الأسد يربط رواتب موظفيه بوضعهم العسكري

هيومن فويس: سما مسعود
بالرغم من كل الإغراءات التي قدمها نظام الأسد للشبان بهدف الحاقهم بالتكوين العسكري الجديد المناصر له في سوريا، والذي يحمل اسم “الفيلق الخامس اقتحام”، فإن أعداد المنتسبين له ما تزال قليلة ومعدومة في بعض الأماكن، في حين اعتقلت قوات النظام العشرات من الرجال والشباب وزجهم قسراً.
في شمال شرق سوريا لم يتحمس غالبية الشباب لفكرة القتال إلى جانب قوات النظام في حرب ضبابية وطويلة الأمد، بالرغم من الضجة الإعلامية التي يستغرقها النظام لتلميع صورة الفيلق، والتي لا يرى فيها البعض إلا حشد شباب السنة لقتل شباب السنة الثائر.
وفي شهادات حصل عليه هيومن فويس من أحد الكوادر التدريسية في الحسكة “فضل حجب هويته” لأسباب وصفها الأمنية قال: “لدينا تواصل خاص مع شعبة التجنيد، وعلمنا أن سبب منع استلام الراتب هو أننا مطلوبون للالتحاق بالفيلق الخامس اقتحام”.
وكنوع من تضيق الخناق على الشبان العاملين ضمن دوائر الدولة، فقد ربط النظام السوري رواتب موظفيه في القطاع التعليمي والصحي، في محافظة الحسكة شمال سوريا، بوثائق رسمية تبيّن وضعهم العسكري، يشترط فيها أن تكون صادرة عن مراكز التجنيد، وذلك بعد تعليمات صدرت عن محافظة الحسكة تقضي بمنع صرف رواتب الموظفين لديها لحين صدور قوائم المطلوبين للاحتياط ممن هم دون سن الأربعين.
كما أوقف رواتب عدداً من المدرسين في مدينتي المالكية والدرباسية بحجة شمولهم في قرار السحب الاحتياطي الذي تم إصداره مؤخراً في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.
ويرى المحلل السياسي “محمد بلال” أن هنالك العديد من التساؤلات التي تستفسر عن الأسرار الكامنة وراء الإعلان عن تشكيل الفيلق الخامس- اقتحام، التابع للنظام السوري والمدعوم من قبل قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري بهذا التوقيت.
تشكيل الفيلق الخامس- اقتحام، جاء نتيجة لهلهلة الوضع العسكري وقلة عناصر الأسد، فكانت أولى أهدافه التخفيف من الاعتماد على الإيرانيين وعناصر حزب الله” اللبناني، إضافة إلى مساعيه في تأمين قوة عسكرية جديدة لنفسه، تحقق له أهدافه، بصرف النظر عن الأهداف الروسية الإيرانية.
ومن خلال الكوادر التي تم تجنيدها من قرى وبلدات ريف دمشق، سيعمل النظام على شق صف سنة تلك المناطق شقا نهائيا، إذ انه سيكون رفاق الأمس وأبناء القضية الواحدة موزعين على جبهتي قتال، فيقتل الصديق صديقه ويقتل الأخ أخاه، وبهذا تكون الخسارة في كلا الحالتين من السنة وهذا يعتبر مكسبا للأسد ونظامه.
الفيلق الخامس سيحقق أكثر من غاية هامة للأسد، خاصة بأنه جاء في توقيت حرج جدا من عمر الثورة، وضخت له مادة إعلامية مكثفه تساهم في رفع الروح المعنوية لدى مقاتليه وتضعف إرادة القتال عند الثوار، مستغلاً الإرهاق النفسي الحاصل عقب تراجع المعارضة السورية في حلب.