ترجمة

الملالي في ذعر بعد سقوط البشير.. وهذه مخاوفه

هيومن فويس

تدوي أصداء سقوط الرئيس السوداني عمر البشير بعد انتفاضة شعبية استدعت تدخل الجيش لإزاحته عن الحكم خلال الأيام القليلة الماضية، لدى إيران بشكل رئيسي، وذلك نظرًا لاعتماد الملالي لسنوات طويلة على السودان كوسيلة لدعم متطرفيه في منطقة الشرق الأوسط.

وبدا نظام الملالي متابعاً للأحداث التي جرت في السودان على مدى الأيام القليلة الماضية، والتي أتت بمجلس انتقالي للبلاد في أعقاب الإطاحة بالبشير، قبل أن يعلن عن استقالته نزولًا على رغبة الفئات المعارضة التي تطالب بتسليم السلطة للمدنيين في السودان، وذلك حسب ما ورد في صحيفة جيروزاليم بوست العبرية.

انقطاع الاتصال باليمن

لسنوات طويلة اعتمد نظام الملالي على السودان كممر حيوي لنقل الأسلحة إلى العديد من الجهات والفصائل التي يدعمونها بمنطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي تخشى إيران فقدانه خلال السنوات المقبلة بعد سقوط نظام البشير.

وعلى المستوى الإستراتيجي، كان الملالي ينظرون إلى السودان على أنها بؤرة إستراتيجية للتأثير في المناطق الإفريقية القريبة من السودان، وبالأخص تلك الدول القريبة من اليمن.

مخاوف من اشتعال الثورة

ينظر الملالي أيضًا إلى الأحداث في السودان على أنها خطر يمكن أن يتسبب في إشعال الأوضاع بإيران، والتي يعاني شعبها من ظروف اقتصادية سيئة، كنتيجة منطقية لتصرفات وأنشطة الملالي الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.

وعانت إيران من تظاهرات عنيفة خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك في أعقاب قبل انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي واستعادة العقوبات ضد إيران من جديد، حيث عانى الشعب الإيراني من نهب نظامه الحاكم لثروات البلاد لمنحها للعناصر والتنظيمات الإرهابية في العديد من المناطق حول الشرق الأوسط.

من جانبها، علقت صحف بريطانية في افتتاحيتها اليوم على ما يجري في السودان والجزائر، وتحدثت عما سمته إرهاصات ربيع عربي ثان واندثار الحكام الطغاة في المنطقة العربية.

فقد جاءت افتتاحية تايمز بعنوان “خريف الطغاة” حيث رأت الصحيفة أن رحيل الرئيسين الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والسوداني عمر البشير قد يبشر بحدوث الإصلاحات المتأخرة والمطلوبة.

وقالت إن الإرهاق المعنوي من الاستبداد قد يتجسد بعض الأحيان في صورة واحدة كالتي جسدتها الشابة السودانية آلاء صلاح ذات الرداء الأبيض وهي تردد الهتافات من فوق سيارة أمام المتظاهرين في الخرطوم مما أثار إعجاب الجمهور في جميع أنحاء العالم.

ووصفت الصحيفة إقالة البشير بعد أشهر من الاحتجاجات بأنها تأخرت كثيرا وأنها أعقبت رحيل الرئيس الجزائري. وقالت إن رحيلهما يثير احتمالا مشوقا بأن الحكام الآخرين في شمال أفريقيا والشرق الأوسط قد يكونون ضعافا، وهناك مسألة من أو ماذا يحل محلهم.

وقالت تايمز إن الربيع العربي الذي تفجر في تونس عام 2010 عزز آمال حركة إصلاح ديمقراطي، لكن النتيجة بعد قرابة عشر سنوات كانت مخيبة للآمال بشكل كبير، وأردفت بأن هذه المرة قد تكون مختلفة لسببين.

أولهما تحول الجيش في النهاية ضد القادة الطغاة. وثانيا أن المثالية التي كانت سائدة قبل عقد من الزمان قد خففها الآن معرفة حدود الإصلاح، وكذلك الفوائد، في منطقة تتراوح حوكمتها إلى حد كبير بين استبداد خير -ظاهريا- إلى قمع مرير.

فنشأة الاحتجاجات في السودان -كما تقول تايمز- تذكرنا بما أشعلها في الجزائر. والحكام الأكثر استبدادا هم فقط الذين يستطيعون تجاهل السخط الشعبي من مستويات المعيشة المتردية. والشعب السوداني يواجه سوء إدارة اقتصاديا مزمنا وارتفاع معدلات التضخم. والتقتير الشديد على الشعب، بغض النظر عن قدرة النظام على العنف المميت، هو الذي دفع الناس إلى الشوارع لشهور من الاحتجاجات.

وبحسب تايمز فقد ثبت في النهاية أن دور الجيش مهم في كل من الجزائر والسودان. ولو أنه قمع الاحتجاجات الشعبية الواسعة في البلدين كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى خسائر بشرية فادحة. وسيظل الجيش حاسما الآن بعد رحيل هؤلاء الحكام.

وختمت الصحيفة بأن أكثر ما يبعث على الأمل للدول الغربية سيكون إذا أثبتت الأنظمة التي نجت من الثورة في المرة الأخيرة -ولا سيما المغرب والأردن ودول الخليج- مرونة في استيعاب المعارضة.

أما افتتاحية فايننشال فقد كان عنوانها “ربيع عربي ثان يختمر في الجزائر والسودان”. وقالت الصحيفة إن الانتفاضات الشعبية تظهر أن الأسباب الجوهرية لاضطرابات 2011 في العالم العربي لم تعالج، وبدلا من ذلك طُمرت بغطاء غير مستقر فوق وعاء يغلي ببطء.

المصدر: مواقع المواطن ووكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *