ملفات إنسانية

قطر تنتفض لحلب..وأسديات يتفاخرن بتدمير وطنهم

هيومن فويس: يمنى الدمشقي

نُظمت فعالية كبيرة في إحدى ميادين “قطر” بهدف جمع تبرعات لإغاثة الأهالي المهجرين قسرياً في حلب الشرقية، ولاقت الفعالية إقبالاً كبيراً من الشعب القطري، الذي تبرع بكثير من ممتلكاته الشخصية، سواء نقداً أو عبر التبراع بالسيارات الفارهة، في حين تبرعت سيدة قطرية بكامل مجوهراتها بالإضافة لعدد من الملابس.

ووصل إجمالي التبرعات إلى ما يزيد عن 250 مليون ريال قطري، وهو قد تكون هي أعلى نسبة تبرعات قد جمعت للشعب السوري، وشارك في الفعالية عدد من الإعلاميين والصحفيين ورجال الأعمال من مختلف الجنسيات، وتنوعت دعوة هؤلاء للتبرعات سواء عبر منصاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الإعلام المرئي.

الإعلامية “فاطمة التريكي” كتبت مثنية على الحملة، “قطر ألغت الاحتفال بعيدها الوطني وهو يوم مهم عندهم، واستبدلوه بيوم شعبي للتضامن وجمع التبرعات لأهل حلب”، وأكدت أن التجاوب مع الحملة كان غير مسبوق.

تبرعات عينية من قطر للسوريين في حلب

على الجانب الآخر، أثنى سوريون الخطوة التي يشكر عليها الشعب القطري، وطالبوا القائمين على التبرعات بعدم تسليم هذا المبلغ الضخم لأي جهة سياسية أو عسكرية لا يثق فيها الشعب السوري، راجين منهم أن تذهب لمنظمات مسؤولة وأمينة عليها، بينما خشي آخرون أن يكون مصير هذه التبرعات كالكثير غيرها، أن يجهل الجميع كيف صُرفت.

وفي الوقت الذي كان الجميع مشدوداً لمتابعة عداد التبرعات بغصة، تلتفت عيونهم إلى مشهد آخر مشهد لا يقل بشاعة عما نشاهده يومياً، وهو صورة لمجموعة من الفتيات السوريات يقفن على أطلال مدينة حلب المدمرة ويلتقطن صور سيلفي! لعل ما يؤلم في كل هذا هو الانفصال الغير معقول عن الواقع من قبل هؤلاء الفتيات.

كيف تمكن من يعيش على ذات الأرض، ويمر بنفس الحرب أن ينخلع عن إنسانيته بهذه الطريقة ويهلل ويصفق للقاتل دون أي حرمة للدماء التي سفكت وللشعب الذي هجر، بينما ترى شعوباً أخرى لم ترى من الحرب سوى ما تعرضه شاشات التلفاز كالشعب القطري الذي آثر أن يتخلى عن يوم هام في تاريخه ويعيش المأساة ولو لساعات لمساعدة منكوبي حلب.

مواليات للأسد .. سليفي على أنقاض الوطن

وكتب زياد “ماذا سيقول هؤلاء للتاريخ! هل بقي عار في البشرية لم يقترفه أتباع الأسد ليثبتوا أنهم بلا شرف أو إنسانية” ولعل المشهد الأغرب والأقسى في الأمس كان مشهد تظاهرة في إسرائيل أمام السفارة الروسية خرجت تضامناً مع حلب وطالبت بإيقاف المجازر فيها، ونحن هنا لسنا بصدد مباركة هذا العمل من عدمه بمقدار ما أننا بصدد الصدمة من الانحلال الأخلاقي الذي وصل إليه مؤيدو الأسد من تجاهلهم التام وتعاميهم عما يجري في بلادهم، والتفاتهم لمباركة الغزو الروسي الإيراني لها أو التصفيق لإنجازات الأسد في تهجير السكان وإفراغ المدن من أهلها”.

أما الشاب رائد فعقب، “لا أستوعب كيف يمكن لفئة من الناس أن ترقص يومياً على احتلال أرضها وسفك عرضها ونهب خيراتها، إنهم كمن يبيع شرفه ثم يبارك لمن انتهكه”، بينما عبرت زينة عن وجهة نظرها، “كلما احتضرت كذبة الشعب الواحد فينا نحاول إنعاشها لنبقى على أمل ولو ضئيل أننا قد نكون شعباً واحداً بحق في يوم من الأيام.

ليظهر لنا مشهد من قبيل هذا المشهد ينسف هذه الأكذوبة، في الحقيقة لقد ولى زمن الشعب الواحد وبتنا ننتظر الإنسانية فقط أن تنتصر لنا بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين”، على حد وصف رائد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *