البرد يقتل عدة أطفال في الغوطة الشرقية

هيومن فويس: أبو الحسن الأندلسي
لم تكن هذه المرة حالات الموت في الغوطة الشرقية بريف دمشق جراء قذائف النظام السوري أو صواريخ طائراته، وإنما نزلات البرد الشديد التي نزلت على الغوطة، حيث استقبلت الفرق الطبية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، عدة حالات لوفاة الأطفال الرضع جراء موجة الصقيع والبرد والشديد التي ضربت الغوطة الشرقية مؤخراً.
“أبو باسل” أحد الأطباء العاملين في الغوطة الشرقية، قال لـ “هيومن فويس“: الأسباب العلمية وراء وفاة الأطفال الرضع من هم دون العام الواحد، هو تأثرهم بانخفاض درجة الحرارة الجسم، وذلك جراء قصور في آليات المعاوضة للحفاظ على درجة حرارة الجسم.

واستطرد الطبيب، قصور آليات المعاوضة أدى إلى عدم المحافظة على الأعضاء الحيوية للأطفال كـ “القلب، الدماغ، الجهاز التنفسي”، كما أن درجات الحرارة المنخفضة تجعل في العموم، الأطفال أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والإنتانات التنفسية.
وبالتالي، فإن أجساد الأطفال دون العام تكون أكثر عرضة للأذية الطبية بسبب البرد، وبحسب أحد المراجع الطبية، فإن انخفاض درجة حرارة الجسم لدى الطفل عن الـ 29 درجة، فإن هذا يعني تسبب قصور في الأعضاء، وهذا القصور يكون غير قابل للتراجع، وبالتالي تصبح وفاة الطفل أكثر الاحتمالات.
وأضاف الطبيب، كما أن الوضع الذي تعيشه الغوطة الشرقية، وما تشهده من وجود الكثير من ركام الأبنية المدمرة، داخل المدن وفي محيطها، فيتشكل غبار كثيف ينتشر في مراكز المدن والمنازل المكتظة بالمدنيين، كما أن استخدام العائلات للحطب كعامل للتدفئة والطهي داخل المساكن التي لا تدخلها الشمس، كلها عوامل تؤدي إلى ضعف المعاوضة في جسم الأطفال، وتعرض حياتهم للخطر.
بدوره، قال الطبيب (أ. خ)، وهو مختص بطبابة الأطفال في مشفى ريف دمشق التخصصي: إن هذا المرض يعتبر هذا المرض من أهم أمراض الشتاء عند الأطفال، وهو التهاب يصيب الأجزاء الإنتهائية من القصبات، أو ما يسمى بالقصيبات الشعرية، مما يؤدي لتضيقها أو انسدادها مسببًا صعوبة تنفس عند الطفل يحدث هذا المرض بشكل نموذجي عند الأطفال الرضع ودون السنتين من العمر، وذروة حدوثه بعمر بين عمر 20 يوم و6 أشهر.
كما نوه طبيب الأطفال، إلى إن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية من صدور أمهاتهم يحصلون على حماية مناعية إضافية من أمهاتهم وهذا هو السبب في أن الرضاعة الطبيعية تقلل من احتمال الإصابة بالتهاب القُصيبات.للعمل على الوقاية من هذا المرض يوصى بـ عدم التدخين بجانب الطفل – غسل اليدين قبل لمس الطفل – إبعاد الطفل عن الأطفال المصابين بالرشح والسعال – إعطاء اللقاحات الروتينية حسب برنامج التلقيح للطفل– العمل على تدفئة الطفل وضمان عدم تعرضه للبرودة الشديدة.
لقاح ضد فيروس والذي يعطى قبل فصل الشتاء وبخاصة للأطفال الأصغر من سنتين ولديهم أمراض رئوية مزمنة أو أمراض قلبية خلقية والأطفال الخدج مع العلم أن اللقاح غير متوفر في سوريا، هذا وقد كان الحصار شريكا أيضا في قتل الأطفال فقد وصل سعر المازوت اللتر الواحد إلى 1000 ليرة سورية وسعر كيلو الحطب للتدفئة إلى 150 ليرة عبارة عن خمس قطع صغيرة لا تكاد تكفي دفئ عشر دقائق فقط.