لاجئون

كيف وصلت مخيمات اللاجئين السوريين إلى باريس

هيومن فويس: يمنى الدمشقي

لا أريد لهذه البلاد أن تسرق مني كل شيء جميل عشته في المخيمات” بهذه العبارة ابتدأ “منار بلال” “مصور ومتطوع سوري، حديثه لـ هيومن فويس عن تفاصيل المعرض الذي أقامه في فرنسا مستعرضاً فيه صور التقطها طوال مسيرة 4 سنوات في عدة مخيمات في تركيا ولبنان والأردن على وجه الخصوص مخيم الزعتري، حيث أقيم المعرض في مدينة أورليان في العاصمة الفرنسية باريس في12 يناير/كانون الثاني وسيستمر حتى 7 فبراير/شباط وسط تفاعل كبير من أهالي المدينة مع المعرض.

وتضمن المعرض “60” صورة من مخيمات مختلفة، و30 صورة شخصية لأطفال في المخيمات و20 صورة من الحياة العامة في المخيم، إضافة إلى 10 صور لعمالة الأطفال داخل المخيم، في مبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية التي قد تودي بحياة جيل كامل من السوريين والأطفال الذين بات عمر بعضهم من عمر الحرب، ولا يعرف في الحياة حتى الآن غير رعب الأسلحة التي عاشها، أو مرارة اللجوء والنزوح الذي تذوقه، كما أن المعرض يهدف إلى محاولة الضغط على المنظمات للتخفيف من ضغوطات الحياة في المخيم.

ويقول منار بلال في حديث خاص لـ هيومن فويس “عشت تفاصيل كثيرة في المخيمات التي أقمت بها والتقطت ما يقارب 2500-3000 صورة مختلفة لأطفال في المخيم أو لعائلات، كنت في كل مرة ألتقط صورة أشعر أني أوثق حياة هذا الطفل، وعندما يكبر سأكون محتفظاً بقدر بسيط من طفولته حتى وإن كانت بائسة، تارة ألتقط صورة لأطفال نائمين وتارة يلعبون، وكثيراً ما أترك الكاميرا بيد الأطفال ليوثقوا هم اللحظة، لم يكن المخيم فقط ساحة نذهب إليها بالتبرعات أو الهدايا، بل كان زاوية ألجأ إليها في كثير من الأوقات أنام وألهو وألعب مع الأطفال، كان المخيم جزءاً من حياتي”

يتابع منار “بدأت فكرة المعرض عندما تعمقت علاقتي بأهالي المدينة، وصاروا يسألونني عن حياتي وماذا كنت أعمل وأين عشت، حتى أعجبوا بالصور التي لدي واقترحوا علي فكرة إقامة معرض ولأن هذه الفكرة طالما كانت حاضرة في ذهني لم أتردد في قبولها وتم التشاور مع الأهالي حتى قمت بالتنسيق مع المخرج الفرنسي “فيليب غاسنيير” الذي بدوره نسق مع صديق له يعمل مديراً للمسرح القومي في المدينة، وتمت الدعوة للمعرض شفيهاً، كان تفاعل الأهالي مع المعرض عظيماً البعض تعهد بإحضار الشراب والطعام والبعض تعهد بتأمين مواصلات الزائرين وآخرون تعهدوا بطباعة صور المعرض وتوزيعها وتم التعاقد مع ثلاث مطابع لطباعة الصور وأحد المطابع تعهد بطباعة صورة كبيرة بمقاس 5/3,5″

ويضيف منار: “افتتح المعرض في تمام الساعة السابعة مساء، لم نكن نتخيل أن يتجاوز عدد الحضور خمسين شخصاً، لكننا فوجئنا أنه قبل البدء بالمعرض بنصف ساعة وصل عدد الحضور إلى 150 شخصاً واستمر العدد بالتزايد، تحدثنا عن حياة اللاجئين في المخيمات وكيف يعيش الأطفال، وحاولنا التركيز على غياب التعليم عنهم وعن عمالة الأطفال المنتشرة، وعن خطورة أن يعيش جيل كامل بلا تعليم، وعن أهم مقومات الحياة التي غابت عنهم، وتحدثت لطفل فرنسي عن انقطاع الكهرباء عن أحد المخيمات لمدة عام ونصف وهنا لم يتمكن الطفل من إخفاء شعوره بالدهشة لذلك، لأنه يعي تماماً ماذا يعني أن يعيش الإنسان بلا كهرباء”

ولا زال المعرض حتى الآن يستقطب جمهوراً كبيراً له ولعل أهم شريحة قد تزوره هي شريحة الأطفال، حيث تم تنظيم زيارة لهم من قبل أحد المدارس ليتعرفوا على حياة الأطفال في المخيم، وسبق أن عرضت هذه الصور في مدينة ستراسبورغ لكن الحضور لم يكن كبيراً كما في مدينة أورليان، ومن المقرر إقامة المعرض في برلين ولندن في شهر مارس/آذار.

وختم منار حديثه “هذه المعارض لها أهمية عندما يتم تنظيمها في أوروبا فهي تلفت نظر الناس إلى صعوبة العيش في المخيمات، ولعل هذا التفاعل من قبل فرنسيين مع اللاجئين سيؤدي بدوره للضغط على حكوماتهم لتحسين أوضاع اللاجئين هناك”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *