صابون الغار “الحلبي” يثري الأسواق الفرنسية

هيومن فويس: محمد ورد
فور دخول هذا المستودع الذي يعج بأكوام من ألواح الصابون الجافة، تدغدغ كالنفحات الآرجية للصابون والغار، حيث يقوم حسن حارستاني (خبير سوري في صناعة الصابون)، بإنتاج الصابون الحلبي على طريقة تقليدية، والذي قال موضحاً العملية: “عملية صناعة صابون حلب تستغرق مدة ثلاث أيام، ففي اليوم الأول يتم تحضير الزيوت والمادة القلوية ومن ثم نضيف الماء”.
وأضاف حسن: “تعود تلك الصناعة بحسب المصادر التاريخية إلى 3500 عام، ولاتزال طريقة صناعة الصابون هي ذاتها كما كانت عليه منذ آلاف السنين، وتتم صناعته بالزيوت والقلويات وزيت الغار والماء”.
اشتهر الصابون الحلبي عالمياً، لكنه اليوم من ضحايا الحرب السورية، حيث سعى سمير قسطنطيني (صاحب المصنع) إلى تخطي تلك المعضلة، ليجد الصابون الحلبي ملاذه في العاصمة الفرنسية.
وفي حديثه لـ “فرانس 24” أضاف قائلاً: “عندما اندلعت الاضطرابات قلت لنفسي سأجد صعوبة بالتزود في الصابون الحلبي، فاشتريت مئة طن من الصابون، أي “5” حاويات، كنت أعتقد بأن ذلك سيكفي، والأوضاع في سورية لن تستمر إلى اليوم، فطلبت من “حارستاني” القدوم إلى هنا في فرنسا لتصنيع الصابون، والآن نحن نصنع محلياً الصابون الحلبي”.
كانت حلب وحدها تضم ما يقارب “50” مصنعاً للصابون، واليوم تضم اثنان أو ثلاثة كحد أقصى في المنطقة، نظراً إلى ما أودت به الحرب، وفتكت حتى بالصناعة السورية.
الصابون الحلبي أو صابون الغار هو نوع من أنواع الصابون مُصنَّع من زيت الزيتون أو من زيوت نباتية أخرى وسمي كذلك لأن مدينة حلب في سوريا هي أقدم وأشهر المدن في صناعته
لم تتغير طريقة صناعة الصابون بشكل كبير رغم مرون قرون طويلة لصناعته، ومنذ ذلك الحين حيث لا زالت تحافظ على طريقة الإنتاج التقليدي الشبه يدوية مع بعض التطور مع مرور الزمن، اشتهرت مدينة حلب بهذا النوع من الصابون الطبيعي ويتميز الصابون الحلبي بكونه صابون طبيعي مصنوعاً من مواد طبيعية ولا تدخل في تركيبته المواد الكيميائية كما في الصابون العادي إضافة إلى أنه لا يسبب الحساسية ولا يجعل الجلد جافاً.
عُرف صابون حلب في الكثير من المناطق والبلاد في سوريا وغيرها، ويغلب زيت الزيتون على صناعة الصابون الحلبي وغيره من أنواع الصابون التقليدي حيث تتشابه طريقة الصنع والمواد المستخدمة إلا أن الفارق الوحيد هو إضافة نكهة الغار، بالإضافة إلى نوعية زيت الزيتون المستخدم، حيث تختلف رائحة ولون الصابون الحلبي عن غيره اختلافاً واضحاً.