بـ “الصور” حلب.. حكاية شعب بآلامه وآماله

هيومن فويس
ما زالت الباصات الخضراء وسيارات الإسعاف تجلي ألاف المدنيين السوريين المحاصرين داخل أحياء الشرقية، نحو ريف المحافظة الغربي، وسط حالة من الحزن الشديد سادت بين العائلات المهجرة قسرياً من منازلها وأحياء، والتي حولها الطيران الروسي طيران الأسد إلى أثر بعد عين.
وفي الوقت الذي يتلقى فيه المصابون الرعاية الطبية الأولية في عربات الإسعاف، يذرف العديد من المدنيين، الذين يمثل النساء والأطفال معظمهم، دموعا تمتزج فيها فرحة النجاة من موت كان يتربص بهم كل دقيقة، ومرارة مغادرة مدينتهم دون معرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من العودة إليها يوما ما
يعيش مغادرو أحياء شرقي حلب التي حاصرتها قوات النظام على مدار أشهر، فرحة الوصول إلى الأمان النسبي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، بريف حلب الغربي، إلى جانب مراراة مغادرة مدينتهم
وعلقت صحيفة “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها على سقوط مدينة حلب السورية، مشيرة إلى الأطراف التي أدت دورا في تعميق مأساة سكانها.
وتقول الافتتاحية: “كانت مشاهدة سقوط المدينة السورية العريقة حلب مؤلمة، فقد ذكرت تقارير أن المدنيين، الذين نجوا من أسابيع من القصف المستمر، تعرضوا للتصفية على يد قوات حكومة بشار الأسد، وهم يحاولون الفرار من مناطق القتال، وقتل بعضهم أثناء عمليات البحث في البيوت، وتمت محاصرة الآلاف منهم، دون طعام ولا ماء ولا مأوى”.
أوباما، الذي طالب الأسد بالخروج من السلطة عام 2011، لم يقم بما فيه الكفاية ليجعل من هذا الطلب حقيقة، وربما لم تكن لديه القوة لجعله يتحقق، على الأقل، بثمن مقبول من الأمريكيين والكونغرس، الذي رفض تمرير قرار يعطي أوباما السلطة لشن حرب ضد حكومة الأسد، وأدى تردد أوباما بالمصادقة على عمل عسكري مباشرة إلى تحديد الدعم للمعارضة، والكفاح من أجل تحويل مقاتليها إلى قوة فاعلة على جبهة القتال