الأسد يزج بمن صالحوه في سجن صيدنايا!

هيومن فويس
نقلت أجهزة المخابرات التابعة للنظام السوري العشرات من أبناء الغوطة الشرقية الذين اعتقلوا بعد إجرائهم للمصالحة إلى سجن صيدنايا العسكري سيئ الصيت.
وأكدت مصادر إعلامية أن عملية النقل جاءت بعد الانتهاء من التحقيق معهم في الأفرع الأمنية بعد توجيه تهم مختلفة إليهم، كالتعامل مع الفصائل الثورية، والمشاركة في الهجمات التي استهدفت مواقع النظام السوري خلال السنوات الماضية، رغم حصولهم على بطاقة التسوية والتي من المفترض أن تمسح كامل السجل الأمني لحاملها.
ووفقاً لشبكة “صوت العاصمة” فإن غالبية المعتقلين الذين تم نقلهم إلى سجن صيدنايا كانوا محتجزين في فرع المخابرات الجوية في حرستا المسؤول عن ملاحقة أصحاب التسويات وعناصر الفصائل الثورية السابقين، مشيرة إلى أن عدد معتقلي الغوطة الشرقية تجاوز الـ700 شاب منذ سيطرة النظام السوري عليها في نيسان العام الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن النظام السوري أصدر قبل أسابيع قراراً يقضي بإعدام عدد من أبناء الغوطة الشرقية المعتقلين منذ سنوات بسبب مشاركتهم في الحراك الثوري ضده، تزامناً مع استمرار حملات المداهمة والاعتقالات التعسفية بحق الشباب وفرض التجنيد الإجباري عليهم.
ساد صمت مطبق في وسائل إعلام الأسد حول مصير عدد كبير من ضباط مهندسين ودكاترة يخدمون في صفوف ميليشيا أسد الطائفية كان النظام قد اعتقلهم منذ ثمانية أشهر لأسباب مجهولة، وزج بهم في سجن صيدنايا شمالي دمشق، الذي يلقّب بـ “المسلخ البشري”.
حادثة الاعتقال التي لم تُثَر من قبل وسائل إعلام النظام مطلقاً، كشف عنها العضو في برلمان النظام (نبيل صالح) نظراً لما يتمتع به من حصانه، وذلك أمام وزير دفاع النظام خلال حضوره جلسة للبرلمان.
وسأل (الصالح) في مداخلته أمام البرلمان نَشر جزءاً منها على صفحته الشخصية في فيسبوك عن “توقيف عدد كبير جداً من الضباط المهندسين وحملة الدكتوراه منذ ثمانية أشهر في سجن صيدنايا بتهم لم تثبت إدانتهم بها بعد، ومن قبل لجنة غير مختصة قانونياً”، وفق قوله.
وأضاف عضو برلمان النظام “من حق هؤلاء محاكمتهم طلقاء ومن قبل القضاء العسكري المختص، ناهيك عن الفراغ الذي يشكله غياب هؤلاء القادة عن المؤسسة العسكرية”.
ونشرت صفحة (أخبار مصياف) ما قاله (الصالح)، الأمر الذي دفع الكثير من أقارب الضباط المعتقلين إلى التعليق حول ما قالوا إنها أسباب الاعتقال، أو المطالبة بالإفراج عنهم، أو انتقاد عملية الاعتقال، وعدم عرضهم إلى الآن أمام القضاء.
وأكدت التعليقات أن “الضباط يبلغ عددهم أكثر من 350 ضابطاً، وأن توقيف معظمهم بسبب عقوبات انضباطية” كما طالبوا وزير دفاع النظام بـ “إيجاد حلول لهؤلاء الضباط ومحاكمتهم بشكل عادل وفوراً أمام القضاء وبشكل علني”.
وقال آخر إن سبب اعتقال الضباط وصف الضباط في سجن صيدنايا: “تقارير كيدية ومنهم جرحى حرب ومعهم نسب عجز، وأحوالهم الصحية سيئة ومع ذلك توقفت رواتبهم من لحظة توقيفهم وعائلاتهم وأطفالهم يعانون الفقر”.
يذكر أن منظمة العفو الدولية أصدرت في شباط 2017 تقريراً بعنوان “المسلخ البشري” يوثق ارتكاب قوات النظام عمليات إعدام جماعية بحق آلاف المعتقلين ممن شاركوا في الثورة السورية في سجن “صيدنايا العسكري”.
قال المعارض التركماني السوري، طارق صولاق إن نصف مليون سوري على الأقل ما زالوا يقبعون في أقبية النظام ضمن ظروف اعتقال غير إنسانية، وعلى رأس هذه المعتقلات سجن صيدنايا في ريف دمشق، الملقّب بـ”المسلخ البشري”.
جاء ذلك خلال حديثه حول وضع المعتقلين في سجون نظام بشار الأسد، ومصير محافظة إدلب (شمال) وجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي بسوريا.
وتطرق صولاق الذي يتولى قيادة الفرقة الساحلية الثالثة بجبل التركمان، إن موضوع المعتقلين يعدّ من أبرز وأهم القضايا في الأزمة السورية.
وأوضح أن قرار المشروع التجريبي لإطلاق سرا ح المعتقلين خلال الاجتماع العاشر للدول الضامنة المنعقد في مدينة سوتشي الروسية يومي 30-31 يوليو/ تموز الماضي، ولد نوعاً من الأمل لديهم.
وذكر المعارض السوري أن أكثر من 500 ألف سوري يقبعون في سجون النظام، يتعرضون لأشد أنواع التعذيب، وبالأخص أولئك القابعون في سجن صيدنايا بريف دمشق، والذي وصفته منظمة العفو الدولية بـ “المسلخ البشري”.
وأضاف أنه كان بين من اعتقلوا في سجن صيدنايا العسكري، وظل فيه قرابة عامين ونصف.
ويروي صولاق كيفية اعتقاله سنة 2011، عندما كان في صفوف القوات المسلحة السورية، عندما هم مع مجموعة من زملائه بالانشقاق، تم اعتقالهم وإيداعهم في السجن المذكور نتيجة إخبار وصل للسلطات.
وحول ظروف اعتقاله، قال صولاق إنه ظل مسجوناً لمدة 33 يوماً في حجرة تحت الأرض بطابقين لا يتسع سوى لمرحاض.
وتابع قائلاً: “عقب انتقالنا إلى الزنزانة اختلف نمط التعذيب. حيث كنا نتعرض للتعذيب عبر الكهرباء في كل فترة طعام. وكانوا يلقون بأطعمتنا في المرحاض ليقولوا لنا بعدها أن نأكلها من هناك”.
وكالات