شجرة ميلاد توثق جرائم النظام بمدينة دوما

هيومن فويس: أبو الحسن الأندلسي
بينما يلقي الحصار بظلاله الثقيلة على أهالي غوطة دمشق الشرقية للعام الرابع على التوالي، ويواصل النظام السوري المدعوم دوليا بقصفه للبلدات والقرى الجارة للعاصمة دمشق، يحاول الفنان “أكرم أبو الفوز” ابن مدينة دوما أن يلخص أحداث الحصار، ويضيف نوع من التوثيق الجديد لسجل الجرائم التي تشهدها غوطة دمشق، مع انتهاء عامه الرابع، ودخول ذلك السجل العام الخامس.
الفنان السوري “أكرم” قرر أن يودع عام 2016 بأسلوبه الخاص وأدواته البسيطة، عبر رسالة سيوجهها إلى العالم حالما تأخذ شكلها النهائي، وذلك من خلال تصميم شجرة ميلاد، مكونة من القذائف والقنابل العنقودية والصواريخ الموجهة، التي ألقتها قوات بشار الأسد، وسلاح الجو الروسي على مدينة دوما.
عمل الفنان على تجميل وسائل الموت، فقام بطلاء زينة شجرة الميلاد التي ما زالت في طور العمل، وزخرفتها بألوان زاهية، بعد أن كانت ملطخة بدماء الأبرياء والأطفال، وأهالي مدينته.
وقال الفنان الدمشقي في حديث خاص لـ “هيومن فويس” أصنع رسالتي هذه من مخلفات القصف التي أودت بحياة أبناء مدينتي، عسى أن يعلم الجميع أننا شعب نريد السلام، وأن الهدف الأسمى من هذا الإنجاز هو أن يرى العالم أننا بمن بقي منا في هذه المدينة المحاصرة، شعب إنساني متسامح يريد السلام، ويقابل العنف والقنابل بفن وسمو ورقي.
وأضاف: لقد جمعت بقايا القذائف والصواريخ والرصاص الذي قتل أطفالنا ونسائنا، ومسحت عنه الدم والبارود، وسواد حقدهم الكبير، وطليت تلك الأسلحة والقنابل بزخارف وألوان مبهجة للناظر، لتكون رسالتي بمثابة توثيق خالد في ذهن التاريخ، لأننا وأطفالنا قتلنا يوما بهذه القنابل العنقودية والفراغية.
وبمناسبة انتهاء عام 2016 وقدوم ال2017 واحتفال العالم بأسره بالميلاد ورأس السنة الجديدة، أحببت وبطريقتي الخاصة التي قد أواجه بسببها انتقادات البعض، أن أحتفل وسط الحصار والقتل والدمار هنا في الغوطة الشرقية، لأنني أثق بعقيدتي وقناعتي أننا من دين يحترم الإنسانية والأخلاق والفن.
فصنعت شجرة ميلاد لأن النبي عيسى عليه السلام يعنينا كما يعني غيرنا، ولأن مدينتي هي ثالث أقدم مدينة في العالم، ولأننا مظلومون وقد خذلنا الجميع، ولأننا نريد الاحتفال بما استطعنا إليه سبيلا.