ترجمة

ساندي مورننغ هيرالد: نهاية اللعبة المأساوية في حلب

ترجمة هيومن فويس: ساندي مورننغ هيرالد – أسامة نتوف

من بقي فيها منقسمون بين المجموعات المدعومة من قبل أمريكا، والذين يريدون صفقة الخروج الآمن والمتشددين الإسلاميين الذين يريدون القتال حتى الموت “نحن على وشك الموت أو الاعتقال”.

ذلك هو التشخيص المأساوي لآلاف الثوار المعارضين للأسد، وللعاملين في الحقول الإنسانية وللأطفال والكبار الذين بقوا في حلب حيث أطبقت القوات السورية المدعومة روسياً الخناق على المدينة.

شع القليل من الأمل لدى الأهالي العالقين تحت القصف الجوي والأرضي،  يوم الاثنين أواسط كانون الأول الجاري، إثر محاولة أميركا فتح ممر آمن إلى خارج حلب تحت رعاية الأمم المتحدة.

ولكن سرعان ما رفضت موسكو الاقتراح الأميركي، بحجة أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق فأمريكا ما زالت مصرة على “شروط غير مقبولة”؛ كما أقرت مصادر دبلوماسية في جنيف أن التقدم في هذا الاتفاق كان بطيئا.

فطالما نكث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من مرة وعوداَ وصفقات لإيقاف إطلاق النار، مخجلاَ واشنطن وتاركاَ أولئك العالقين في حلب لمصيرهم الرهيب بأيدي القوى السورية التي تتبع سياسة الأرض المحروقة.

ويعتقد محللون أن التقارب الذي يجمع بين بوتين وترامب الرئيس الأميركي المنتخب شجع بوتين ليمضي بقوة أكبر في حلب، لاسيما أن ترامب قال أكثر من مرة بأن سياسية أميركا في سوريا لاتعجبه، خاصة بما يتعلق بدعم الثوار المعارضين للأسد.

فبحسب رؤية ترامب فعلى الأسد وروسيا وأنصارهما أن يقضوا على الدولة الإسلامية على أقل تقدير.

إن المؤشرات الدالة على ما ستكون عليه السياسة في السنة القادمة تشير إلى أن ترامب ومرشحه لوزارة الخارجية ريكس تيلارسن – الحاصل على وسام الصداقة من بوتين عام 2013-،سوف يعطيان الحرية لروسيا لتعيد الهجوم على كل المجموعات الثورية المعارضة للأسد في سورية، وليس فقط  ضد الدولة الإسلامية؛ ووفقاً لذلك تتجه الأنظار نحو الوضع الإنساني إثر ارتفاع المخاوف السياسية.

وتشير التقارير التلفزيونية الصادرة عن النظام السوري أن أكثر من 70000 من سكان حلب الشرقية الذي يقدر تعدادها بـ 275000 قد فروا في الأيام الأخيرة، وأغلبهم ذهبوا إلى حلب الغربية الخاضعة لسيطرة النظام

فيما بقي الذين في الداخل منقسمين بين المجموعات المدعومة من قبل أمريكا التي تريد صفقة الخروج الآمن، والمتشددين الإسلاميين الذين يريدون القتال حتى الموت.

وبينما يجتمع الدبلوماسيين في جنيف لإيقاف النزيف في حلب إثر الهجمة الأخيرة، فإن الخيار الوحيد والصعب المتاح أمام الأهالي كما قال محاسب المجلس الطبي المحلي ياسر حميش لنيويورك تايمز ” أن نواجه المستقبل المحفوف بالمخاطر الذي ترسمه أيدي قوات بشار الأسد”

حيث تشن قوات النظام وقوات الشيعة الإيرانية حرباً بدعم صريح من موسكو، يقتل بسببها المدنيون وتدمر منازلهم، وتحاول قوات الأسد العلوية أن توقف انتفاضة مجموعات الثوار السنة بشكل رئيسي، – بعضهم يدعم بشكل غير رسمي من الولايات المتحدة ولكن الآخرين هم أقرب للدولة الإسلامية-.

كلفت الحرب أكثر من 400000 قتيلا في سورية منذ آذار 2011 حسب الأمم المتحدة كما صار الملايين مشردين، وعشرات الآلاف هربوا إلى الأراضي الأوروبية.

وحيث الاشتباكات في حلب مع قوات الأسد، يضعف تركيز الأخيرة على المعركة في أمكنة أخرى، وخصوصاً في المدينة القديمة في تدمر حيث تدور معارك مع الدولة الإسلامية التي صرحت أنها أعادت السيطرة عليها، كما يؤدي العجز عن توقع المستقبل في الدولة الجارة العراق إلى نتائج مقلقة.

أحدث الحشد العراق الشيعي إلى حد كبير، تقدماً راسخاً تنظيم لدولة خارج ثاني أكبر مدينة في العراق، الموصل، وبينما تصرح الولايات المتحدة أن الحكومة العراقية وحلفاءها قتلوا أكثر من 2000 مقاتل من الدولة الإسلامية في الموصل منذ أخذت المجموعة الإرهابية المدينة منذ سنتين، يقاتلهم الثوار السنة من جديد.

ولزيادة الطين بلة، حتى لو أخذت الحكومة العراقية الموصل، يجب عليها أن تبقى تتعامل مع المقاتلين الأكراد الذين قاتلوا جنبا إلى جنب القوات الرسمية وأن يبقوا ملتزمين بقيام دولة كردية مستقلة في الشمال، حيث لا بغداد ولا تركيا يريدان ذلك.

وكانت  مجموعة الأكراد الانفصاليين الذين يدعون ” صقور الحرية الكردية ” صرحوا بمسؤوليتهم عن الانفجار المزدوج الذي خلف 39 قتيلا خارج ملعب كرة قدم في استانبول يوم الأحد.

إذن الأزمة عبر الشرق الأوسط تصبح أكثر تعقيداً وخطورةً للولايات المتحدة وحلفائها كاستراليا، وهناك قلق واضح من أن صداقة ترامب مع روسيا سوف تعرقل فضلاً عن أن تبحث عن احتواء المشكلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *