مقالات

تقزيم دور مصر الريادي

هيومن فويس: محمد العطار

يعاني الشعب المصري جراء وصول السيسي إلى سدة الحكم من تدني الحالة المعيشية المتسارعة ومن سياسات التفريط بحقوق مصر والمصريين في أرضهم ومائهم وتقزيم دور مصر الريادي في العالم العربي والإفريقي والإسلامي إلى دولة تابعة لدولة قد لا تساوي عدداً حارة من حارات القاهرة، ومع كل هذا يتفاخر الإعلام المصري بمرحلة الإنجازات !

رغم محاولاتي التعرف على إنجاز واحد من إنجازات السيسي على أي صعيد إلا أنني دائما وصلت إلى الفشل إذ أن المحقق المدقق لا يستطيع الوقوف على إنجاز واحد والشعب المصري يئن في الدأخل من العوز والحاجة وتغص المنافي وبلدان اللجوء بالمصريين الفارين من جور وعسف نظام عسكري دكتاتور يحاول إقناع المصريين بعظيم إنجازاته وهم يمثلون الدليل الأكبر على فشله حتى عن إطعامهم.

إلا إذا كانت الإنجازات هي كتم الأنفاس ومصادرة الحريات والإعتقالات وتطفيش المصريين خارج بلادهم فقراً وخوفاً وملاحقة
أما وقد هبّ المصريون ثائرين على واقعهم المزري، “ونتمنى لهم التوفيق”، لكن من منظور فهم سياسات الدكتاتوريات المصطنعة لمنطقتنا نتساءل، ما هي المحاور التي قد يواجه السيسي فيها الشعب المنتفض؟

وهل ستختلف سياسته عن سياسة المجرم بشار أسد في سوريا ؟
وهل هذا من ضمن المخطط الدولي للمنطقة ؟
أو ما سمي صفقة القرن

ولكن إذا سارت الأمور كما نفذها بشار في سوريا نتج عن ذلك موجة هائلة من الهجرة تقدر بخمسين ملون إنسان إذا كان سار اتبع السيسي نفس خطوات بشار وقد كانت البداية مطابقة

السادات الرئيس المصري الأسبق في صلحه مع إسرائيل، مقارنة بما نرى من إنحدار من الكثير من حكام العرب وانجرافٍ وتهافتٍ على إعلان مصالحة إسرائيل التي لم يكونوا على عداء معها أصلاً، ولم يخوضوا أي حرب معها في تاريخهم القديم أو المعاصر، إذ أن السادات كان يبحث عن استعادة الأرض المصرية المغتصبة، ولا يبحثون عن أرض مغتصبة، وكان يتطلع إلى رفع مستوى معيشة المواطن المصري الفقير حاله، ولديهم ترف وفائض مال يبذرونه يمنة ويسرة، وكان يبحث عن إدخال رؤوس الأموال إلى مصر والإستثمار فيها، فحال مصر الإقتصادي لم يكن على ما يرام بعد أن أكلت الميزانية الحربية معظمها، وهم مستثمرون على مستوى العالم، فعلى ماذا يبحثون؟

إنهم لا يشغل بالهم شيئ مما شغل بال الرئيس المصري حينها، إنهم يبحثون عن توازن الرعب مع إيران الملالي المتطلعة إلى تصدير ثورتها والطامحة بإيران آمبراطورية فارسية، تبتلع كل ما حولها وستعمل التشيع ستاراً لأعدافها السياسية التوسعيةكل، وهم في حالة رعب من تمددها وطغيانها، لكن، ألم يكن ما صرفوه من مال في اللهو والمجون والدسائس السياسية في بلدان العالم، بقادر على أن يوفر لهم قاعدة علمية عربية تستطيع أن تواجه إيران وإسرائيل معاً علمياً وعسكرياً وإقتصادياً.

ألم يكن المال الذي تم تبذيره على اللهو والمجون وحده قادراً على إنشاء وتمويل وتسليح جيوش جرارة مسلحة بأعلا مستوى التسليح العصري والتكنولوجي.

بلى كانت تلك الدول قادرة على ذلك، ولكن إقتصادها مسيّر خارجياً بطريقة إستهلاكية لا تترك ما يمكث في الأرض، والسؤال : لماذا تم إختيار هذه البلدان النفطية الصغيرة في هذه الفترة؟

تنويه: المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيومن فويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *