اغتيال قيادات “فتح الشام” محاربة القاعدة أم فكرها؟

هيومن فويس: محمد خشان
تواردت أنباء غير مؤكدة عن مقتل كل من القياديات في جبهة “فتح الشام”، وهما “خطاب القحطاني” و “أبو المعتصم الديري” و “أبو عمر التركستاني” أبرز القادة لدى تنظيم “جبهة فتح الشام”، إثر غارات نفذتها طائرة بدون طيار، يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، على مدينة “سرمدا” في ريف إدلب الشمالي، في 1 كانون الثاني/ يناير من عام 2017.
جبهة “فتح الشام”، لم تصدر من جهتها أي بيان رسمي حول مقتل قاداتها، إلا أن مصادر إعلامية متنوعة أكدت مقتل كل “خطاب وأبو المعتصم”، وتضارب الأنباء حول مقتل “أبو عمر التركستاني”، أحد أبرز قيادات فتح الشام، والمرشح لتولي منصب رئاسة مجلس الشورى في حصول اندماج بين فصائل المعارضة السورية، وذلك جراء الغارات الجوية بطائرات مسيرة استهدفت سيارتين بريف إدلب أول أمس.
وفي وقت سابق انتقد المتحدث باسم جبهة “فتح الشام” حسام الشافعي، اتفاق الهدنة الذي توصلت له المعارضة السورية مع النظام السوري، لاستبعاد الجبهة من الاتفاق المبرم، وقال: إنهم “لم يحضروا ولم يوقعوا ولم يفاوضوا أي أحد في الاتفاقية التي أعلن عنها”.
وقال الشافعي “إنه لا يخفى على من حضر ووقع أن مصير رئيس النظام السوري، بشار الأسد لم يذكر نصاً أو لفظاً، وما يسمى بالحل السياسي ضمن هذه الاتفاقية هو إعادة إنتاج النظام المجرم”.
مراقبون للشأن السوري، أشاروا إلى إن الهجمة الأخيرة التي طالت قيادات بارزة في جبهة “فتح الشام” هي مؤشر غربي، وأمريكي على وجه التحديد، بأنها لم تعترف بقرار فك ارتباط جبهة “فتح الشام” في تنظيم القاعدة، فيما راح آخرون لربط الحادثة في مشروع اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
أما الناشط الميداني في الشمال السوري “يوسف عيسى” فقال لـ “هيومن فويس”: إن توجيه ضربات موجهة لجبهة “فتح الشام” في الوقت الراهن، هو مساعي غربية لاغتيال مشروع الاندماج الذي يُعمل عليه منذ أشهر في الشمال السوري، وكذلك محاولة إضعاف “الجولاني” من خلال اغتيال كبار القيادات الضيقة التي تشكل معه عصب جبهة “فتح الشام”.
وأضاف “عيسى”، جبهة “فتح الشام” ليس بقوة قليلة في الشمال السوري سواء عسكرياً أم بدنياً، وهي تصنف في الشمال السوري كأحد أبرز التشكيلات التي تحدث قلباً كبيراً في موازين المعارك التي تشارك فيها.
ورأى الناشط، بأن هذه الاغتيالات، قد لا تضعف جبهة “فتح الشام” على المدى المنظور، ولكن تواصلها وتكرارها مع الزمن، قد يشكل عامل ضغط كبير داخل الصف الأول من الجبهة، خاصة بأنها تعتمد على الشخصيات من الدائرة الضيقة في صنع إصدار أي قرار استراتيجي.
أما الناشط “عروة” فرأى بأن عمليات الاغتيال التي تطال جبهة “فتح الشام” تصب ضمن الأهداف الغربية لإبعاد أي “فكر جهادي” عن التشكيلات العسكرية المعارضة “المقبولة” غربياً.
وأشار الناشط، بأن الدول الغربية ترى جبهة “فتح الشام” من منظور مختلف عن تلك النظرة السائدة حول تنظيم “الدولة”، حيث أن التنظيم لا يملك قاعدة شعبية بين السوريين، وهذا يريح الغرب نوعاً ما، أما “فتح الشام” فهي تملك حاضنة شعبية، وذات قبول كبير بين السوريين، وإبعاد فكرها عن السوريين هو هدف للدول، خشية توسع انتشارها مع توالي سنوات الحرب في سوريا.
واعتبر المصدر، بان تخلي جبهة “فتح الشام” عن الارتباط بتنظيم القاعدة لم يغير في حالها أي شيء يذكر، معتبراً بأن المخاوف الحقيقية لدى الغرب تكمن بفكر الجبهة وليس فقط ارتباطها بتنظيم القاعدة من دونه، على حد وصفه.
وفي وقت سابق كان قد قضى كل من “مهاجر أوزبكي” و “أبو عبيدة التركي” القياديين في فتح الشام، جراء انفجار عبوة ناسفة في سيارتهم على أحد الطرق الرئيسية في ريف إدلب الجنوبي.
هذا وتشهد مناطق عديدة في ريف إدلب أوضاعاً أمنية متردية، بعد أن شهدت المنطقة اعتداءات من قبل مجهولين على قادة عسكريين في الفصائل الثورية، والتي كان آخرها الهجوم المسلح على أحد مقرات “فيلق الشام” في ريف إدلب، وقتل عدد من عناصر الفيلق والاستيلاء على أسلحة خفيفة.