ميديا

بعد وفاته هل لا زال الراحل سبيعي فنان الشعب

هيومن فويس: يمنى الدمشقي

نعت وزارة الإعلام السورية يوم أمس الفنان السوري “رفيق السبيعي” الذي كان أبرز نجوم الدراما السورية حتى حاز على لقب “فنان الشعب” وعلى الرغم من أن الفنان رفيق السبيعي كان من أشد المؤيدين لبشار الأسد ونظامه وجيشه وغنى مراراً له، إلا أن أعماله الفنية استدعت لدى البعض من مناصري الثورة السورية أن يقف أمام عظمتها لا سيما أنها أعادتهم للزمن الجميل على حد تعبيرهم.

ولأن الفن لم ينفصل يوماً عن الإنسان بل هو جزء أساسي من الرسالة الحقيقية التي على الفنان أن يوجهها لجمهوره فإن الكثيرين ومنهم فنانون كانوا قد أعلنوا ولاءهم للثورة منذ اندلاعها، استنكروا مواقف الممثل الراحل ومنهم الفنان “فارس الحلو” الذي نشر على صفحته الشخصية على الفيسبوك” في نعوة الفنان المرحوم رفيق السبيعي نتذكر عامر الابن البكر للمرحوم كفنان شعبي ابن بلد، لم يقهره تشبيح التنظيمين الأسدي والجولاني” في إشارة منه إلى ابن الفنان الراحل “عامر السبيعي” الذي وافته المنية في مصر في ظروف قهر وفقر وغربة دفعت عائلته إلى عدم نعيه إرضاء لنظام الأسد.

لكن أبى البعض من الفنانين الذين أعلنوا انضمامهم للثورة إلا أن ينعوا الممثل الراحل حيث نشر المخرج السوري هيثم حقي على صفحته “وداعاً لأحد القامات السورية الاستثنائية، رحل أبو عامر تاركاً وراءه إرثاً فنياً كبيراً من شخصيات مسرحية عالمية إلى شخصيات شعبية مغرقة في المحلية، لروح أبي عامر الفنان الكبير والصديق الرحمة ولأبنائه وأحبائه الكثير من العزاء”.

أما الفنان سميح شقير والذي ألف وكتب ولحن العديد من الأناشيد الثورية فنشر على صفحته “تصادقت مع الفنان رفيق السبعي ولحنت له العديد من أغاني الأطفال، ثم كان ختامنا في أغنية (نص بنص) التي كانت تهزأ من الفساد والفاسدين ومنع عرضها في الإذاعة السورية”

ولعل أحداً يقف متسائلاً إذا كان لدى الفنان الراحل هذه المعرفة العميقة بتاريخ عائلة الأسد التي حكمت سوريا بالفساد والديكتاتورية فما الذي يدفعه لأن يعلن ولاءه الشديد لها؟ ويرد على هذا مصطفى “ربما كبر سن الراحل وخشيته من أن يموت أو يتشرد خارج سوريا هو ما دفعه لاتخاذ هذا الموقف من النظام، ثم إن النظام لا يرحم كبيراً أو صغيراً فلا يجب علينا أن نصب كل غضبنا على ممثل كبير وقدير مثله” إلا أن سائر يقول “لاعلاقة لكبر السن بضمير الإنسان فالفنان خالد تاجا قد عاصر رفيق السبعي إلا أن مواقف الاثنين لا تتلاقى أبداً، الأول حصد محبة الناس والثورة والثاني حصد غضباً شعبياً عليه”

إلا أن الكاتب الصحفي “محمد منصور” كان له رأياً مغايراً فكتب “كان رفيق السبعي يكره دريد لحام كراهية شديدة ولم يجمعهما أي شيء في السنوات الأخيرة سوى حب النظام وتأييد جرائمه وبرحيل رفيق السبعي يبقى دريد لحام وحيداً”

وكتب الصحفي “أحمد عمر” مات رفيق السبيعي، رحم الله نهاد قلعي، الخلاصة موقف صحيح في الحياة لا تعادله كل تمثيليات الدراما الجميلة”

وكتب الصحفي غسان ياسين على صفحته “شتان بين فنان كان صوت الناس وبين فنان مات على دين السلطة وكان مجرد بوق لنظام قذر”

ونعت الفنانة يارا صبري الممثل الراحل بألم وعلى الرغم من تأييدها الكبير للثورة السورية والتي تعرضت بسبب هذا التأييد لمضايقات من النظام إلا أنها لم تخف حزنها لموت الفنان رفيق السبيعي حيث كتبت “عمو رفيق الحنون، الله يرحمك ياغالي، رح قلك متل كل مرة كنت شوفك فيها بحبك كتير عمو رفيق”

واستنكر الفنان فارس الحلو عدم ذكر اسم ابن الفنان رفيق السبيعي الذي توفي قبله “عامر السبعي في النعوة” مؤكداً أن هذه القرارات وفق اعتقاده صادرة من وزارة الإعلام، ولم ينكر الحلو التاريخ الفني الحافل الذي قدمه الفنان الراحل إلا أنه أكد أن الخلاف مع النظام ليس سياسياً ولا فكرياً بمقدار ما هو أخلاقي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *