بين مؤيد ومعارض..حرق الحافلات في إدلب يحدث انقساماً

هيومن فويس: يمنى الدمشقي
أقدمت جبهة “فتح الشام” في التاسع عشر من شهر كانون الأول ديسمبر، على حرق خمسة باصات خضراء كانت متجهة لنقل جرحى كفريا الفوعة، حرق الحافلات الذي اعتبرته العديد من المصادر خرقاً للاتفاق الإيراني الروسي – التركي، الذي كان من المفترض أن يتم على مراحل عدة ويقضي بإخلاء بلدتي “كفريا والفوعا” الشيعيتين في إدلب مقابل إخلاء الأهالي المحاصرين في حلب الشرقية من قبل النظام وروسيا وميليشيا حزب الله، في حين شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انقساماً للفعل بين مؤيد له ومعارض.
ونشر التلفزيون الرسمي التابع لنظام الأسد خبراً مفاده أن مجموعات مسلحة حرقت عدداً من الحافلات المتوجهة لإجلاء المدنيين من كفريا والفوعة، في حين أكدت مصادر معارضة أن جبهة فتح الشام أحرقت الباصات وتواردت أنباء عدة عن الأسباب التي دعت الجبهة للإقدام على حرق الباصات، ومنها عرقلة إخراج أهالي كفريا والفوعة الذي سيعود بنتائج عكسية على المدنيين في حلب لمنع خروجهم.
إلا إن مصادر آخرى تحدثت أن الجبهة أرادت أن تنفذ قرارات خارجة عن السياسة التركية لفرض نفوذ ورأي لها، بينما اتهمها آخرون بأنها تنفذ سياسة الممولين.
وذهب الكثير من الناشطين السوريين لاتهام جبهة “تحرير الشام” بأن ما قامت به “إرهاب” لا يختلف عن إرهاب الأسد، وهي بذلك غامرت بحياة عشرات الآلاف من أهالي حلب الذين سينتقم النظام منهم، ونشرت “لونا صفوان”، وهي صحفية لبنانية “فتح الشام والنصرة والنظام وداعش والإيرانيين وجهان لعملة واحدة ستأخذ سوريا إلى الدمار، هم الذين خربوا الثورة السورية وسرقوها”، على حد وصفها.
في حين أصدرت فصائل في الجيش الحر بياناً استنكرت فيه ما قامت به الجبهة، وجاء في نص البيان “إن فصائل الثورة السورية في مدينة حلب تعد العمل الفردي الذي قامت به أفراد غير مسؤولة حول قريتي كفريا والفوعة إجراماً بحق الثورة السورية ومقامرة بمصير أهلنا الصامدين المتضررين في حلب”.
ونشر الكاتب والصحفي “إبراهيم الجبين” على صفحته الشخصية في فيس بوك مستنكراً، “من المفارقات، إحراق الباصات رمز التهجير، والتنديد بإحراق الباصات رمز الإنقاذ من الحصار”، وكتب محمد علوش “إن حرق الباصات الخضر ليس من الرجولة في شيء، إنما يدل على استهتار ولا مبالاة بأرواح مدنيي حلب المحاصرين، خاصة أنه ما من أحد قد استطاع إيقاف آلة القتل ضدهم، وكسر الحصار عنهم، والجميع كانوا في موقف ضعف تجاه الحصار المفروض عليهم”.
بينما أنكر مؤيدون لجبهة فتح الشام أنها هي من قام بحرق الباصات متهمين بذلك المدنيين من أهالي إدلب بالعملية ونشر أحدهم مؤنباً “ماذا سنقول لمحاصري حلب عن السبب الذي دفعكم لحرق الباصات، في كل أمر توجهون اتهاماتكم للنصرة”.
أما الكاتب “حكم البابا” كان له رأياً مغايراً لما حدث إذ أيّد ما قامت به الجبهة، وقال: “أنا بفهم عنا رهائن عند النظام بس ايمتى السوريين بكل مكان ما كانوا رهائن عند النظام ومعرضين للقتل والتعذيب، والرد على الرمز المهين الذي تشكله الباصات الخضر للسوريين بإحراقها، مع كل تعاطفي وإحساسي بالحرقة لما يجري في حلب ورغبتي بخروج أهلها سالمين بس أنا ما قدرت ما حس بالشماتة وأنا عم شوف باصات الذل الخضراء شاعلة فيها النار”.
وعبر الصحفي “عدنان علي” عن وجهة نظره على صفحته قائلاً: “طبعاً حرق الباصات في إدلب عمل أحمق يطيل محنة الرهائن في حلب بلا فائدة، لكنه يظل أخف بكثير من احتجاز الحافلات في الراموسة وقتل بعض ركابها وسلب الآخرين وإذلالهم”.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً نسب عبد الله المحيسني جاء في مختصر كلمته فيه “هنالك أربعين ألف مسلم في حلب لم يمكنا الله من فك حصارهم واضطر القادة مكرهين للتفاوض من أجل ذلك واتفقوا على إخراج عدد من أهالي كفريا والفوعة لا يمثلون عشر من سيخرج من حلب، ولما رأوا اشتداد أزمة الأهالي في حلب ولأن القضية لا تؤخذ بالعواطف أبرموا الاتفاق وبدؤوا بإخراج أهالي حلب، وماحصل من إحراق للباصات مخالف للعهد الذي أبرم، وأدعو من قام بهذا الفعل أن يتقي الله في أهلنا في حلب”.