سياسة

تفاصيل هامة حول هجوم تنظيم الدولة على السويداء

هيومن فويس

حصلت «القدس العربي» على تفاصيل الهجوم الكبير على قرى السويداء الذي نفذه تنظيم «الدولة»، حيث أفاد مصدر محلي مقرب من تنظيم «الدولة» بأن أحد أهداف الهجوم حسب عناصر التنظيم هو أسر أكبر عدد ممكن من المدنيين في قرى السويداء بهدف مبادلتهم بمعتقلات من السنة في سجون النظام، لتحقيق مكسب دعائي للتنظيم، إضافة لمحاولة تخفيف الضغط عن عناصر التنظيم في «جيش خالد» في ريف درعا الغربي.

وحسب المصدر المقرب من التنظيم فإن نحو 90 مقاتلاً من التنظيم انطلقوا بعد صلاة الفجر من معاقل التنظيم الموجودة في السويداء، في مناطق قرب «بئر القصب» و«تل دكوة» في البادية الشمالية للسويداء، وكان المقاتلون مقسمين إلى «سرايا» عدة كل واحدة مكلفة بالسيطرة على قرية محددة بالاسم، وكل سرية تتشكل من عدد من السيارات، وكان أغلب عناصر التنظيم من المنسحبين من مخيم اليرموك، لذلك فهم يتميزون بشراسة كبيرة وخبرة قتالية، أما قائد الهجوم فهو نفسه القائد العسكري للتنظيم في مخيم اليرموك، أبو أيوب العراقي.

واتفق قادة الهجوم على هدف محدد وهو «قتل كل قادر على حمل السلاح وأسر ما يمكن أسره من النساء والأطفال لمبادلتهم بالمعتقلين في سجون النظام»، وهو ما ثبت بعد قيام التنظيم بنشر عدد من صور المعتقلات من القرى الدرزية، وإرسال رسائل لذويهن بهذا الشأن.

وحسب المعلومات عن الهجوم، فإن التنظيم أرسل عدداً من عناصره إلى داخل السويداء قبل الهجوم بعدة أيام، وكان يخطط لتنفيذ هجمات انتحارية على مواقع الأجهزة الأمنية للنظام في السويداء ، لكن مع بدء الهجوم تعرض عناصر التنظيم في قرى الشبكي والشريحي ورامي وتل بصير والمتونة وداما، لإطلاق نار كثيف من السكان المحليين، ولعبت البيوت الصخرية في تلك القرى دوراً في تحصين السكان وإرباك المهاجمين، وبعد إعدام عدد من الرجال الدروز، وصلت تعزيزات كبيرة من مسلحي القرى المجاورة تمكنت من صد هجوم التنظيم، حيث قتل أغلب عناصر التنظيم، وتعطلت آليات من حاول منهم الفرار، مما اضطر بعض العناصر لأخذ سيارات من السكان المحليين والخروج بها بعد أربع ساعات من المواجهات، وقاتل بقية العناصر حتى فجروا أحزمتهم الناسفة، وقتل معظمهم ولم يتمكنوا من خطف عدد كبير من المدنيين، عدا قرية رامي، التي تأخر وصول الإمدادات إليها، حيث تمكن التنظيم من إعدام عشرات الرجال وخطف العشرات من النساء.

الناشط العراقي المقرب من تنظيم «الدولة»، يونس خالد، الذي يدير موقعاً مختصاً بمراقبة نشاط التنظيم، يقول في حديث لـ«القدس العربي»، إن أحد عناصر التنظيم العراقيين، الذين يرتبطون بقرابة مع أبو أيوب العراقي، أبلغه بأن «نقل المدنيين المخطوفين تم من خلال الاستيلاء على إحدى الشاحنات، حيث تمكن التنظيم من نقلهم إلى خارج قرية رامي وصولاً لمناطق سيطرة التنظيم في بادية السويداء»، حيث بدأ قبل ساعات بنشر صور الرهائن من النساء والمطالبة بمبادلتهن بمعتقلات النظام.
وساعدت عشيرة بدوية في درعا في تهريب بعض مقاتلي تنظيم «الدولة» الذين نفذوا الهجوم لعدة كيلومترات بعيداً عن القرى الدرزية، وصولاً إلى مناطق التنظيم في البادية.

القدس العربي: وائل عصام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *