ملفات إنسانية

المشفى والطبيب..أهداف عسكرية للأسد وحلفائه

هيومن فويس: عبد العزيز عجيني

لقد تميزت الحرب في سوريا بالعدد الكبير في الضحايا والإصابات، فقد دأب نظام الأسد وحلفائه من ميليشيات محلية وإقليمية ودولية على استخدام كل الأسلحة والذخائر الممكنة من أجل التدمير الشامل لإرادة الحياة السورية.

هذه الحالة خلقت إشكالية كبيرة للكوادر الطبية في أنحاء البلاد في تعاملها مع عددا كبيرا من الإصابات التي تستقبلها المستشفيات والمستوصفات وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي كانت تعاني أصلاً من نقص في الكوادر الاختصاصية جراء هجرة نسبة كبيرة من الأطباء البلاد نحو خارج البلاد.

لقد أصبح الوضع الطبي أكثر تعقيدا مع بدء النظام حملته الوحشية ضد الكوادر الطبية، هذه الحملة التي هدفت لاعتقال وتعذيب، بل وحتى وقتل الكوادر الطبية العاملة مع الأطراف المعارضة للنظام.

فالضربات الجوية التي لا تتوقف والتي لم يشهد لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية دمرت أجزاء كبيرة من البنية التحتية للبلد. لقد استمرت الكوادر الطبية بكل حزم وإصرار في مساعدة السكان المتأثرين بالحرب رغم الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية بشكلٍ عام وتلك التي تخص القطاع الصحي بشكلٍ خاص

كل المرافق الصحية تقريباً في مناطق الشمال تم تدميرها بشكلٍ كاملٍ أو جزئي وعلى الأقل مرة واحدة. لقد تطور طب الطوارئ بشكل مثير وقد اكتسبت الكوادر الطبية خبرة غير مسبوقة لقد قامت مديريات الصحة في مناطق المعارضة وبدون كلل أو ملل بإصلاح وإعادة تأهيل تلك المرافق المتضررة وذلك بمساعدة المنظمات الإنسانية المحلية والدولية

فقط في سوريا يتطلب انقاد حياة البشر موت عددا كبير من أولئك الذين يحاولون إنقاذهم فلقد قتل العديد من الكوادر الطبية أثناء أدائهم لمهامهم ومع ذلك استمر تقديم الخدمات الطبية وحيث أن محافظة إدلب كانت ملاذا للمهجرين من باقي مناطق سوريا فقد أصبح العبء الطبي لا يطاق مع تزايد مثير لعدد السكان

لقد شكل انعدام الموارد وصعوبة الوصول مشكلة أخرى للمهتمين بهذا الشأن لقد كانت الموارد البشرية مبعث قلقا للمجتمعات المحلية مع هروب عددا كبير من الكوادر الطبية المؤهلة من الحرب والذين قرروا العيش خارج البلاد

هذا الأمر جعل من المحتم على المؤسسات الصحية الاعتماد على كوادر غير مؤهلة بالشكل المطلوب قدمت نفسها لسد الفراغ وكانت في معظم الحالات تطوعية. لقد كان ولايزال من غير الممكن التعامل مع الإصابات الخطيرة التي يتم تحويلها إلى المشافي التركية ولكن رحلة الانتقال إلى تركيا بالنسبة للمصابين هي بحد ذاتها تقلص فرصة انقاد هؤلاء المصابين لقد بلغ عدد الوفيات حدا لا يصدق مع حربا تبدو بلا نهاية

وتقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية في مساعدة السوريين والمساهمة في إعادة تأهيل القطاع الطبي في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *