الواقع العربي

القاسم: الحل التوافقي في سوريا..رابع المستحيلات

هيومن فويس: د. فيصل القاسم

إذا كان هناك مستحيلات ثلاثة، فلا بد أن نضيف إليها مستحيلاً رابعاً. وهو الحل التوافقي في سوريا.
الحل التوافقي يكون ممكناً أحياناً وليس دائماً في حالة واحدة: عندما يكون لديك طرفان أو اطراف متساوية في القوة، تحاربت فيما بينها ولم تنتصر على بعضها البعض.

في هذه الحالة قد يتولد لديها شعور بأن تقاسم الكعكة افضل من الاستمرار في الاقتتال والخسائر. أما في الحالة السورية، فالتوافق صعب، لأن الطرف القوى منذ البداية هي الدولة التي تمتلك جيشاً واجهزة أمن ومؤسسات.

با لإضافة طبعاً إلى حلفاء إقليميين ودوليين لهم معها مصالح استراتيجية. وفي هذه الحالة فإن الحل التوافقي ضحك على الذقون، لأن هناك طرفاً لا يمكن أن يقبل بتقاسم السلطة، بل لديه من الدعم ما يمكنه من فرض شروطه، وبالتالي فإن اي حل غير مدعوم بقوة حقيقية على الأرض سيكون نوعاً من الاستسلام من قبل الضعيف للقوي، أو تكرماً من القوي على الضعيف.

وحتى لو كانت كل الأطراف متساوية في القوة وحصل الحل التوافقي كما حدث في اتفاق الطائف بين اللبنانيين، فإن الحل لن يصمد طويلاً لأنه سيظهر طرف أقوى من بقية الأطراف لاحقاً ويفرض شروطه على الجميع، كما حدث مع حزب الله الذي قضى بقوته العسكرية على اتفاق الطائف تماماً واصبح الحاكم بأمره.

وكذلك في سوريا، فالطرف الأقوى حتى لو تنازل مرحلياً فإنه سيفرض شروطه لاحقاً. ولا تنسوا ماذا حدث في الجزائر، حيث تم التوصل عام 2000 إلى ما يسمى بالوئام الوطني بعد عشر سنوات من الصراع الداخلي، لكن المؤسستين العسكرية والأمنية عادتا وفرضتا نفسيهما على بقية الأطراف، لا بل اصبحتا اقوى مما كانتا عليه قبل الصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *