بوتين يتحدث عن أردوغان والإمبراطورية العثمانية

هيومن فويس
علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس ، بشأن الخلاف حول نزاع ناغورني قره باغ، قائلا إن تركيا شريك جيد لروسيا ولا تحتاج إلى وساطة موسكو في جدالها مع فرنسا.
موسكو- سبوتنيك. وقال بوتين خلال مناقشات نادي فالداي الدولي: “لم نستغل قط الخلاف بين الدول الأخرى. لدينا علاقة مستقرة وجيدة – لن أقول إنها علاقة كاملة، لكنها واعدة لها تاريخ جيد. تعاوننا مع تركيا ينمو، إنها جارتنا”.
وأضاف: “لا أعتقد أن أي شخص يحتاج إلى وساطتنا هناك – تركيا وفرنسا قادرتان على تعديل علاقتهما الثنائية بأنفسهما. على الرغم من أن موقف الرئيس رجب طيب أردوغان يبدو صعبا، فمع ذلك أعلم أنه شخص مرن ومن الممكن إيجاد أرضية مشتركة معه. لذلك أتوقع أن يتحسن الوضع هناك أيضا”.
وسُئل بوتين عن رأي أردوغان في الإمبراطورية العثمانية، وأحال السؤال إلى الرئيس التركي نفسه، بالقول: “لا أعرف ما يفكر فيه أردوغان بشأن التراث العثماني، فمن الأفضل أن تسأله عن ذلك”.
وأردف: “أعلم أن تجارتنا مع تركيا تتجاوز 20 مليار دولار وأن تركيا مهتمة حقا بمواصلة هذا التعاون. أعرف أن الرئيس أردوغان ينتهج سياسة خارجية مستقلة رغم كل الضغوط”. وأشار إلى أن البلدين كانا قادرين على تنفيذ مشروع “تورك ستريم” بسرعة.
أردوغان قال إننا سننفذه، وقد فعلنا، كما هو الحال في العديد من المجالات الأخرى، على سبيل المثال، التعاون في صناعة الدفاع، حيث قررت تركيا أنها بحاجة إلى نظام دفاع جوي حديث، وأن (إس 400) هو الأفضل في العالم.
وفيما يتعلق بقرار تركيا عدم الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأراضي روسية، قال بوتين: “حسنا، لدينا خلافاتنا، تماما مثل الوضع في جنوب القوقاز. غالبا ما تكون وجهات نظرنا مختلفة، إنه موقفه (يقصد أردوغان) فهو لا يعترف بشبه جزيرة القرم ولا يعترف بناغورني قره باغ”.
وتابع: “حسنا، نحن بحاجة إلى العمل بإصرار مع الجميع والتحلي بالصبر، وهو ما نقوم به، ونثبت للجميع أن موقفنا صحيح وأننا سنصر على ذلك، أثناء البحث عن حل وسط تختلف فيه وجهات نظرنا”.
كتبت ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت”، عن سحب تركيا بعض نقاطها العسكرية في شمال سوريا على خلفية حتمية قيام دمشق بعملية عسكرية جديدة بدعم من موسكو، هناك.
وجاء في المقال: غادر الجيـ.ـش التركي إحدى أكبر نقاط المراقبة التابعة له في شمال سوريا، من منطقة بلدة مورك (محافظة حماة). فمنذ العام الماضي، هي موجودة في الأراضي التي تسيطر عليها دمشق. وتشمل الخطط إغلاق ثلاث نقاط أخرى مماثلة. علما بأن روسيا حاولت منذ فترة طويلة وبلا جدوى إقناع تركيا بمغادرة المنطقة.
ومع ذلك، فتركيا، لا تقوم، بأي حال من الأحوال، بتقليص وجودها العـ.ـسكري في شمال سوريا. فبالتزامن مع الأنباء عن انسحاب الأتراك من مورك، وردت معلومات عن تعزيز مواقع الجيـ.ـش التركي جنوب الطريق السريع M4 في محافظة إدلب، شرقي جبل الزاوية.
وقال خبير العلاقات التركية الروسية، أيدين سيزر، لصحيفة عرب نيوز، إن الجيش التركي يستعد لاشـ.ـتباكات عسكرية محتملة في المنطقة. “فقد تصـ.ـاعدت التوترات بين تركيا وروسيا مؤخرا، خاصة بعد تـ.ـورط البلدين في الصـ.ـراع بين أرمينيا وأذربيجان، وانتقاد الكرملين أنقرة على الدفـ.ـع بحل عسكري للصـ.ـراع في ناغورني قره باغ”.
وفي الصدد، قال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيميونوف، لـ”كوميرسانت”: “سحب نقاط المراقبة، لا يمكن أن يشير إلى أي حلول وسط بين موسكو وأنقرة، فلم يكن لدى روسيا حوافز لتقديم تنازلات لتركيا بسبب هذه النقاط. على الأرجح، أدركت أنقرة حـ.ـتمية عملية عـ.ـسكرية جديدة في إدلب، وأن النقاط المحاصرة، في الواقع، يمكن أن “تصبح رهـ.ـينة” للسلطات السورية، إذا قررت تركيا تقديم دعم عسـ.ـكري للمعارضة”
وأضاف سيمونوف: “في الوقت نفسه، فلن ينظروا، الآن، داخل تركيا نفسها، إلى سحب هذه النقاط بوصفه تراجعا، لانعدام أي ضغط عسكري على أنقرة، بل يمكن تفسير سحبها بأنها أدت دورها”. كما أشار سيمونوف إلى أن تعزيز مواقع تركيا في جبل الزاوية يرجع إلى ترجيح أن تبدأ هنا دمشق عملية عسكرية بدعم من موسكو. وشدد على أن “الحجة الرسمية يمكن أن تكون ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بإنشاء منطقة أمنية على طول الطريقM4”.
بدأت قـ.ـوات الجيش التركي فعلياً بإخلاء القاعدة العـ.ـسكرية في مدينة “مورك” بريف حماة الشمالي، الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، ونقل معداتها نحو منطقة “جبل الزاوية” جنوب إدلب.
وفي تقرير لموقع “المونيتور” ترجمته “نداء سوريا” يرى “أويتون أورهان” الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط في أنقرة، أن قاعدة “مورك” إلى جانب العديد من نقاط المراقبة التركية الأخرى التي تم إنشاؤها في عام 2018 لم تعد تخدم غرض تركيا الأولي المتمثل في مراقبة انتـ.ـهاكات وقف إطلاق النـ.ـار، وذلك بعد المكاسب التي حققها نظام الأسد على الأرض.
تركيا: لن نتردد في إرسال قوات إلى قره باغ حال وجود طلب مناسب من أذربيجان
أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، أن بلاده لن تتردد في إرسال قـ.ـوات عسكرية إلى إقليم قره باغ المتـ.ـنازع عليه حال وجود طلب مناسب من قبل أذربيجان.
وقال أوقطاي، في مقابلة مع قناة “CNN Turk”، اليوم الأربعاء، إن بلاده لن تتردد في إرسال قـ.ـوات وتقديم دعـ.ـم عـ.ـسكري لأذربيجان في حال تقدمت الأخـ.ـيرة بطلب مناسب.
وأوضح أوقطاي، نائب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أنقرة لم تتلق حتى الآن أي طلب حول هذا الموضوع من قبل باكو.
كما اتهـ.ـم أوقطاي رؤساء مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، بالسعي إلى إبقاء قضية ناغورني قره باغ دون حل وتقديم دعم سياسي وعسكري لأرمينيا في هذا النزاع.
وتعتبر تركيا داعما رئيسيا لأذربيجان في نزاعهـ.ـا مع قوات جمهورية ناغورني قره باغ المعلنة من طرف واحد وحليفتها أرمينيا.
واندلعت في 27 سبتمبر اشتباكات مسـ.ـلحة على خط التـ.ـماس بين القـ.ـوات الأذربيـ.ـجانية والأرمنية في قره باغ والمناطق المـ.ـتاخمة له في أخـ.ـطر تصـ.ـعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاما وسط اتهـ.ـامات متبادلة ببدء الأعمال القـ.ـتالية وجلب مسلـ.ـحين أجانب.
وعلى خـ.ـلفية هذه التطورات أطلقت الحكومة الأذربيجانية هجـ.ـوما واسعا على القـ.ـوات الأرمنية في قره باغ، مؤكدة أن الحل الوحيد للقضية يتمثل في تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة والتي تنص على عودة “الأراضي المحتلة إلى أذربيجان”.
رفع الجـ.ـيش الأذري، الأذان لأول مرة في إحدى القرى التابعة لمدينة “فضولي” التي تم تحريرها وطرد قوات الاحتلال الأرميني منها بعد 27 عاما من الاحتلال.
وجال عناصر الجـ.ـيش الأذري في شوارع القرية والمدينة وهم يبثون الأذان بواسطة عربة عسـ.ـكرية تحمل مكبرات صوت.
وفي 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أعلن الرئيس الأذري إلهـ.ـام علييف، عن تحرير الجيش الأذري لكامل مينة “فضـ.ـولي”، إضافة لعدد من القرى التابعة لها.
وفي 5 من الشهر نفسه، رفع الجيش الأذري، الأعلام الأذرية رفرفت الأعلام الأذرية، في سماء قرية “طالش” التي تم طرد قوات الاحتلال الأرميني منها، ونشرت وزارة الدفاع الأذرية، مشاهد تظهر قيام جنود أذريين برفع أعلام بلادهم فوق العديد من مباني القرية المحررة.
وفي 27 أيلول/سبتمبر الماضي، اندلـ.ـعت اشـ.ـتباكات على خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا، إثر إطلاق القوات الأرمينية النار على مواقع سكنية مدنيـ.ـة آذرية.
قال الرئيس الأذري إلهام علييف إن جيش بلاده سيطر على مدينة ثالثة بمحيط قره باغ، في حين استدعت الخارجية الأميركية وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا إلى واشنطن لبحث الأزمة في الإقليم.
المصدر: سبوتنيك ووكالات