ملفات إنسانية

اللاجئ السوري في لبنان مهدد

هيومن فويس: عمر محمد

في ظل سياسة النأي بالنفس التي يتبعها لبنان من الأحداث السورية، تبقى أيادي حزب الله التي تدعم نظام الأسد في سفك الدم السوري وسرقة ممتلكاتهم وهي من يعتلي اليوم على قرار الحكومة اللبناني ضاربةً بعرض الحائط كل القرارات والتعليمات الدولية واللبنانية.

عانى لبنان من فراغ رئاسي لأكثر من عامين، استطاع من خلاله أمين حزب الله “حسن نصر الله” نقل قواته ومعداته العسكرية إلى سورية للمشاركة مع النظام السوري في حربه ضد الشعب السوري الثائر الذي طالب بالحرية والكرامة وهتف بإسقاط النظام.

لم يكن هدف حزب الله مساعدة رأس النظام السوري فقط بل كان هدفه طائفياً، والبحث عن نقطة نفوذ جديده متصلة بمدن البقاع اللبناني حيث سيطر على مدينة القصير في ريف حمص ومدن وبلدات القلمون الغربي في ريف دمشق كـ يبرود والنبك و رنكوس والزبداني ويشارك في كثير من المعارك على الأراضي السورية حيث خسر أعداد كبيرة من عناصره بين قتيل وجريح وتم أسر أعداد كبيرة منهم على أيدي الثوار.

حتى بعد الانتخابات الرئاسية والحكومية في لبنان لم نسمع أي تصريح من المسؤولين الجدد ضد تدخل الحزب في سورية ومطالبتهم بالعودة إلى لبنان، كما أننا لم نرى من الرئيس اللبناني الجديد “ميشيل عون” أي قرار أو عقوبة على حزب الله أو أمينه بسبب تواجدهم على الأراضي السورية، بل على العكس يتم مدحهم ومشاركتهم الحكومة في ظل تعتيمٍ تام للسياسيين الكفوء في الحكومة اللبنانية، أمثال: خالد الظاهر وسامي الجميل ووليد بك جنبلاط ومنهم الكثيرون الذين يقفون مع الشعب السوري وحريته.

على الصعيد اليومي يعاني اللاجئين السوريين في لبنان من الخوف بسبب انتهاء أوراق إقاماتهم التي لا يملكون التكلفة الكافية لتجديدها ومن غلاء بالأسعار وذلك بسبب أجورهم البسيطة في العمل.

لكي يعيش اللاجئ السوري في لبنان يجب عليه أن يملك أوراق إقامة نظامية تكلفه سنوياً مبلغ 450$ للشخص الواحد وعليه أيضاً أن يحصل على من يكفله من المواطنين اللبنانيين أصحاب العقارات أو التجار في دوائر الأمن العام على أن اللاجئ السوري يعمل عنده، وكثير من اللبنانيين قدموا كفاله للاجئ السوري مقابل مبلغ مادي كبير يصل من 200$ لـ 1000$.

أما اللاجئ السوري صاحب الدخل الضعيف والذي يعمل بأجور يومية قليلة لا تكفيه لدفع إجار منزله وإطعام أطفاله لا يستطيع دفع تكاليف أوراق التجديد وهو معرض للاعتقال في أي لحظة يمر بها على حاجز للجيش أو الأمن حيث يتم سجنه وحجز أوراقه الثبوتية حتى يدفع ثمن التجديد أو أن يغادر الأراضي اللبناني خلال فترة قصيرة.

وفي لقاء لـ “هيومن فويس” مع أحد اللاجئين السوريين في لبنان: يقول “طارق”، وهو شاب سوري عمره 25 عام من مدينة إدلب أتى وعائلته إلى لبنان هرباً من الحرب الدائرة في سورية، ولكي يستطيع أن يحمي عائلته ويطعمها اختار المجيء إلى لبنان كونه لا يجيد اللغة التركية ويخاف من عدم إيجاد العمل هناك، فهنا بلد عربي.

يشرح “طارق” عن حياته في لبنان : أتيت إلى لبنان منذ أربعة سنوات في بداية عام 2013 حيث تعرض منزلنا في القرية إلى القصف من قبل النظام السوري فكنا نهرب إلى الأقبية والملاجئ حرصاً على حياتنا وسلامتنا، وكان العمل متوقفاً أنداك وخفت من الحالةِ أن تطول، حزمنا بعض الأمتعة وركبنا سيارة أجرة أتت بنا إلى دمشق ومنها إلى لبنان حيث وصلت أنا وأمي وأخي وأختي يكمل طارق حديثه والدمعة تتغلغل داخل عينه عما جرى في سورية ويود لو تتوقف الحرب وتنتهي.

حيث تمتم قائلاً لقد فقدنا وطننا وهنا نحن غرباء لا قمة لنا يعاملوننا فنحن خسرنا الوطن وأشخاصً أحببناهم وعشنا معهم أجمل الأيام، هنا عليك أن ترضى بالقيل أن تتحمل فظاعة صاحب العمل ولا يمكنك أن تترك العمل لكي لا تصفى بالشارع لا تملك داخل جيبك إيجار البيت فهنا لا يمكن لأحد أن يساعدك أو أن يدفع الإيجار عنك فكلٌ مشغول في احتياجاته وتأمين لقمة العيش التي يحارب السوري هنا للحصول عليها.

مخيم للاجئين السوريين بالقرب من الحدود اللبنانية- السورية

أحد العاملين في مفوضية اللاجئين السوريين، فضل حجب اسمه، قال لـ “هيومن فويس”: نحن في المفوضية ننظر الى اللاجئين الأكثر إحتياجاً ونقدم لهم المساعدات فليس باستطاعتنا مساعدة جميع السوريين، هنا كون المبالغ التي تصلنا محدودة وتصل بشكل متقطع مع العلم أن غالبية اللاجئين السوريين هنا بحاجةٍ للمساعدة وتقديم يد العون ولذلك تعاقدت المفوضية مع الكثير من المشافي والمراكز الصحية لتقدم للسوررين الرعاية الصحية للجميع وتحملت 75% من تكاليف المشافي أما على صعيد تقديم المساعدات النقدية والغذائية إخترنا العائلات التي هي بأمس الحاجة لها فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *