ملفات إنسانية

أطفال يبحثون عن الحياة في غوطة دمشق

هيومن فويس: أيمن أبو أنس

تعاني عشرات العائلات من سكان الغوطة الشرقية في ريف دمشق من أوضاع إنسانية بالغة السوء، مع فقدان أدنى مقومات الحياة لمواجهة موجات البرد والصقيع، في ظل انقطاع الخدمات عن قطاعات الغوطة وبلداتها منذ سنوات عقب حصار مطبق أحكمه النظام السوري.

فأخشاب الأشجار تحولت لمواد مخصصة للتدفئة عوضاً عن المحروقات، فيما يبقى سعر الكيلو الواحد من حطب الأشجار أكثر من 125 ليرة سورية، أما سعر الليتر الواحد من المحروقات فيتجاوز حاجز الـ 700 ليرة سورية.

قد ينظر البعض إلى هذه الأرقام على إنها ليست بمرتفعة، ولكن مع انعدام الأعمال والمهن، وارتفاع نسبة البطالة، وفقدان أي دخل شهري للعائلات، يجعل تلك الأرقام مخيفة للعائلات وعجز مادي يعجز الكثير عن تحمله.

انعدام دوافع الحياة اليومية، جعل عشرات الأطفال يلجؤون إلى أعمال البحث عن بقايا النفايات التي ترمى في حاويات النفايات، عساها تكون مفيدة في تدفئة أجسادهم وعائلاتهم خلال ساعات البرد القارص.

الطفل “محمد” قال لـ “هيومن فويس”: عقب عودتي اليومية من المدرسة، أقوم بالعمل لساعات طوال، فأبحث في حاويات النفايات عن بقايا ما يمكن الاستفادة منه في تشغيل المدفأة لتدفئة المنزل، ومواجهة البرد الشديد، في ظل غياب والدي المغيب في سجون النظام السوري منذ أعوام، اضطررت لأكون رب الأسرة وأنا طفل على المقاعد الدراسية الابتدائية.

وأضاف “محمد”، في اليوم الذي لا أفلح فيه من كسب بعض بقايا النفايات، فأن المنزل يبقى بادراً مظلماً، إلى اليوم التالي، الذي تبدأ فيه رحلة بحث جديدة عن بعض الغنائم البلاستيكية أو ما شابه لتأمين الدفئة لأسرتي.

طفل يبحث عن بقايا بلاستيكية لاستخدامها في تدفئة منزل عائلته

الغوطة الشرقية أو ما تبقى منها عقب تقدم قوات النظام السوري مؤخراً في القطاع الجنوبي والمرج، تعاني بلداتها من فقدان كافة الخدمات الأساسية من شبكات مائية وطرقية وكهربائية، جراء حصار تجاوز الأعوام الأربعة على يد النظام السوري.

وتعتبر الغوطة الشرقية اليوم، أحد أهم معاقل المعارضة السورية في العاصمة وريفها، عقب نجاح قوات النظام السوري والحليف الروسي من تفريغ غوطة دمشق الغربية من مقاتلي المعارضة السورية، وترحيلهم نحو الشمال السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *