لماذا انقضّت فتح الشام على رفاق السلاح؟

هيومن فويس: سما مسعود
تحاول جبهة “فتح الشام” ابتلاع الفصائل الأخرى في الشمال السوري “المحرر” لأسباب عدة وربما يكون اجتماع الأستانة الفيصل الذي أنهى كل محاولات التكتم عن الخلافات الحادة بين الشركاء.
اتهامات التخوين قشة قسمت التآلف يتجنب بعض القادة والعناصر وحتى الشرعيين الحديث عن تفاصيل ما يجري أمام وسائل الإعلام بحجة “وأد الفتنة” لكن الأوضاع خرجت عن السيطرة مؤخراً. في لقاء خاص لـ “هيومن فويس” مع أشخاص عدة مقربين من مجريات الأحداث، قال الشيخ عبد الرزاق المهدي وهو أحد الشرعيين المشاركين في تفاصيل فض النزاع بين الجبهة والفصائل، قبل أن ينضم لهيئة “تحرير الشام” :”هناك توجس من قبل جبهة فتح الشام من مخرجات اجتماع الأستانة”.
بينما وصف أحد عناصر جبهة فتح الشام العاملين بريف حلب، مفضلاً عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، الأمر قائلاً :”تغدت الجبهة بالفصائل قبل ما يتعشوا فيها”، ويؤكد هذا الكلام عدة أحداث أمنية تعرضت لها الجبهة في الأيام القليلة الماضية، حيث أعدمت أحد عناصرها من المهاجرين وهو أبو عبد الله الفرنسي؛ فبالرغم من إنكار مسؤولين في جبهة فتح الشام الأمر، إلا أن عناصر عدة من داخل جبهة فتح الشام أكدوا لـ “هيومن فويس” أنه تم إعدام الفرنسي بتهمة “التخابر مع التحالف في تنفيذ اغتيالات بين العناصر المهاجرة وقادة لدى الجبهة، ثم طوي الأمر وتم التكتم عليه بشكل كامل”.
من جهة أخرى فإن التوجس الأمني لدى جبهة فتح الشام كان المفصل الحساس الذي فجر الخلاف مع حركة أحرار الشام، وأخرج التوتر القديم للعلن، فقد اعتقلت الحركة أبا مجاهد العراقي وهو مهاجر منضم لصفوف الحركة، بتهمة التجسس لصالح جبهة فتح الشام، ونقل أخبار من داخل القيادة في حركة أحرار الشام إلى الأجهزة الأمنية في فتح الشام، مما يوضح وبصورة جلية حجم الثقة الهشة بين الطرفين.
وبقي مصير “أبي مجاهد” حتى اليوم معلقاً بالرغم من القضاء الذي بت بأمره، بسبب ازدياد التوتر الحاصل بين الطرفين. على خطى الاستبداد وجهاء وشرعيون عدة لاموا وبشدة جبهة فتح الشام وإن أبقوا على جانب من اللين في القول والتذكير بأخوة المبدأ معها، حيث شبه الشيخ أبو بصير الطرطوسي، الجولانيَّ زعيم الجبهة ببشار الأسد واتهمه بالخيانة “أول شعار رفعه السوريون في ثورتهم: ( خاين يلي بيقتل شعبو ).
والجولاني الآن ــ بعد ست سنوات من عمر الثورة ومعاناة الشعب السوري ــ يقتل شعبه، في جبل الزاوية، وفي إدلب، بعد أن أمّنوه، ووثقوا به، وآووه، ودافعوا عنه” وشرح كلامه :” كان الذي ينتقد الطاغية بشار اللعين على المنبر، يُغيب في غياهب السجون، ولا يُعرَف له أثر .. واليوم في زمن الثورة والحرية لا يجرؤ خطيب أن يقول على المنبر عبارة نقدٍ بحق الجولاني …!”
وأكد الطرطوسي في كلامه الذي ينشره عبر تطبيق تلغرام أن الجبهة تسير على خطا التنظيم: “وعلى نفس هذه الخطا ــ بصورة أهدأ ـــ تسير الآن جبهة الجولاني ــ القاعدة سابقاً؛ التي خرجت داعشُ من رحمها وعشّها! ــ وللأسف ….!”
كما نشر د. أيمن هاروش على قناته في تيلغرام مقطعاً صوتياً مسرباُ لقادة في جبهة فتح الشام، يؤكد بأن ما تفعله الجبهة اليوم إنما جاء عن سابق تخطيط، حيث يبين التسجيل أن أوامر سرية جاءت للعناصر بإنهاء مقرات وسيارات لبعض الفصائل والتشكيلات مثل “جيش التحرير والشرطة الحرة”.
تتحفظ جبهة فتح الشام على التصريح أو التعامل مع وسائل الإعلام بشكل مباشر، إلا أن العديد من الأخبار والأحداث الهامة تصل للإعلام عبر أشخاص على صلة كبيرة معها.