مقالات

ماذا بعد الضربة الإيرانية؟

هيومن فويس: محمد العطار

بعد استهداف القاعدتين الجويتين الأمريكيتين عين الأسد وقاعدة أربيل يعتبر الردّ الرسمي الإيراني المتفق عليه قد انتهى، وما تبقى من حرب كلامية فهي جعجعة دون طحين.

ومن الواضح أنه هذا الردّ قد اتفق عليه، بدليل عدم إعتراض الصواريخ الإيرانية بصواريخ الباتريوت الأمريكية أو التشويش عليها رادارياً، أو أي وسيلة أخرى وأمريكا لا تعدم الوسائل.

ودليل آخر هو عدم قتل أو إصابة أي جندي أمريكي وعدم التصريح إذا ماكان هناك خسائر بالعتاد والسلاح وقد تم هذا بتدخل جهات خارجية كثيرة، وقد صرح أكثر من مسؤورل ايراني بأن الردّ قد تم، كما صرّح مسؤول أمريكي أنهم قد ابلغوا بالضربة قبل وقت كافٍ لتأمين الضباط والجنود

أما ما بعد هذا الردّ فستعود ايران إلى مكانها الطبيعي وهو التخفي خلف ستار محمور المقاومة وستحرك الحشد الشيعي في العراق والحوثيين في اليمن وحزب اللات في لبنان ومجموعات زينبيون وأبو الفضل العباس وغيرهما في سوريا للتصريح هنا والتهديد هناك، كمجموعات منفصلة وكمحور مقاومة بشكل مجمّع.

وهي في هذا المجال ناجحة دون شك، وتاريخها يشهد لها، فقد حركت مجموعاتها المنتشرة لتقويض الأمن في دول متعددة في المنطقة وخارجها، وسيتغرق هذا منها زمناً ليس بالقصير فهي تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً لتحرك ملفاتها الراكدة وتحسن شروط تفاوضها على تلك الملفات مقابل العقوبات الأمريكية الإقتصادية المتزايدة عليها وهو الملف الوحيد الذي يديرة ترامب بمهارة، وغايته جرّ ايران للتفاوض من جديد على ملفها النووي وتحديد شكل جديد للمنطقة ومهام جديدة لإيران تتناسب مع المشروع الأمريكي بصفقة القرن ولا تتعارض مع الرؤيا الإسرائيلية وإرساء قواعد جديدة لإدارة اللعبة في المنطقة

أما أهداف ايران في هذه المرحلة فستكون رفع العقوبات الأمريكية والحفاظ على مكاسبها في المنطقة.

وبيد الطرفين أدوات كثيرة لللعب ربحاً وخسارة، ألا وهي الأرض العربية والشعب العربي ومقدراتهما.

تنويه: المقال يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيومن فويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *