للأمانة.. ليست قدرات الأسد الذاتية من أبقته بالحكم

هيومن فويس: صلاح قيراطة
فإن استمرار بشار الاسد في منصبه خلال ثماني سنوات ماضية لم يكن بقدرته الذاتية ولا بقدرة سورية ولا بقدرة حلفائه رغم يقيني أن لهم الدور الأكبر، وأقصد ( الحلفاء ) وتحديدا الروسي الذي وبتدخله العسكري قلب قواعد الاشتباك.
لكن هذا لا يعني أبداً أنه ليس هناك قرار دولي يقتضي بتأجيج الصراع الداخلي السوري المدعوم خارجيا بشكل متوازن لكلا طرفي الصراع يمنع حسماً كاملاً وبالتالي تكون المسافة بعيدة عن حلٍ شامل.

من هنا سمح العالم لمسار ( استانا ) أن يمضي ( متسكعاً ) على حساب مؤتمر ( جنيف )، رغم أن الاول يتكنى ظلما وعدوانا بالقرارات الدولية، الذي أسقطت تصريحات ( زاخاروفا ) مؤخرا زيفها والتفافها على الشرعية الدولية.
باختصار :
ما يعتقده بعض السوريين انتصاراً ولو أنه كان هكذا ( انتصاراً ) فهو مؤقت وليس بناجز ولن يكون، بل ماحدث ويحدث لا يعدو أن يكون ضمن خطة خداع استراتيجي وضعتها الدوائر الصهيونية بدعم أمريكي وتواطؤ روسي وغباء ايراني والغاية :
– مزيد من موت ودمار وخراب ديار في سورية .
– تعميق الشرخ المجتمعي، مع تجذير حالة التضاد وربما العداء بين بعض المكونات السورية.
– التهيئة لجني ثمار هذه الحرب الدموية وذات الآثار الكارثية، والتي تتجسد وفق ما هو بيّن بتقسيم سورية، وكذلك فهي تأكيد على فكرة كان أعلنها الأسد أو عبر عن رؤيته لما فهم منه عن نظرته لسورية المفيدة ( كان هذا في تموز ٢٠١٥ ) بالتوازي عن تراجع الجيش السوري من البادية وصحراء تدمر فسورية المفيدة وفق مافهم من كلامه في مؤتمر جمع فيه بعض من تجار وفنانين وبقايا مثقفين ( فسورية المفيدة ) تعني الجغرافيا السورية التي يدين سكانها لمقام( الأسد ) بالولاء وكذا يكون فيها للجيش إمكانية فرض السيطرة في مكان حكم ( الاسد ) كي يبقى الشعب فيها في حالة انقياد وخضوع.
– من هنا كان تصريح ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية لجهة أن فكرة إزاحة الأسد باتت خلفنا، فبدون وجوده لايمكن لعملية التضليل والخداع الاستراتيجي ( الاسرائيلية )أن تستمر حتى تأتي اكلها.
* ولا أظن أن تسليم بقايا ( القاتل ) الإسرائيلي لحكومته، عبر الروسي الا خطوة في هذا السياق وأقصد التعاون ( الروسي – الإسرائيلي ) بالاستثمار ولأبعد حدٍّ في مسألة الصراع على ( السلطة ) المسمى تجاوزاً اسقاط ( نظام ) والحقيقة أعلمتنا أنها ليست كذلك ابداً، فالقضية لم تكن للحظة اسقاط نظام إلا في أذهان الرعاع والعوامل فالقضية كانت أكبر من ذلك بكثير ، ولو كانت كذلك لما ترددت أمريكا إعادة فعلتها في العراق، بل ماكان مقصودا هو تدمير سورية لحساب الدولة العبرية .
تنويه: المقالات تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي هيومن فويس