مقالات

تركيا والخيار الصعب في سوريا

هيومن فويس: محمد العطار

نهرب من ساحتنا الحقيقة (إدلب والمحرر عموماً) إلى باحاتها الخلفية (حياتنا الشخصية )

فإدلب في خطر داهم وخطر محدق،  فنمذ بداية عام 2017 وبداية أستنا وانجرار تركيا إليه مخالفة المعلن من سياساتها (على الأقل ما ينقل في الإعلام)، توقعنا أن نشهد تغيراً واضحاً في ساحة المناطق المحررة من حيث العسكرة وانتماءاتها.

وعلى رأس هذه التوقعات حلّ أو ضمّ أو مواجهة الفصائل العسكرية الراديكالية من قبل تركيا لنزع فتيل مواجهة عسكرية محتملة في ادلب يكون ضررها على الأهالي محليين ومهجّرين أكبر من تأثيرها على الفصائل العسكرية تلك.

وبيد تركيا ذرائع كثيرة ومقبولة محلياً ودولياً، أهمها بالنسبة لنا بقاء ولو جزء من الأرض السورية خارج سيطرة عصابات بشار وميليشيا ايران تحت سيطرة ما بقي من الثورة، وتجنب سفك الدماء.

وأهمها بالنسبة للخارج موجة كبيرة من الهجرة تعجز تركيا عن تحمّلها كما تعجز عن استقبالها اوربا وترفضها، ولكن ما حدث أن شيئاً من هذا لم يحصل.

إذ بقي توزع الفصائل كما هو تقريباً، وزاد في الطين بِلةً أن استولت هيئة تحرير الشام على القسم الأكبر من المحرر،  وهي التي تعتبر ذريعة مهمة من ذرائع عصابات بشار وميليشيا ايران والروس أيضاً حيث يصفونها بأنها تمثل الفكر المتطرف.

وأنا لست بصدد تأكيد أو نفي هذه التهمة،  ولكنها ذريعتهم،  واليوم صارت الأمور في عنق الزجاجة وتركيا لم تحرك ساكناً وتحالف العصابة مع المحتلين يلوح بالهجوم لإستئصالها.

ونحن نعلم أن هذا الهجوم إذا تمّ سيحمل القتل والدمار للمنطقة وسيعزز فرص بقاء الحيوان على الكرسي وسيتأصل بقية جذوة الثورة في الداخل، وسيجعل تركيا وجهاً لوجه مع byd و bkk  وسيجعلها أمام موجة هجرة قد تكون الأكبر وسيجعلها مهزومة أمام ما أطلقت من وعود كثيرة لم تحقق شيئاً منها،  فهل تبقى تركيا في عجزها أم تختار التصدي للصعوبات رغم أن كل خياراتها صعبة.

تنويه: المقالات تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي هيومن فويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *