مقالات

سوريا..ما فرص نجاح المبعوث الأممي الرابع؟

هيومن فويس: صلاح قيراطة

كما كنت اعتقد وانا هنا لا ادعي بل أؤكد اني على يقين لجهة معرفتي بالكيفية التي تفكر بها الحكومة السورية سيما في المجالات الديبلوماسية والعسكرية وكذا الأمنية، لأؤكد أن ( النظام ) ومنذ ارتقاء الراحل الأسد الأب لسدة حكم سورية وتوليه مهام منصبه كرئيس للجمهورية، كان ديدنه ان لايدع مكاناً ( للصدفة ) في اي موقف يتخذه أو اي قرار يصدره وهو يعلم أنه لا رجوع عنه، كونه يعرف ما يريد وكيف يصل لما يريد ، ويعرف ماهو ممكن وماهو غير ممكن ، وتراه وهذا هو دأبه يتعامل مع ماهو ممكن حاليا محولا اياه الى ممكن مستقبلا.

باختصار هذه هي ( دمشق ) وهذه هي طرائق تفكيرها وأساليب عملها وهي دوما تجني ثمار ما تغرس من بذور مستنفرة طاقاتها حاشدة معها جهود أصدقائها التي اختارتهم بعناية على طريقة ( قرشك الابيض ليومك الاسود ) ضمن ( ميكيافيلية ) وكأن صاحب الفكرة أو بالأخرى المبدأ اي ( ميكيافيلي ) هو ابن عمٍ لزم للأسدين وعلى مدار ٤٨ سنة حتى الآن وهي مرشحة للإستمرار كمان وكمان وشخصيا اراها للعام ٢٠٢٨ وذلك على أقل احتمال.

في هذا السياق وكشكل من أشكال المضي على طريق سياساتها، فقد استبقت الحكومة السورية بدء المبعوث الأممي الجديد مباشرة مهامه في الملف السوري بوضعها لأربعة شروط للتعاون مع ( غير بيدرسون ) وذلك في اعقاب أول تصريح رسمي له منذ تعيينه . فقد اعلن الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية موقف الحكومة السورية بقوله : – إنه سيتم التعاون مع بيدرسون، كما تم التعاون مع المبعوثين السابقين، بشرط أن يبتعد عن أساليب من سبقه، وأن يكون ولاؤه لوحدة الأراضي السورية، و أن لا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه ، بالإضافة إلى التزامه بالمثل و القيم العليا التي يتبناها ميثاق الأمم المتحدة . – من جانب آخر جدد ( المقداد ) تأكيده على أن القوات السورية ستسيطر على كامل الأراضي السورية و ستنتصر على داعمي الإرهاب من أمريكيين و أتراك و انفصاليين .

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحكومة السورية و من خلفها كل من روسيا وإيران وطبعا هذا العلن وما لم يعلن ( فالواقع ) كما نراه يعلمنا ان هناك من هم أكثر ( كدول ) فقد عمدت دمشق بما لها وكذا ماهو عليها على أن لا تمرر الا ما هو في مصلحة حكومتها ولو بدى هذا كشكل من اشكال عرقلة عمل مبعوثي الأمم المتحدة الثلاثة السابقين وهم ( الاخضر الابراهيمي – بان كي مون – دي ميستورا ) فقد ظهرت وفي غير مرة وكأنها مسوفة و مماطلة في تنفيذ أي من الخطط و المقترحات التي كان يتقدم بها أي من المبعوثين الثلاثة السابقين إن هي لمست بأي من المقترحات مايمكن أن يستثمر لاحقا ضدها، ولعلها هنا تستفيد من خطأ كانت قد وقعت به ( موسكو ) عندما وافقت على قرار مجلس الأمن المتعلق بليبيا حيث وافقت وقتها على القرار الأممي بدعوى حماية المدنيين الذي استثمر فيما بعد ليكون احتلالا عسكريا لليبيا.

ولن يغيب عن أذهاننا هنا أن الحكومة السورية كانت تجيد توجيه الاتهامات للمبعوثين الثلاثة بعدم الحيادية مركزة على أن هؤلاء وازاء أي مقترح أو تصريح لا ينطبق مع ما ينسجم مع تطلعات الحكومة السورية، سيما أنها ميالة كما هو بيّن لاستثمار الإنجازات العسكرية إلى مكاسب سياسية ودبلوماسية وديدنها هنا أن مالم يأخذه معارضوها عبر فوهة البندقية لن يكون لهم عبر منصة الأمم المتحدة ولهذا كانت جاهزة لتوجيه التهمة التقليدية للثلاثة السابقين لجهة العمل بأوامر بعض الدول، في تناس واضح إلى أن روسيا الاتحادية هي دولة عادت عظمى بفعل القضية السورية؟! .

تنويه: المقالات تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي هيومن فويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *