سياسة

الغوطة الشرقية إلى أين؟

هيومن فويس: علاء الأحمد

في خضم التطورات التي تجري على الساحة السورية، طرحت العديد من التساؤلات حول مصير الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهل ستخضع الغوطة لمصالحات النظام السوري بعد أن سبقتها بعض البلدان المجاورة لها في العودة لحضن النظام السوري؟

أجاب، “محمد سليمان الدحلا” رئيس الهيئة العامة في الغوطة الشرقية على التساؤلات بالقول: لم تذق الغوطة الشرقية الأمان منذ بداية الأحداث السورية، حيث لها نصيبٌ يومي من القصف المدفعي والطيران الحربي على معظم بلداتها وقراها الممتلئة بالسكان، حيث يصل عدد سكان الغوطة الشرقية اليوم إلى أكثر من 600 ألف نسمة.

“الدحلا”، قال لـ “هيومن فويس”: بأن سياسة الأرض المحروقة، هي السياسة التي يتبعها النظام السوري بحق أهالي الغوطة منذ بداية الأحداث، فلم ننسى مجزرة الكيماوي التي غض المجتمع الدولي البصر عنها، وكذلك استخدامه للصواريخ العنقودية والنابالم المحرومين دولياً في ظل صمت دولي غريب عن تلك التجاوزات.

منذ أكثر من ستة أشهر والنظام السوري يحاول أن يدس بين أهالي الغوطة مشروع المسامحة، عن طريق إرسال الوفود التابعة للنظام تخت مسمى (لجنة المصالحة)، وفي المقابل لم يكن جواب أهالي الغوطة الشرقية سوى الرفض عن تلك المسامحة، رافضين أن يضعوا يدهم مع من قتل أبنائهم ودمر بلدانهم.

كما تم إصدار عدة بيانات رسمية من قبل بعض الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية المتواجدين ضمن رقعة الغوطة الشرقية، مشيرين من خلالها الرفض عما سمي بمشروع المسامحة أصدر كل من الفصيلين العسكريين (فيلق الرحمن وفجر الأمة) بيانات نشرت عبر صفحاتهم الرسمية أشاروا بها عن رفضهم عن كل ما سمي بالهدنة أو المسامحة أو حتى المساومة مع النظام السوري وفي الوقت ذاته أصدرت محافظة ريف دمشق والهيئة العامة في الغوطة الشرقية وهم الجسم الممثل للمدنيين في الغوطة بيانات رفضوا من خلالها أيضا تلك المشاريع.

وحول مصير الغوطة الشرقية، قال رئيس الهيئة العامة في الغوطة الشرقية لـ “هيومن فويس”: منذ بدء محاولات النظام اختراق الصف في الغوطة الشرقية عبر ما سماه المصالحات المحلية، أصدرت الهيئة العامة بياناً يوضح الموقف من هذا الموضوع، وقد أكد البيان على أن الغوطة وحدة جغرافية وسكانية واحدة وبالتالي لا يحق لفصيل ولا لمدينة أو بلدة الخروج عن إجماع الغوطة.

وأضاف، أيضا أن بيان الهيئة العامة قد أوضح للرأي العام أن المنظام يريد استسلام ولا يريد هدنة ووضح البيان للرأي العام أن النظام لا يعرض هدنة وإنما استسلام مغلف بمقولة المصالحة بما يعنيه من تنازل عن الثورة وتفريط بالتضحيات، وبالطبع فإن طرح المصالحة من قبل النظام المجرم هو تلاعب على المصطلحات.

فالمصالحة الوطنية بين أبناء الشعب السوري هي أمر مرحب به ولكن من قبل تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المجرمين وإطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار، وغير ذلك من الإجراءات التي تسبق المصالحة والسلام المستدام، على حد وصفه.

من جانبه قال الصحفي “وسيم الخطيب” من الغوطة الشرقية لـ “هيومن فويس”: “إن من الصعب جداً الاستغناء عن الأرض التي سطر بها المئات من أهالي الغوطة نوعاً من أنواع الصمود، وإذا نظرنا من جهة معاكسة أيضا أن من قاوم الحصار وشهد القصف اليومي المستمر بطريقة يصعب على الأذهان تصورها، هنا يتواجد الرابط المشترك للتمسك بتلك الأرض التي لم تكن يوماً مجرد أرض، بل كانت الحاضنة الأم والأكبر لهم باتساعها وتمسكها وترابط القوة العسكرية المتواجدة فيها رغم كل ما جرى فيها من صراع داخلي.

وأشار الخطيب أيضاً إلى البلاد التي قامت في المهادنة مع النظام السوري في الريف الدمشقي: ” وكما شهدت الساحة المتاخمة للغوطة الشرقية من التسويات ومصالحات على حد تعبير النظام السوري، أنهم الناجون من مؤامرة كونية، ولم يتوقعون أن هذا النظام لا عهد له.

فجميع تلك المناطق شهدت اعتقالات تعسفية لجميع من قام بتسوية وضعه للنظام السوري، وهذه التجربة كانت عبرةً للغوطة الشرقية مما جعل الإصرار والتمسك أكثر للغوطة، ومن هنا تتكاثر العوامل التي تعكس منظور العوام في الغوطة عن رفضهم لكل هذه المفاوضات والشروط الغير اللائقة والتي ستقودهم إلى مصير أشبه بالمجهول.

ستة أعوام من الحصار الخانق ومن القصف والدمار الذي تشهده الغوطة الشرقية يومياً، كان جسراً ومعبراً لصمود الغوطة الشرقية في وجه كل من يعاديها، وساحات بلدات الغوطة تشهد بشكل شبه يومي مظاهرات حاشدة من قبل أهالي الغوطة، يرفعون من خلالها لافتات يكتب عليها (الشعب يريد إسقاط النظام).

ويطالبون أيضا الفصائل المتواجدة في الغوطة بتوحيد الصفوف ضمن جسم عسكري واحد، وعمل عسكري كبير يقلب الموازين لصالح الثورة السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *