مقالات

قمة ترامب – بوتين.. والحرب السورية

هيومن فويس

ماذا عن التواجد الايراني في سورية ؟. – ماذا عن مايسمى صفقة القرن ؟. – اين ( اسرائيل من كل هذا ) ؟. تابعوني احبتي في مقالي التحليلي التالي الذي سأقسمه على اجزاء لسهولة متابعته : كنت قد كتبت ومنذ مايزيد على شهر وقبل ان اتوقف عن النشر على صفحتي في عصفورية الفيس البوك التي ساوت بين الرث والثمين ، وجعلت من وضيع النفس يتعالى على عزيزها وخلطت الاوراق وقلبت المفاهيم ( ماعلينا ) ! ماعلينا اخوتي هو اني كنت قد كتبت منشورا ومنذ بدأ الاعداد للحملة العسكرية صوب المنطقة الجنوبية قلت فيه : ( حيث بدأت تنتهي ) حلّ عليّ وقتها جام حقد اصحاب الرؤوس الحامية واعتبروني بوقا من ابواق النظام ومأجورا عند اجهزته الامنية وبعضهم اعتقد اني لست لاجئاً في اسبانيا بل اعمل في سفارة البلاد ممثلا لحكومتها .

لما كنت قد قلت ماقلت، كنت اعلم اين هي وجهة الحركة، وماهي النية وما سيتخذ من اجراءات واستعدادات لتكون النتائج كما سبقها في معارك اخرى، سيما المناطق التي سميت مناطق خفض التصعيد كمنتج لمسار استانة الذي جاء انجازاً للديبلوماسية الروسية، تم على حساب مسار جنيف متلاعبا تماما بالقرارات الاممية ٢١١٨ – ٢٢٥٤ الاول تم تجاوزه تماما واسقاطه من الذاكرة وكذا من الحسابات ، اما الثاني فتم ويتم اجتزاءه وليبقي فيه ماينص على مصلحة القيادة السورية ويحافظ عليها، وبذا لم يبق للامم المتحدة في سورية سوى مبعوثها ( ديمستورا ) وتصريحاته وبعض من اعماله لجهة التنسيق والاستغراب والاستهجان، يضاف الى هذا قلق معالي الامين العام .

كلكم يعلم ان حلب عادت لسيطرة دمشق وفصائل ادلب لم تحرك ساكناً وقتها !؟. * وكذا فقد كانت قد عادت مضايا – الزبداني – وادي بردى لسيطرة القيادة السورية، ضمن مايحاكي صمت اهل الكهف من قبل فصائل الغوطة الشرقية !؟. * وعادت الغوطة الشرقية والقلمون وريف حمص الشمالي كذلك على مرأى وصمت فصائل الجنوب !؟. * وعادت الاسطوانة للدوران، مع بداية العملية العسكرية في حوران حيث دخلت فصائل ادلب وكل من وصل اليها ممن رفضوا تسليم سلاحهم وهم عمليا ينتظرون حتفهم وهذا ليس ببعيد في سبات عميق .

كل ماحصل من جهد عسكري او ديبلوماسي ادى الى خلق مناخات جديدة، تبدلت معها قواعد الاشتباك وقلبت المعطيات الميدانية في مجمل الاراضي السورية انما كان في حقيقته كان محصلة موضوعية للتدخل الروسي الذي جاء في ٣٠ / ٩ / ٢٠١٥، حيث كانت بداية ظهور نتائج التدخل الروسي هي معركة الشطر الشرقي في حلب الذي يعتبر علامة فارقة في الصراع السوري، حيث يمكننا التأريخ لما قبل تحرير المنطقة و دخول الشرطة العسكرية الى حلب بتوافق ( روسي – تركي ) ليكون نقطة مفصلية لما جاء بعد هذه التسوية، وواهم من يعتقد ان هذا كان قد حدث ببطولات محض عسكرية، سواء للطرف المنتصر او للآخر المهزوم، فباختصار وقتها كانت تركيا قد باعت الميليشيات التي وقفت في وجه القيادة السورية، وذلك في مسعى ارادت منه خطب ود بوتين بعد ان اسقطت مقتالات تركية اخرى روسية، فكانت التسوية التي خرج بموجبها المسلحين، رغم عرقلة بيّنة في حينها من ايران وذراعها العسكري الابرز حزب الله في حينها ومكانها واقصد الشطر الشرقي في حلب في اواخر عام ٢٠١٦.

المعارك التي تمت من معركة حلب المفصلية الى معركة حوران والمنطقة الجنوبية، كلها كانت ضمن مناطق خفض التصعيد، وهذه المناطق لم يبق منها عملياً بعد ما حدث في درعا الا ادلب مدينة وريف والتي ستكون فيها المعركة القادمة( انا على يقين بهذا ) . – الانقلاب الجذري الذي جاء في مصلحة ( النظام ) وذلك بفضل الجهد الديبلوماسي والعسكري الروسي الذي اتبع ديبلوماسية القوة، مكّن الروسي او هيأ له امكانية التعاطي مع ( النظام ) السوري في مفاصل صياغة القرار بفاعلية اكثر بكثير مما كان عليه الايراني قبل دخول الروسي، كان هذا برسم ربما الاقناع او برسم سياسة الامر الواقع الا ان النتيجة سيان فقد بات الروسي في مقام صانع القرار السوري، او اقله المساهم الفعال في صياغة واصدار اي قرار يتعلق بالحرب وتداعياتها .

هناك فرق تجب ملاحظته لجهة المعارك التي دارت بعد تدخل الروسي في الملف السوري من حلب الى الشطر الشمالي من حمص الى الغوطة الشرقية، وبين معركة سهول حوران، فللمعارك الاخيرة خصوصية، فهي رغم انها مشمولة بخفض التصعيد وفق استانة، الا ان مايميزها هو انه قد جرى اتفاق ( امريكي – روسي ) بشأن المنطقة الجنوبية، بعيدا عن استانا، وهذا يفترض انه يعطيه تقدما ورجحانا على بقية المناطق التي تم الاتفاق بشأنها بين ( روسيا – ايران – تركيا ) . – مايميز الاتفاق ( الروسي – الامريكي ) عن سواه هو التالي : * هو روسي + امريكي في التخطيط . * وروسي + ( اسرائيلي ) في التنفيذ . – طبعا لابد من الاشارة ان الاتفاق الروسي – الامريكي الذي تم في تموز ٢٠١٧ بشأن المنطقة الجنوبية هو وجود الجولان المحتل وكذا الدولة العبرية، والغاية امن وامان والحيازة على اطمئنان دولة الكيان .

على اي حال ماحصل حتى الآن من موت ودمار وخراب ديار عمّ مجمل الجغرافية السورية، الا ان مصلحة الدولة العبرية كانت هي المتقدمة والعليا على ما سواها، والغاية هنا غاية في المكر والدهاء وهي العودة بسورية الى عام ١٩٧٤ ولاتفاق فصل القوات ( تحديداً ) الذي تم توقيعه برعاية اممية بين سورية والدولة العبرية، وهذا يعني العمل على اقامة فصل بين سورية عام ١٩٧٩ حيث قامت ماسميت ثورة اسلامية في ايران، والتركيز على فصل القوات ويعني فيما يعني اجهاض للحلف المسمى ( حلف المقاومة )، باختصار فغاية ( اسرائيل ) هي ابعاد سورية عن ايران، وهذا ما اعطى عمليا ابعادا استثنائية للعمليات العسكرية في المنطقة الجنوبية .

الغاية الاخرى من غايات ( اسرائيل ) مما حدث ويحدث وبدءا من تشرين اول ٢٠١٥ ان تكون الكلمة الاولى في سورية لروسيا وليس لايران وذلك استباقاً للقاء القمة الذي سيجمع بين ( ترامب – بوتين ) وما سيطرح على جدول المباحثات . – من ينظر الى مجريات الاحداث السياسية ومحركها عمليا القضية السوري

تنويه: المقالات تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي هيومن فويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *