مدارس ومساجد للتجنيد بالفيلق الخامس

هيومن فويس: أحمد الدمشقي
لم يكتفي النظام السوري بالدعوات إلى الانضمام إلى قواته المسلحة عبر منابر المساجد في مختلف المناطق، خاصة تلك التي تم إفراغ قوات المعارضة منها مؤخراً، مستخدماً الغطاء الديني للترغيب في ذلك، بل اتجه نحو المدارس بتوجيه تعليمات للكوادر التعليمية، للحديث عما يسمى “الفيلق الخامس” أو ما بات يعرف بـ “فيلق الاقتحام”، داعياً طلاب المراحل الثانوية للانضمام الى هذا التشكيل المستحدث ضمن رعاية وتسليح روسي.
تأسيس الفيلق الخامس اقتحام جاء عقب التقدم الكبير للأسد والإيرانيين والروس في مدينة حلب التي صمدت لسنوات في وجه الحملات العسكرية المتتابعة، والتي خسر خلالها الأسد الألاف من جنوده، ومن الميليشيات المشاركة معه.
وفور الإعلان عن تشكيل الفيلق قامت شركات الاتصالات التي يسيطر عليها رامي مخلوف ابن خالة بشار الأسد بحملات مكثفة عبر الرسائل النصية والإعلانات الموجهه للمواطنيين تدعوهم للانضمام للفيلق في مقابل ميزات مادية كبيرة بالإضافة للميزات الأمنية التي تتمتع بها قوات النظام أصلا، كما يحصل المنضمون على ميزات أخرى لدى شبكات الخليوي حال انضمامهم للفيلق.
بالتزامن مع ذلك، انبرى خطباء وأئمة النظام للدعوة إلى الانضمام للفيلق للمشاركة في تحرير سوريا حسب تعبيرهم للتحول خطب الجمعة الجمعة الفائتة إلى محاضرات حزبية بقالب ديني، ما أثار حفيظة المصلين وانتقادهم لهذه الاساليب المتناقدة مع دعاية النظام المفضلة لنفسه على أنه علماني يفصل الدين عن السياسة وشؤون الدولة.
وفي هذا السياق قال الناشط “أحمد البيانوني”: هذه الخطوة تهدف إلى رفع تعداد قوات النظام لأكثر من ثلاثمئة ألف مقاتل وترفيع بشار الأسد إلى رتبة “مشير”، وهو أمر فخري لا يؤثر على المعادلة العسكرية، لكنه يعتقد أنه سيرفع من معنويات مؤيديه المتشددين.
وأضاف البيانوني أن المستهدف الأول للفيلق هم المتخلفين والمطلوبين للاحتياط في مناطق المعارضة والبالغ عددهم فقط في مدينة التل بريف دمشق على سبيل المثال 600 ألف مطلوب، ومجرد الانضمام للفيلق تتم تسوية وضع المطلوب ويتحصل على قرابة مئة ألف ليرة سورية كراتب شهري.
أما “ع.ل”، وهو شاب علق في الخدمة الإلزامية منذ سبع سنوات، جراء قانون الاحتفاظ عقب اندلاع الثورة فيقول: الأمر متعلق بالدرجة الاولى بالأعداد الكبيرة من الجنود الذين أتموا أكثر من خمس سنوات في خدمة العلم، والذين بدأ تململهم يظهر للعلن في ثكنات الجيش وبشكل كبير جداً.
وأضاف، انضمام أعداد كبيرة لقوات النظام يفسح المجال أمام تسريح عشرات الآلاف من المجندين وضخ دماء جديدة في عروق الجيش المتهالك بالتزامن مع البحث عن مخرج سياسي من قبل الروس الحاكمين الفعليين للمؤسسة العسكرية حالياً وبالتنسيق مع إيران التي تقود الميليشيات الطائفية وتستغل نفوذها الكبير على أتباعها من ضباط الجيش وعناصره.
في حين لم تصدر أية ردود فعل من الأمم المتحدة أو المنظمات المعنية بحقوق الأطفال التابعة لها كـ “اليونيسيف” على استخدام المدارس كمنصة للدعوة إلى حمل السلاح، وما يحملة ذلك من أثر على عشرات الآلاف من الأطفال والقصر فيما لم تلقى هذه الدعوات أي آذان صاغية لها إلا عند القلة القليلة من الشباب ممن ضاقت بهم السبل بسبب ملاحقتهم المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية واستحالة متابعة الحياة في ظل الظروف الحالية.