لماذا توقف التهجير عند حدود خان الشيح؟

هيومن فويس: سما مسعود
يجمع المراقبون للشأن السوري أن بُغية نظام الأسد من تهجير السوريين من طوق العاصمة دمشق، هو تمكين الدول المساندة للأسد من العاصمة، عبر إحداث تغير ديمغرافي في المنطقة بإحلال ساكنين جدد من شتات العالم موالين للأسد بدلاً من أصحاب الأرض الثائرين عليه.
في مشهد أقرب ما يكون لتهجير أهالي فلسطين من قبل إسرائيل، ما يثير الانتباه في مشهد التفريغ والتغير الديمغرافي هو توقفها عند حدود خان الشيخ في أقصى الريف الغربي لدمشق، مستثنية مدن وبلدات تصل بحدودها الجغرافية مع الجولان السوري المحتل –بيت جن والضيع القريبة منها والتي تعتبر خارجة عن سيطرة النظام منذ سنتين.
تمتلك البلدة الجبلية الريفية حدوداً مع الجولان السوري المحتل، وجروداً جبلية باتجاه اللبنان، كما أنه من الممكن الوصول لريف درعا الشمالي بسلوك طرقاً وعرة، ووفق ما ذكر أحد المجندين الذين خدموا في تلك البلدة فإن أقرب مسافة كانت تفصل بين المجند السوري والمجند الإسرائيلي قرابة 100 متر فقط.
ويرى العميد “صلاح بسيرني” وهو ضابط طيار انشق عن نظام الأسد بداية الثورة السورية، سبب استثناء البلدة وماحولها من عمليات التهجير القسري يرجع إلى الطبيعة الجغرافية للبلدة من جهة، وكونها في أقصى الشمال لريف دمشق الغربي فخروجها عن سيطرة النظام لاتؤثر عليه كونه نظام بجيش مشرد متهلهل.
وشرح العميد بسيرني في حديث خاص مع هيومن فويس :”إن الحدود الإسرائيلية خط أحمر، فلن تسمح اسرائيل لأحد أن يقترب من حدودها قيد أنملة، وليس من مصلحة نظام الأسد المشتت المهلهل أن يوجد بلبلة على الشريط الحدودي مع إسرائيل”.
في الأثناء ينظر العديد من المراقبين للوضع السوري الإسرائيلي المنطقة – حرم للحدود الإسرائيلية لاغير- فهل يجعل هذا الوضع البلدة تحت الوصاية الإسرائيلية بطريقة غير مباشرة؟ وهل يشير كلام السفير الإسرائيلي في جلسة الأمن في 12 من كانون الأول – ديسمبر الجاري، حين حاول اظهار إنسانية بلاده مقابل توحش الأسد، إلى البحث عن نوع من القبول الإنساني على أقل تقدير في عيون السوريين؟