موسكو تجيش ميليشيات بسوريا امتثالاً بإيران

هيومن فويس: توفيق عبد الحق
أقر مجلس النواب الروسي (الدوما)، في 29 كانون الأول –ديسمبر الحالي، مشروع قانون حول “التعاقد قصير الأمد” لاستقطاب الشبان الروس في صفوف جيشه وقواته العسكري، ضمن إطار ما أسمته “مكافحة الإرهاب خارج روسيا”.
وبحسب قناة “روسيا اليوم” الروسية، فأن القوات الروسية تسعى إلى توسيع إمكانياتها وجذب أصحاب الشهادات والكفاءات العالية، وضمها في صفوف الجيش المنتشر في سوريا تحت ذريعة (مكافحة الإرهاب)، والذي كانت آخر إنجازاته هي تهجير أهالي حلب، وقتل الآلاف منهم في الفترة السابقة.
ويتيح القانون الجديد المتفق عليه في مجلس النواب الروسي تعاقد الشبان لمدة لا تتجاوز السنة في صفوف الجيش الروسي، والذي ينتشر بشكل واسع داخل الأراضي السورية لمساندة قوات النظام في معاركها ضد الثوار بمختلف المدن، والتي كان آخرها مدينة حلب.
وتتخذ القوات الروسية من مطار “حميميم” العسكري في اللاذقية، مركزاً لها، ونواة لانطلاق عملياتها العسكرية في المدن السورية، كما وتسعى روسيا إلى إنشاء قاعدة بحرية متكاملة في طرطوس، إضافة لنشر الشرطة العسكرية الروسية في أحياء حلب المدمرة بحجة “حفظ الأمن والأمان”.
ميليشيات روسية على غرار الإيرانية؟
قال الناشط الميداني في العاصمة السورية –دمشق “فداء الشامي” لـ “هيومن فويس”: إعلان مجلس الدوما عن فتح باب التطوع للقتال في سورية ضمن عقود قصيرة، يذكر بكل تأكيد بالسيناريو الإيراني المتبع في سورية، من خلال تجنيد المرتزقة الأفغان والباكستان وغيرهم لقتال الشعب السوري بذريعة “حماية المقدسات الدينية”.
وأضاف، في الحقيقة من الواضح بأن موسكو لديها رغبة في اتباع الأسلوب الإيراني في سوريا، وتجنيد الميليشيات مقابل إبعاد التشكيلات العسكرية الرسمية عن خطوط المواجهة، وذلك تفادياً للمزيد من الخسائر البشرية الروسية.
أما العقيد “محمد أبو رمضان” فأشار إلى إن موسكو لجأت إلى فتح باب التطوع عقب الانتكاسة الكبيرة التي منيت بها على يد تنظيم الدولة في مدينة “تدمر” السورية، والتي تعتبر إهانة عسكرية للجيش الروسي الذي دخل سوريا بكل قوته وعتاده العسكريين.
وقال “أبو رمضان” لـ “هيومن فويس”: روسيا ستتوجه إلى نشر المتطوعين الجدد في مراكز انتشار الحقول الغازية وآبار النفط، وخاصة في البادية السورية، بعد أن تعيد سيطرتها عليها من قبضة تنظيم “الدولة”، وذلك سيكون طبعاً بعد أن فقدت الثقة التامة بقوات النظام السوري والحليف الإيراني في الحفاظ على المناطق التي تستعيدها موسكو.
وكان قد قال الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أمس/ الخميس، 29 كانون الأول- ديسمبر، بانه قرر تخفيض الوجود العسكري الروسي في سوريا بعد إعلان الاتفاق إطلاق النار في سورية.