ملفات إنسانية

صـ.ـاروخ إسرائيلي يقـ.ـتل فرحة عائلة “الرنتيسي” بغزة- صور

هيومن فويس

صـ.ـاروخ إسرائيلي يقـ.ـتل فرحة عائلة “الرنتيسي” بغزة- صور

لم يكن عيدُ عائلة “الرنتيسي” في رفح جنوبي قطاع غزة سعيداً، حين أحاله القـ.ـصف الإسرائيلي مأتماً، وقضى صـ.ـاروخُ مقاتلةٍ حربيةٍ على أفراد تلك العائلة، بينما كانت تتجهز – على استحياء – لاحتفالية صغيرة بالعيد.

كانت الساعة تُشير إلى الثامنة مساء، حين تهيأت زوجات الإخوة من عائلة “الرنتيسي” بغزة، للالتقاء في جلسة سمر أول أيام عيد الفطر، الخميس الماضي، وأحضرن ما أعددنه من ضيافة العيد وحلوياته.

لكنّ طائرات الجيش الإسرائيلي كان لها رأيها، فكتبت نهايةً من نوع آخر لتلك القصة.. مُلطَّخة بالدماء والأشلاء.

فقد سبق صـ.ـاروخ إسرائيلي تلك الزوجات إلى جلستهنّ المفترضة، وبدون سابق إنذار، يضـ.ـرب منزلهن المكون من طابقين، في حي الجنينة برفح، ويوقع من كان فيه بين شهيدٍ وجريح.

 

**أجواء عيد مفقودة

أرادت النساء استحضار طيفٍ من أجواء العيد المفقودة بسبب العـ.ـدوان الإسرائيلي، ولم يدرِين أنه غير مسموحٍ حتى لهذا الطيف، أن يداعب أفكارهن البريئة.

وتسبب القـ.ـصف الإسرائيلي باستشـ.ـهاد أربعة من أفراد العائلة، هم: الأم سهام (55 عامًا)، والابن رائد (27 عامًا)، وزوجته شيماء، والحفيد إبراهيم (سبعة شهور)، فضلاً عن إصابة ما يزيد عن عشرة آخرين، معظمهم أطفال ما زالوا يتلقون العلاج.

“انتهك الصاروخ الإسرائيلي حُرمة منزلنا، وأحال منزلنا إلى ركام، تطايرت معها الأجساد، وألعاب الأطفال، وملابسهم، وفراشهم”، تقول “رائدة الرنتيسي” (45 عامًا)، ابنة الشهيدة “سهام”.

تضيف “رائدة”، في حديث للأناضول إن زوجات إخوانها كُنّ بصدد قـ.ـضاء سهرة العيد، بعد أن حُرمن الخروج مع أطفالهن للتنزه، بسبب الأوضاع الأمني الصعبة.

وقالت “كانت لحظات صعبة جدًا، تحوّل فيها كل شيء إلى رماد، وحلّت رائحة الموت والبارود، وتناثرت الألعاب، وتعالت الصرخات بفعل الفـ.ـاجعة”.

**لماذا قتـ.ـلوهم؟!

وتتابع الرنتيسي “لم أكن أتخيل أن يحصل ما حدث، فبرغم عدم استبعاد أن يستهدف الاحتلال أي منزل في غزة، إلا أن حجم الاكتظاظ السكاني في حيّنا منحنا شعوراً زائفاً بشيء من الأمان؛ فكيف يُقصف مكان كهذا؟!”.

وبلهجة استهجان، تتساءل رائدة “ما الذي فعله هؤلاء الصغار كي يُقتلوا بهذه الوحشية؟ لماذا قتلوهم؟”.

وتلفت “رائدة” إلى أن ذوي الأطفال منعوهم من الخروج للعب وقضاء العيد في الخارج، خشية تعرضهم لمكروه، وجاؤوا لهم بالألعاب داخل المنزل، إلا أن صواريخ الاحتلال الغادرة كانت في الموعد، سواء في الداخل أو في الخارج.

وقضى أحد الأطفال ولم يكمل الشهور السبعة، بينما يقبع البقية في المستشفيات، مضرجين بدماء وجراح وحروق في مختلف أنحاء الجسد، تضيف رائدة.

وتختم السيدة بالقول “قتل نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) الأطفال ليرضي بذلك غروره وشعبه، محاولاً الانتشاء بنصر موهوم على دماء الأطفال الأبرياء”.

وناشدت “العالم” من أجل للتحرك لوقف آلة الـ.ـحـ.ـرب الإسرائيلية، ولجمها عن ممارسة هوايتها المشؤومة في قـ.ـتل الشعب الفلسطيني والتنكيل به.

ويتواصل تصعيد أمني وميداني في قطاع غزة، منذ الإثنين الماضي، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات واسعة على جميع مناطق القطاع، وترد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بكثافة على العديد من المدن داخل إسرائيل.

وأسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد ما لا يقل عن 139 فلسطينياً، بينهم 39 طفلاً و22 سيدة، وإصابة أكثر من 950 بجروح.

ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفـ.ـجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعـ.ـتداءات “وحـ.ـشية” ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي “الشيخ جراح”، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية، وتسليمها لمستوطنين.أحال عيدها "مأتماً".. صاروخ إسرائيلي يقتل فرحة عائلة "الرنتيسي" بغزة (تقرير)

اقرأ أيضاً:سابقة تاريـ.ـخية.. إسرائيـ.ـليون ينقـ.ـلبون ضـ.ـد نتنـ.ـياهو ويتظاهرون لدعم الشـ.ـعب الفلسطيني

في حدث هو الأول من نوعه في فلـ.ـسطين التي تشهد تصعـ.ـيدا عسـ.ـكريا من الجيـ.ـش الإسـ.ـرائيلي في القدس وفي قطاع غزة، منذ أيام وحتـ.ـى اللحظة.

إذ قالت مصادر إعلامية، إن العـ.ـشرات من الإسـ.ـرائيليين انقلبـ.ـوا في المواقف، من تأييد حكـ.ـومة نتـ.ـنياهو إلى تأيـ.ـيد الشعـ.ـب الفلسطيني.

وأشار مراسل الجزيرة، إلى أن العشرات من الإسـ.ـرائيليين يتـ.ـظاهرون تضـ.ـامنا مع الفلسطينيين بحـ.ـي الشـ.ـيخ جـ.ـراح في القـ.ـدس.

من جانبها، دانت المستشارة الألمانية، أنغيـ.ـلا ميركل، قصـ.ـف الفصـ.ـائل الفلسطينية لمـ.ـواقع إسرائيلية، واعتبرته هـ.ـجمات إرهـ.ـابية.

صرح بذلك المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن سيبرت، اليوم الجمعة، وقال إن “المسـ.ـتشارة تـ.ـد.ين بأشـ.ـد العـ.ـبارات استمرار الهجـ.ـمات الصـ.ـاروخية ضـ.ـد إسـ.ـرائيل”.

وأضاف سيبرت أنه “لا يوجد شيء يبرر هذا الإرهـ.ـاب، يجب وقف الهجـ.ـمات الصـ.ـاروخية على الفور”، مشيرا إلى أن “الحكـ.ـومة الألمانية تدعم حـ.ـق إسرائيل في الدفاع عن النفس”.

تتزامن هذه التصريحات مع تواصل قصـ.ـف الجـ.ـيش الإسرائيلي جوا وبرا لمـ.ـواقع في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن مقـ.ـتل نحو 120 شخصا بينهم عشرات الأطفال، وإصـ.ـابة أكثر من 800 آخرين.

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تبذل جـ.ـهودا لإقناع المجتمع الدولي بـ”تلـ.ـقين إسـ.ـرائيل الدرس اللازم” ردا على اعـ.ـتداءاتها على الفلسطينيين.

وأعرب أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره النيجيري، محمد بخاري، مساء الخميس، عن ثقـ.ـته بأن الشعب النيجيري سيظهر تضامنه مع الفلسطينيين في قـ.ـضيتهم العادلة.

وأضاف: “نبذل الجهـ.ـود لإقناع المجتمع الدولي بتلقين إسرائيل، عديمة الضمير والقانون والعدالة، الدرس اللازم جراء اعتـ.ـداءاتها على فلسطين”.

وفي نفس السياق، أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، وناقش معه هجـ.ـمات إسرائيل على القـ.ـدس والمسـ.ـجد الأقصى وقطاع غزة.

وفي وقت سابق الخميس، أجرى أردوغان اتصالا هاتفـ.ـيا مع الرئيس الأفغاني أشرف غاني، شدد خلاله على دعم مبادرات تركيا في جميع المحافل الدولية حتى لا يواصل المجتمع الدولي التزام الصـ.ـمت حيال هجـ.ـمات إسرائيل ضـ.ـد الفلسطينيين.

كذلك، أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا مع رئيس قرغيزستان صدير جاباروف، أعرب فيه عن رغبته في وقوف قرغيزستان إلى جانب تركيا في جهودها على الساحة الدولية من أجل تلقـ.ـين إسرائيل الدرس اللازم، لاعتـ.ـدائها على المسجـ.ـد الأقصى وغزة والمواطنين الفلسطينيين.

كما أجرى أردوغان اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الماليزي السابق، مهاتير محمد، بحث فيه الجانبان قـ.ـمع واعـ.ـتداءات إسرائيل على فلسطين.

والأربعاء، ذكرت الرئاسة التركية أن “أردوغان أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الباكـ.ـستاني عمران خان، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات التركية الباكـ.ـستانية وقضـ.ـايا إقليمية على رأسها الهـ.ـجمات الإسرائيلية بفلـ.ـسطين”.

وأوضح أردوغان أن “الإجراءات التي ستتخـ.ـذها تركيا وباكستان مهمة جدا لضمـ.ـان رد قوي ورادع من المجتمع الدولي تجاه إسرائيل”.

والأربعاء أيضا، ذكرت الرئاسة التركية في بيان، أن “أردوغان بـ.ـحث مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، العلاقات الثنائية والاعتـ.ـداءات الإسرائيلية الحالية على فلسطين”.

مقاس موبايل
وأكد أردوغان “مواصلة الجهود في المحافل الدولية لرد.ع الاعتـ.ـداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطـ.ـينية المحـ.ـتلة”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “تعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا والجزائر في كل المجالات سيسهم في زيادة الدفاع عن القـ.ـضية الفلسطينية”.

وفي نفس اليوم، ذكرت الرئاسة التركية أن “أردوغان أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحث خلاله التطـ.ـورات الأخيرة في فلسطين”.

جدد وزير الخـ.ارجية الأمـ.ـريكي أنتـ.ـوني بلينكن التأكيد، اليوم الخميس، على أن هـ.ـجـ.ـمات المقـ.ـاومة الفلسطينية الصـ.ـاروخـ.ـية على إسرائيل يجب أن تتوقف، وقال أيضا إن بلاده كانت واضـ.ـحة في أن إسـ.ـرائيل لها الحـ.ـق في الدفـ.ـاع عن نفسها.

أدلى بلينكن بالتصريحات في إفادة صحافية مشـ.ــ.ـتركة مع نظـ.ـيرته الأسترالية.

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة تؤيد عقـ.ـد اجتماع لمجلس الأمـ.ـن حول النـ.ـزاع الاسـ.ـرائيلي الفلسـ.ـطيني “بداية الأسبوع المقبل”.

وقال دبلوماسيون في وقت سابق إن واشنطن عرقلت تنظيم هذا الاجتماع الطارئ الذي كان مقررا في البداية الجمعة. وقال بلينكن للصـ.ـحافيين “نفكر في بداية الأسبوع المقبل، وآمل أن يـ.ـمنح ذلك الدبـ.ـلوماسية بعض الوقت لتحقيق نتائج”.

قال دبلومـ.ـاسيون إن الولايات المتحدة اعتـ.ـر.ضت على طلب للنـ.ـرويج والصين وتونس لعقد جلسة عـ.ـلنية لمجلس الأ.من التابع للأمم المتحدة غدا الجمعة لمناقشة العـ.ـنف المتـ.ـصـ.ـاعد بين إسرائيل والفلسطينيين.

وذكر الدبلوماسيون أن الولايات المتحدة أرجـ.ـعت سبب الاعـ.ـتراض إلى الجهود الدبلوماسية، قائلة إن إجراء نقاش بالمـ.ـجلس لن يكون بناء، لكنها تركت الباب مفتوحا أمام إمكانية عقد اجتماع يوم الثلاثاء.

وقال دبلوماسيون إن المجلس المكون من 15 دولة عضوا اجتمع مرتين هذا الأسبوع في جلستين مغلقـ.ـتين بشأن أسـ.ـوأ الأعـ.ـمال العـ.ـد.ائية في المنطقة منذ سنوات، لكنه لم يتمكن حتى الآن من إصدار بيان عام لأن الولايات المتحدة لا تعـ.ـتقد أنه سيكون مفيدا.

ويتم الاتفاق على مثل هذه البيانات بتوافق الآراء. ويتعين على جميع أعضاء المجلس أيضا الموافقة على اجتماع بموجب القـ.ـواعد التي تنظم العمـ.ـليات الافتراضية للمجلس خلال جائـ.ـحة كـ.ـوفيد-19.
وكالة الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *