الحصار والوباء والقتل يهددون محاصري مضايا

هيومن فويس: نور أحمد
تحدثت مصادر محلية داخل بلدة مضايا في ريف دمشق بأن قذائف مصدرها النظام السوري وحزب الله اللبناني استهدفت أطراف مسجد في البلدة، وبابه الرئيسي أثناء اقامة الخطبة والصلاة يوم الجمعة المنصرم، مما دب الذعر والخوف في قلوب المصلين فيما قضى “ابراهيم مرعشلي” وأصيب أكثر من عشرين آخرين بشظايا تم اسعافهم الى المشفى الميداني في مضايا.
وفي الاسبوعين الأخيرين من عام 2016 تعرضت البلدة لعدة مرات للقصف بقذائف الهاون والمدفعية، اسفرت عن ضحيتين، إحداهما طفلة بعمر ثلاث سنوات.
القنص سياسة حزب الله
استهدف قناص حزب الله بلدة بقين أدت لاستشهاد رجل من أبناء بلدة بقين المحاصرة بينما أدت عملية قنص أخرى من حاجز الوزير لاصابة شاب من بلدة مضايا .
لم يكتفِ حزب الله وقوات النظام السوري بتجويع المدنيين وحرمانهم من كل مقومات الحياة، لا تهدأ قناصته المتمركزة في الحواجز المحيطة بمضايا وبقين والزبداني بإطلاق الرصاص اتجاه المدنيين وكأنهم يلعبون لعبة الكترونية ولا يقتلون الا صوراً.
ويستهدفان في لحظة جنونهم أي شيء يتحرك ان كان طفلاً أو شيخاً أو امرأة أو رجلاً مع نداءاتهم الطائفية التي يسمعها الأهالي وباتوا يميزونها بشكل واضح “لبيك يازينب ..لبيك ياحسين “.
في مضايا قنص قنّاص حزب الله رجلاً (عماد المصري) وقبله بعدة أيام قنص رجلاً آخر في الزبداني يدعى (مازن الدالاتي) والشاب (مروان أفندر) في بقين غيرهم كثيرين رغم أن هدنة الزبداني الفوعة أو مايسمى هدنة البلدات الأربعة لا تزال سارية المفعول بعد مرور سنة وأربعة أشهر على عقدها وتم تجديدها منذ يومين أيضاً بإعادة تفويض وفد ايراني عن كفريا والفوعة وتجديد تفويض جيش الفتح عن مضايا والزبداني.
لايزال النظام وحزب الله يفرضان حصارهما الذي يخنق أنفاس المحاصرين في كلّ من مضايا الزبداني، ويجرّ تبعاته من المرض وسوء التغذية ناهيك عن حالات القنص التي لا تهدأ وتنتقم من أجساد المحاصرين الهزيلة الجائعة.
الأمراض وسوء التغذية
انتشر مرض الفشل الكلوي منذ قرابة الشهرين وناشد المركز الطبي لاخلاء المصابين لعمل غسيل كلى لهمم الذين تجاوزوا 25 حالة توفي بعد شهر واحد رجل من أهالي الزبداني المهجرين قسرياً (ديبو الكويفي) ومنذ أسبوع توفيت الشابة علا شبارة ذات 25 عام بنفس المرض ويذكر ذوي الشابة أنها لم تكن تعاني من أمراض فيما سبق الا أن الحصار والجوع وسوء التغذية أسدلوا على جسدها الغض الأمراض.
لم يكن الفشل الكلوي القاتل الوحيد، فتعددت الأمراض التي تفتك بالمحاصرين فأمراض سوء الهضم ونقص البروتين وفقر الدم، في حين لم تساعد المواد الغذائية الداخلة الى البلدات المحاصرة كونها تقتصر على الحبوب والبقول وتخلو من البروتين الحيواني.
كما أن الفشل الكلوي ليس وحده السبّاق لقتل المحاصرين فقد سبقه السحايا وتم اجلاء 23 حالة مرضية وصلت لذروة المرض وتم اعلان مضايا منطقة موبوءة.
حديثي الولادة بخطر
خلال الشهر الأخير من العام المنصرم وثق مكتب الاحصاء والتوثيق في مدينة الزبداني ومضايا وفاة أربعة أطفال حديثي الولادة عقب ولاداتهم بساعات، وعزا الطبيب في المركز الطبي سبب الوفاة لسوء التغذية الشديد الذي تعانيه الأم اثناء فترة الحمل .
ويفتقر المركز الطبي لحاضنات الأطفال والسيرومات المغذية وكل ما يساهم بانقاذ حياة المرضى والأطفال وقد ناشد أهالي مضايا والمجلس المحلي الهيئات الأممية والصليب الأحمر والهلال الأحمر في وقت سابق بإدخال جهاز غسيل الكلى وحاضنة أطفال لكن جاء الرفض من قوات حزب الله المحاصرة للبلدة بالرفض ومنع ادخال هذه الأجهزة أو حتى تشكيل غرفة طبية.
يقول الناشط الصحفي “عمر محمد” من الزبداني: “جاء الرد من حزب الله بمنع ادخال الاجهزة بعد هروب عدد من الطلاب أثناء اجراء امتحان قبول للثالث الثانوي في بلدة الروضة ، وهنا تم التصعيد على البلدة وزادت عمليات القنص وداهم الجيش والحزب عدداً من المنازل بحثاً عنهم الا أنهم تمكنوا من الفرار خارج أسوار الحصار”.
وفي حديثٍ خاص ذكر الطبيب “محمد درويش” العامل في طبية مضايا لـ “هيومن فويس”: عن وفاة أربعة رضع بسبب سوء التغذية قال ” توفي الولد الأول بعد عملية قيصرية أجريناها في المشفى الميداني كانت الأم في الشهر السابع للحمل فتوفي الجنين فور ولادته بسبب سوء التغذية للأم والذي انعكس سلباً على الطفل، اما الطفل الثاني توفي في بطن امه والثالث بقي في المشفى ليوم واحد فقط أوا الرابع ولد خارج مضايا حيث الام تم اجلاؤها بوقت سابق ومات بعد ولادته بسبب سوء التغذية وتبعاته أيضاً”