هل بدأت إيران بتصفية العلويين أنصار موسكو؟

هيومن فويس: خاص
بدا واضحاً مدى انزعاج القيادة العسكرية الروسية من تمكن المسلحين من الوصول أمس/ الخميس، 5 كانون الثاني /يناير / إلى الملعب البلدي في مدينة جبلة الواقعة جنوب محافظة اللاذقية – المنطقة الموالية للنظام السوري- ولعل أكثر ما أزعج الروس ليس التفجير كحادثة، بل الشخصيات العسكرية والأمنية “الرفيعة المستوى” المستهدفة والموالية للروس بحسب ما قالت قاعدة “حميميم العسكرية الروسية” في الساحل السوري.
الشخصيات المستهدفة تعتبر بحسب مراقبين للشأن السوري من أكثر الشخصيات العلوية المقربة من موسكو، والخاضعة لقرارها العسكري، والراغب بعضها بالالتفاف على المشروع الإيراني.
الملازم “جعفر زيد صالح”، هو أحد قتلى تفجيرات جبلة، والملازم القتيل هو نجل اللواء “زيد صالح” رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حلب، ويعتبر اللواء والد الملازم القتيل، أحد أبرز القادة الأمنيين الموالين لموسكو، وكان له دور بارز في معارك حلب الأخيرة، والتي دخلتها القوات البرية الروسية وسط تراجع السطوة الشيعية الإيرانية في أحياء حلب الشرقية.

قاعدة حميميم العسكرية، رأت في الهجوم الأخير على جبلة، بأن العملية لم تكن تستهدف “المدنيين” بل كانت هجمة مخطط لها، وإنها كانت تستهدف اللواء “زيد صالح” المقرب منها، وليس ابنه، وأشارت قاعدة حميميم نقلا عن مصادرها الاستخباراتية، بأن اللواء “زيد صالح” كان من المقرر أن يلتقي بابنه الملازم القتيل في تلك المنطقة ولكن دقائق معدودة كانت كلفية بنجاة اللواء ومصرع ابنه الملازم الأول.
كما وصفت قاعدة حميميم تفجير جبلة بـ “التخريبي والغير مبرر”، ونوهت القاعدة الروسية إلى بذلها جهود لمعرف الهدف “الحقيقي” وراء التفجير، والعمل على كشف مدى الفعالية التي كنت معدة له، وبأنها ستقوم بالبحث وراء “الجهات الأمنية” في نظام الأسد التي قصرت في مهامها لمنع حدوث التفجير.
كما قُتل في التفجير، زين ناصيف خير بك” وهو ابن المسؤول الأمني الكبير في نظام الأسد، الدكتور “صفوان خير بيك”، ويعرف عن “صفوان خير بيك” علاقته القوية مع “منذر الأسد”، ويعتبر “خير بيك” من أبرز الأعمدة العسكرية الكبيرة لموسكو في ميليشيات الدفاع الوطني كـ “صقور الصحراء، مغاوير البحر”، حيث تعرف هذه الميليشيات بالولاء المطلق لبشار ولكنها تتبع عسكرياً وإداريا ومالياً لقاعدة حميميم العسكرية الروسية.
وقد بدا بحسب مراقبين للشأن السوري، مدى الامتعاض الروسي الكبير من عملية التفجير الذي لم تتبناه أي جهة حتى الساعة، في حين قالت مصادر مطلعة، بأن استهداف مثل هذه الشخصيات في هذا التوقيت مؤشر على وقوف الحرس الثوري الإيراني وراء العملية، لعدة أسباب ومنها:
“الانتقام من الشخصيات العلوية المؤثرة في المشهد السوري ودائرة صنع القرار ممن ابتعدوا عن طهران وباتوا يخضعون للأوامر الروسية المباشرة كـ “ناصيف، خير بيك”، ومن العوامل أيضاً “هي منع موسكو سيطرة الميليشيات المدعومة إيرانياً من السيطرة على مطار حلب الدولي وأحياء حلب الشرقية”.

وتابع المراقبون، تجاوز القبضة الأمنية الروسية والتابعة للميلشيات المحلية الموالية لها لا يمكن تجاوزها إلا من قبل جهات تدرك تماماً من سيكون في تلك المنطقة خلال ساعة معينة، واعتبرت المصادر بأن إيران بدأت بضرب أوراق القوة الروسية في سوريا والتي تعتبر من الشخصيات النافذة في سلطة الأسد.
لعل عملية جبلة وما قد سيلحقها من عمليات مشابهة ستكشف المزيد من المخطط الإيراني في المنطقة، رغم أن الخلاف الإيراني الروسي لم يصل بعد إلى مستوى الخلاف الجوهري، ولكن إيران قد تكون بدأت فعلياً بحرب الأذرع، بغية إضعاف الموقف الروسي في سوريا، وما حدث في جبلة يعيد للذاكرة ما حصل في مطلع الثورة السورية من اغتيال خلية الأزمة التي ضمت كبار ضباط الأسد الأمنيين والعسكريين.
هذا صحيح اللهم أضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين