المشروبات “الحارقة للدهون” حقيقة علمية أم خرافة؟

هيومن فويس: يمنى الدمشقي
باتت الكثير من المشروبات الحارقة للدهون وسيلة سريعة للتخلص من الوزن الزائد، ولعل كثرة الشائعات التي انتشرت حولها هي التي ساهمت في انتشار هذه الظاهرة تزامناً مع عدم الالتزام بحمية غذائية، وكثيراً ما تسببت هذه المشروبات بأمراض عدة نتيجة شربها بشكل كبير كان أبرزها التقرحات المعدية.
أبرز هذه المشروبات كان مشروب الشاي الأخضر والزنجبيل أو مشروب القرفة والليمون والزنجبيل أو مشروب الكركم والشمر وغيرها، وتتحدث أخصائية التغذية “عُلا شروف” لـ “هيومن فويس” عن هذه المشروبات: “من يتناولون هذه المشروبات صحيح سوف يخسرون بضع كيلوغرامات من أوزانهم، وربما بفترة قصيرة، لأنّ هذه المشروبات تعتبر قليلة جداً بالسعرات الحرارية إن لم يُضاف السكر لها، ويتم استهلاكها بكثرة إما عوضاً عن الوجبات.
وبالتالي تقلّ السعرات الحرارية المأخوذة خلال اليوم أو تُستهلك قبل الوجبات فتأخذ حيّز من المعدة و يقلّ المتناول الغذائي ومن ثم يخسرون الوزن، ومن المعروف أنه عندما يقلّ إجمالي السعرات الحرارية المتناولة في اليوم فإنّ الشخص سوف يخسر وزن، ولكن تختلف خسارة الوزن من طريقة لأخرى”.
هل ثبت علمياً أن الشاي الأخضر يساهم بإنقاص الوزن؟
تحدثت أخصائية التغذية “عُلا”: بأن الشاي الأخضر يحتوي على مضادات الأكسدة (البوليفينولات و منها التانينات) التي تحمي الجسم من المواد الضارة و تقي من السرطان.
وأثبتت الدراسات أن للشاي الأسود و الأخضر علاقة إيجابية بصحة القلب وتقليل مستويات الكوليسترول السيء والدهون الثلاثية وزيادة مستوى الكوليسترول الجيد في الدم أيضاً بسبب احتوائه على معدن الفورايد فهو يساعد في حماية الأسنان من التسوس.
ولكن من جهة أخرى، علاقة الشاي الأخضر بخسارة الوزن ليست مثبتة علمياً لحد الآن ونتائج الدراسات العلمية متضادة” وأضافت عُلا ” الدلائل العلمية التي أشارت لعلاقته الإيجابية بخسارة الوزن كانت مبنية على دراسات استخدمت مستخلص الشاي المركّز بالإضافة لمضادات أكسدة أخرى، وكافيين مع اتباع حمية قليلة السعرات الحرارية و ممارسة الرياضة.
وهناك دراسات أشارت إلى أن الشاي الأخضر يزيد بشكل طفيف من معدل إنتاج الحرارة اللازمة لاستخلاص الطاقة في الجسم و بالتالي نزول بعض الوزن”، ونصحت الأخصائية “عُلا” بشرب الشاي الأخضر بدون سكر بمعدّل ثلاثة أكواب صغيرة على الأكثر في اليوم مع اتّباع حمية صحية و ممارسة الرياضة للمساعدة في نزول الوزن، بحسب أخصائية التغذية.
ما علاقة مشروبات “الديتوكس” بخسارة الوزن؟
تزامن انتشار شائعات المشروبات الحارقة مع ظاهرة مشروبات الديتوكس التي بات يعتمدها الكثير كحل لمشكلة زيادة الوزن وتقول عُلا: “مشروبات الديتوكس أو الفواكه والخضار المنقوعة بالماء التي تدّعي نزول الوزن و التخلّص من سموم الجسم، فهي كغيرها من المشروبات كالزنجبيل و القرفة و الكركم كلها لها فوائد جمّة”.
فالزنجبيل مضاد التهاب قوي و مثله الكركم، الفواكه و الخضار تحتوي على فيتامينات ومعادن ومضادات أكسدة، والقرفة تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، ولكن جميعها لا ولن تخسرك الوزن ولن تعمل عملَ العضو المسؤول عن التخلص من سموم الجسم و يسمّى الكبد”.
ونصحت عُلا بنقع الفواكه و الخضار بالماء لسبب أهم من نزول الوزن و هو شرب الماء، فهي طريقة جيدة لتذكير أو جذب الأطفال أو الأشخاص الذين لا يشربون أو ينسون الماء.
وأضافت، “يمكن إضافة أوراق النعناع مع شرائح الخيار والفراولة المقطّعة في الماء وشرب الماء و أيضاً تناول الفواكه والخضار المنقوعة”.
هل للخل قدرة على حرق الدهون؟
الكثير من متبعي أنظمة التخسيس يلجؤون إلى الخل كحل لمشكلة حرق الدهون، وفي هذا تقول عُلا “شرب محلول الخلّ على معدة فارغة عند الاستيقاظ من النوم لن يذيب دهون البطن المتراكمة ولن يخفف من الوزن، وحتى إن تمت إضافته للماء الساخن أو عصير الغريب فروت فمع الاستعمال المتكرر سوف يسبّب قرحة بالمعدة؛ ولأنه مشروب حمضي قوي، يمكن إضافته على السلطات فقط”.
وأضافت، “كذلك الأمر بالنسبة لمنقوع الماء المغلي مع الليمون على معدة فارغة لن يعطي فوائد إلا فوائد الماء، و فيتامين ج الموجود في الليمون يتأثر و يتلف بفعل الحرارة، أما مشروب البقدونس (المنقوع أو المطحون) و كل فوائدها تأتي من الخضار او الفواكه نفسها، ولا تحرق الدهون أبداً و إنما تمدّنا بعناصر غذائية أهمها فيتامين (ج) الألياف و الكثير من الماء”
وختمت عُلا حديثها ” لا يوجد طعام أو شراب حارق للدهون على الإطلاق وإن اتباع حمية غذائية صحية بإشراف أخصائي تغذية معتمد مع ممارسة الرياضة هي الحل الصحي لنزول الوزن ولا مانع من شرب هكذا مشروبات باعتدال”.