ألعاب الأطفال تعكس آثار الحرب

هيومن فويس: عبد العزيز عجيني
عادة ما يكون البالغين قادرين على التكيف مع ظروف الحياة الجديدة في زمن الحرب ويمكنهم نسيان وصمات الحرب، ولكن في حالة الأطفال الصغار السن فإن آثار ونتائج الحرب لا يمكن إزالتها بين عشية وضحاها.
فالأطفال يبدون ردود فعل نفسية سريعة وبشكل طبيعي عن طريق اكتساب أنماط سلوكية جديدة. لديهم قدرة رهيبة على التشكل حسب الأشياء التي يتعرضون لها. وحسب نظريات علم النفس فإن البالغين مطالبون بالحذر في بعض نماذج السلوك العنيف والغير طبيعي تحسبا للتأثير سلبا على أطفالهم.
وفي سياق الحرب السورية تعرض الأطفال الى أخطر أنواع السلوك العدواني إما بمعايشتها على ارض الواقع، أو مشاهدتها على الشاشات. وقد ترافق ذلك مع الافتقار للتعليم المناسب في المدارس أو غيابه كليا، فقد بدأت تظهر عادات سلوكية جديدة لدى الأطفال وهي خطرة الآن ومستقبلا.
لقد تم رصد صور وفيديوهات كثيرة لأطفال سوريين وهم يلعبون العابا صادمة. فبعض الفتية ” لعبة الجنازة” ويقومون بحمل أحدهم على الأكتاف كما لو انه متوفى ليوصلوه الى المقبرة. يبدو الأمر كظاهرة مثيرة ولكن في الحقيقة يعني الكثير. وهذا يعني أن الموت أصبح جزءا من ثقافة الأطفال.
أطفال آخرون شوهدوا في مناطق متفرقة يلعبون لعبة الحرب بأسلحة صنعوها من الخشب بأنفسهم كالبنادق والمسدسات لمحاكاة ما يجري في بلدهم من قتال. هذه الألعاب الخطيرة تشير الى ما يجري عميقا في نفوس هؤلاء الأطفال. فتيار اللاشعور يجري في الاتجاه الخاطئ ويجعل هؤلاء الأطفال عرضة لاكتساب خصال إجرامية عندما يكبرون.
عندما ستنتهي الحرب، إذا كانت ستنتهي فعلا، سيكون مجتمعنا امام تحد كبير وهو استعادة هؤلاء الأطفال الى الحياة النفسية السليمة. فهذا الذي يجري في سوريا يجرى أمام أنظار العالم الذي يدعي أنه يريد استئصال التطرف والإرهاب.
والسؤال الصعب: كيف يمكن لنا إقناع هؤلاء الأطفال بأن الحرب والقتل هما عكس طبيعة الإنسان قيمه. فكلما طال أمد الحرب صارت المشكلة أكبر والتعامل مها أكثر صعوبة.
وأخيرا إنها مسؤوليتنا الجماعية في القيام بما نستطيع لإبعاد أولادنا عن أجواء الحرب وإشغالهم بأنشطة مفيدة تساعدهم على النمو بدون عقد نفسية. وبقيامنا بذلك نكون قد ضمنا حماية مجتمعنا مستقبلا من انعدام الأمن والجرائم