هل سيدفع الأسد ثمن تمدد روسيا وطائفية إيران؟

هيومن فويس: حسام محمد
وصلت كتيبة الشرطة العسكرية الروسية إلى حلب قادمة من قاعدة حميميم الجوية، وذكرت وزارة الدفاع الروسية يوم 23 ديسمبر/ كانون الأول أن الكتيبة التي توجهت إلى حلب، قد نفذت قبل انتقالها إلى سوريا، سلسلة من تدريبات إضافية في أحد ميادين التدريب الروسية.
ومن ثم نقلت بواسطة طائرات النقل العسكري إلى حميميم، منوهةً بأن الكتيبة ستنفذ مهامها ضمن قوام “مركز المصالحة الروسي” العامل في سوريا، وستعمل على توفير أمن عناصر نزع الألغام الروس، وأمن المستشفى الميداني الروسي المتنقل وأمن القوافل الإنسانية.
الكتيبة الروسية تضم بحسب “روسيا اليوم” الروسية، ما بين 300 و400 جندي، والشرطة العسكرية الشيشانية متفرعة عن الجيش، وتعمل على الحفاظ على النظام والانضباط فيه، وكان قد أظهر تسجيل فيديو تدريبات قوات مشاة البحرية التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي على معدات جديدة قبل نشرها المحتمل في سوريا.
وتظهر الصور القوات الشيشانية، وهي تتدرب داخل ساحة التدريبات البحرية بالقرب من سيفاستوبول، على استخدام معدات وعجلات جديدة من بينها المدرعة الناقلة للأشخاص من طراز “بي تي آر 82 – المدرعة” وكذلك أطقم عسكرية حديثة، واختيرت القاعدة بسبب محاكاتها للقاعدة العسكرية الروسية في سوريا.
واستخدمت كذلك البزة العسكرية الجديدة “راتنيك” والمصممة لحماية الجنود والمجهزة بوسائل اتصالات تسمح بنقل الأوامر بين الوحدات القتالية، والبدلة أيضا مجهزة بسترة واقية وأجهزة رؤية ليلية ومصباح يدوي ومعدات تحديد الموقع عن طريق القمر الاصطناعي الروسي غلوناس.
من ناحية آخرى، وقع بوتين بحسب مصادر إعلامية روسية، أمر توسيع القاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس بشمال غرب سوريا كما أعلن الكرملين الجمعة في بيان، وقال الكرملين إن بوتين أمر بتوقيع اتفاق مع سوريا يؤدي إلى تنظيم “المسائل المتعلقة بتوسيع أراضي منشآت الأسطول الروسي في مرفأ طرطوس وتطويرها وتحديث بناها التحتية وكذلك دخول سفن حربية روسية إلى المياه والموانىء” السورية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو تستعد لتحويل منشأة طرطوس إلى قاعدة دائمة، دون أن تكشف عن الموعد الزمني لذلك.
تمدد روسيا سيطال عرش الأسد؟
بدوره، عقب القيادي في الجيش السوري الحر “محمد إقبال” على التمدد البري والبحري الروسي في سوريا بالقول: “موسكو حاولت مؤخراً وما تزال، التوسع قدر المستطاع في العمق الجغرافي السوري، خاصة في المناطق الحيوية البرية منها والبحرية، حتى وصلت السياسة الروسية في ذلك للعمل بشكل علني، ضاربة عرض الحائط بالأسد وطهران، ولكن تتحدث باسم النظام السوري، كونه المركب الذي يقوده بوتين لتحقيق مشروعه في سوريا”.
وأضاف “إقبال” في اتصال خاص مع “هيومن فويس”: موسكو تريد حماية مصالحها في سوريا التي تعتبر أحد أهم المساحات الجغرافية في الشرق الأوسط، وهذا ما دفعها للتدخل العسكري في سوريا كطرف أساسي في الحرب المستمرة ضد الشعب السوري.
ورأى القيادي في الجيش السوري الحر، بأن بوتين يريد تشكيلات عسكرية تحمي مصالح موسكو في سوريا، وأن أول تعهد لفصائل الثورة السورية في ذلك، بما فيه حماية الموانئ التابعة لموسكو في سوريا، وكذلك قواعدهم العسكرية، سيكون مصير الأسد قابل للتفاوض وموضوع على الطاولة للنقاش.
أما قائد ألوية الفرقان في سوريا “محمد الخطيب” فقال عبر حسابه الخاص في مواقع التواصل: “لن نخوض في غمار ورقة سياسية لم ندعى إليها أو نستشر بها، وعلى كل من يقبع في أنقرة التذكر أن هناك قطعة أرض في الجنوب تتبع لسوريا، بل هي صلب سوريا ومفتاح تحريرها، لذا لن نكون شهوداً على شيء لم نره بأم أعيننا ولن تهتز رؤوسنا بالموافقة فقط دون أن نعترض على شيء خوفاً من التهديدات والاغتيالات والقتل فما خرجنا أعزة كرماء لنخشى الموت وما بنينا ما نخشى فقدانه.. إما أن نكون واضحين وضوح الشمس في رابعة النهار مع أهلنا وشعبنا وإلا فنحن شركاء في جريمة”.
طائفية إيران سترتد سلباً على الأسد؟
أما العقيد المتقاعد “فاروق” فقال لـ “هيومن فويس”: الحقيقة التي لا يدركها الأسد بأن طهران ستشكل من خلال مشروعها الخاص في سوريا خنجراً مسموماً لن ينجو الأسد منه مستقبلاً، والمشروع الإيراني في سوريا “التشييع” لن ينجي الأسد من المهلكة بل سيعجلها، وقد يكون ذلك على يد حليف الأسد.. بوتين.
وأضاف الضابط المعارض في حديثه، الخلاف الإيراني الروسي، سيرتد إيجابا على المعارضة السورية ليس الأن ولكن خلال الأشهر القادمة، بعد أن يتعمق الخلاف مع طهران، وما سيعزز هذا هو التوافق والإجماع العربي والدولي بعدم السماح للهلال الإيراني بغزو المنطقة، وبالتالي فأن الأسد سيصبح “فرق عملة” بين حليفه الديني “إيران” وحليفه العسكري “موسكو”، الأمر الذي سيجعل موسكو تتوافق مع دول الجوار وخاصة تركيا، بضرورة إزاحة الأسد، على حد وصفه.