سياسة

معادلات القوة وحصة النظام الإيراني في سوريا

هيومن فويس: هبة محمد

بعد مفاوضات أريد لها ان تكون خلف الأبواب المغلقة، والتي استغرقت عدة ساعات، أعلن أخيرا يوم الأحد 18 كانون الأول/ ديسمبر 2016 بأن روسيا وفرنسا والأمم المتحدة توصلوا إلى تسوية بشأن عملية اجلاء ما تبقى من المدنيين والمقاتلين في حلب.

وفي هذا الصدد قالت المعارضة الإيرانية التي تتخذ من باريس مقرا لها، ان النقطة الرئيسية في هذا الاتفاق هي “إجلاء آمن” وبعد ذلك استأنفت عمليات نقل المدنيين من ريف حلب الشرقية، وأعرب تلفزيون حكومة طهران الرسمي عن غضبه واستيائه تجاه الخروج الآمن لسكان مدينة حلب وبث الخبر هكذا: «استأنفت عملية خروج الإرهابيين من حلب الشرقية».

وذهبت المعارضة الايرانية إلى وجود سببان لاستياء طهران وغضبها،  أحدهما عسكري والثاني سياسي، من الناحية العسكرية ما تريده طهران هو استسلام المقاتلين، إلا ان هدفها  لم يتحقق بسبب صمود وقتال الثوار حتى الرمق الأخير، بعد ذلك أرادت حكومة طهران إبادتهم في حلب حتى المقاتل الأخير، لأنها تعرف تمام أن الأمر لم ينته عند حلب، وان المقاتلين الذين أخذوا أسلحتهم الخفيفة معهم حسب الاتفاق، سيواصلون المعركة ضد الأسد بانتقالهم إلى المناطق الأخرى.

لذلك بذلت ايران ما بوسعها لعرقلة عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين من حلب، بمختلف الطرق، ومن الناحية السياسية يأتي استياء طهران لأن الاتفاق الذي تم الوصول اليه كان في إطار مجلس الأمن الدولي، ولا مكان لايران فيه على الإطلاق، ولم يتم أخذها بعين الاعتبار أصلا.

وأضافت المعارضة الإيرانية الى أن وسائل الإعلام الناطقة باسم حكومة طهران، أشارت من خلال مقالاتها وتحليلاتها إلى هذا الأمر، معتبرة روسيا “الطرف الرابح في أحداث حلب” كما كتبت إحدى الصحف الحكومية الايرانية: “روسيا وبدراية خاصة دخلت ملف سوريا في أسرع وقت ولعبت دورا محوريا في معادلات سوريا كما دخلت في المفاوضات المباشرة مع امريكا بشأن سوريا وذلك بعد ان كانت قد عزلت سياسيا في ملف أوكرانيا، ووجدت روسيا مكانتها في معادلات الشرق الأوسط عبر دخولها في سوريا، وكان الروس الرابحين الحقيقيين في ملف سوريا”.

اقرأ أيضا: رسالة من سجناء سياسين إيرانيين لحلب

وبذلك يرى النظام الإيراني بأنه قد دفع الجزء الأكبر لتكاليف الحرب في سوريا عامة، وحلب خاصة، سواء من المقاتلين أو المال أو السلاح، ولم يتمكن من حصاد المرابح السياسية في ميزان القو‌ى الموجود حاليا، بحسب المصدر.

وترى المعارضة الإيرانية أن “السبب الآخر من خوف طهران تجاه الكشف عن دورها الإجرامي في سوريا، هو اشعال الغضب والحماس العميق الكامن في المجتمع الإيراني تجاه قتل الشعب السوري، والأطفال الأبرياء على أيدي قوات الحرس والمليشيات التابعة له”.

ووصفت صحيفة محسوبة على قوات الباسيج في الحرس الثوري الإيراني هذا الخوف قائلة: «أحد أهم أبعاد هذه الموجة الجديدة هو المحاولة للتأثير على أجواء إيران الداخلية … وتمهيد الطريق لحركات احتجاجية في داخل إيران تجاه تواجد المستشارين الإيرانيين في سوريا من أجل مساعدة قوى المقاومة والايحاء بان إيران هي وراء قتل المدنيين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *