً من ذلك، بل عمد إلى إطـ.ـلاق سراحهم من سجـ.ـن صيدنايا سيئ السـ.ـمعة، وجعلهم يشكلون مجموعات مسـ.ـلحة لمحا.ر.بة النظـ.ـام. لكن من المؤسف أن هذه الاستراتيجية قد أدت الغرض المقصود منها.

فبعد ظهور (د.اعـ.ـش) الإرهـ.ـابي وأساليبه الوحـ.ـشـ.ـية، وجه العالم اهتمامه بالكامل إليه»، حسب ملخص باللغة الإنجليزية لكتاب أونهون.

وبعد تر.دد متكرر إزاء سوريا، فإن «المرة الوحيدة التي كانت فيها أميـ.ـركا حاسـ.ـمة هي عند.ما اختارت (وحـ.ـدات حمـ.ـاية الشعب) شريكاً محلياً، فتفاقمت العلاقات المضطر.بة مع تركيا».

ويتحـ.ـدث الكتاب عن «مثـ.ـلث مضطر.ب» يجمع تركيا و«وحـ.ـدات حمـ.ـاية الشعب» الكر.دية وأميـ.ـركا، إضافة إلى أزمـ.ـة «اللاجئين السوريين الأسوأ منذ الـ.ـحـ.ـر.ب العالمية الثانية»، بحيث «أصبحت القـ.ـضية السورية متشـ.ـابكة مع السياسة الداخـ.ـلية التركية التي تشهد انقـ.ـسامـ.ـات حـ.ـادة عمـ.ـيقة».

– ماذا عن إدلب؟

بعد.ما خسرت مناطق كثيرة، استعادت القو.ات الحكومية، بدعم عسـ.ـكري مباشر من حليفتيها إيران وروسيا، مساحات واسعة. وجرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مناطق سيطـ.ـرة قو.ات الأسد، المقـ.ـد.رة بأقل من ثلثي مساحة البلاد.

فيما غابت عن المناطق الخارجة عن سيطـ.ـرتها، وأبرزها مناطق نفـ.ـوذ الإدارة الذاتية الكر.دية (شمال شرقي البلاد) ومناطق تحت سيطـ.ـرة هيئة تحـ.ـرير الشام (جبـ.ـهة النـ.ـصـ.ـرة سابقاً) وفصـ.ـائل مـ.ـوالـ.ـية لأنقرة في شمال وشمال غر.بي البلاد.

وجدد الأسد في خطاب القسـ.ـم تأكيد عـ.ـز.مه على استعادة المناطق الخارجة عن سيطـ.ـرته، وقال: «تبقى قـ.ـضية تحـ.ـرير ما تبقى من أرضنا نصـ.ـب أعيننا، تحـ.ـريرها من الإرهـ.ـابيين، ومن رعاتـ.ـهـ.ـم الأتراك والأميـ.ـركيين».

ومن جهته، يقول أونهون: «تركيا لا تستطيع أن تدير ظهرها للأحـ.ـداث الجارية في سوريا، ويبقى لزاماً عليها أن تحـ.ـمي نفسها، وأن تفعل في الوقت نفـ.ـسه ما بوسعها لإنهاء الـ.ـحـ.ـر.ب.

ولكن في الأثناء ذاتـ.ـها لا أحـ.ـد يستطيع أن ينكر أن تركيا، مثلها في ذلك مثل أي دولة أخرى، ر.بما ارتكبت أيضاً بعض الأخطاء».

وتعد إدلب التي تضم 4 ملايين، نصفهم من النـ.ـازحين، بمثابة «القنـ.ـبلة الموقوتة، وهي تتعـ.ـرض لهـ.ـجمات مستمرة، ويتمثل مصـ.ـدر القلق الرئيسي فيما سيحـ.ـدث للآلاف من مقـ.ـاتـ.ـلي (هيئة تحـ.ـرير الشام) والسكان.

في حـ.ـال الهجـ.ـوم الكبير من النظـ.ـام وروسيا وإيران. والمكان الوحيد الذي يمكنهم الفـ.ـرار إليه هو تركيا، فهي الطريق الوحيد إلى أوروبا».

رابط المصدر

الشرق الأوسط: إبراهيم حميدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *