طهران تستعرض عضلاتها في حلب

هيومن فويس: هبة محمد
كشفت تقارير صادرة عن المعارضة الإيرانية أن قادة الصف الأول في القوات المسلحة الإيرانية اتفقوا على حسم معارك الشمال السوري قبل حلول العام الميلادي الجديد، وعلى هذا الاساس تحرك كبار قادة قوات الحرس الثوري الإيراني، واستنفروا جميع القوى العسكرية لدى فيلق القدس، وأرسلوا مئات العناصر من قوات الباسيج وقوات الحرس من إيران وافغانستان والعراق إلى مدينة حلب.
وبحسب تحليل خبراء في شؤون الشرق الأوسط إن تحرك حكومة طهران السريع جاء بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتمديد العقوبات من قبل كلا المجلسين الأمريكيين الكونغرس والشيوخ، وفرض توقيع العقوبات على أوباما، الأمر الذي يطرح فرضية أن يقوم ترامب بالمفاوضة مع بوتين، وتجاهل ايران، وبالتالي ستكون حكومة طهران هي المتضرر الوحيد، وبناء على ذلك عمدت إيران على تصعيد جنوني في ارسال قواتها الى سوريا، وحسم معركة حلب بحسب المصدر.
تبع ذلك تدفق مجموعة كبيرة لكبار قادة قوات الحرس الثوري الإيراني بمن فيهم “قاسم سليماني” وكبار ضباط الأركان لدى فيلق القدس، إلى الأراضي السورية، بهدف تعزيز معنويات مقاتليهم والميليشيات التابعة لهم، والسيطرة على سير العمليات العسكرية في حلب.
حكومة طهران التي تستثمر الشيعة في مخططها، وتعمل على تجييشهم لحشد الطاقات من أجل ما أسمتها بـ “الحرب الدينية المقدسة” قامت باستغلال “أربعينية الإمام الحسين” وأرسلت قسم من القوات إلى العراق، ليتلقوا تدريبات عسكرية هناك، ضمن معسكر “أشرف” في محافظة ديالى العراقية، والقسم الآخر تم ارساله بشكل مباشر الى الأراضي السورية، عبر شركة الخطوط الجوية “ماهان” من المحافظات الايرانية الجنوبية إلى سوريا بحسب المصدر.
ثلاثة آلاف قتيل إيراني رسميا
كشف النظام الإيراني من خلال الصور التي نشرها لقتلاه قبل نحو شهر على طريق مدينتي كربلاء والنجف في العراق، عن عدد قتلى ميليشياته في سوريا، والذي وصل إلى 3 آلاف قتيل بأقل تقدير، حيث تحاول طهران أن تستغل طقوس المذهب الشيعي لتأجيج الطائفية ومآربها السياسية، وذلك أثناء زيارة الآلاف للمراقد الشيعية المقدسة في العراق.
قوات التعبئة “البسيج” في طهران أعلنت بدورها أنها تمكنت من إلصاق ثلاثة آلاف صورة لـ “مدافعي الحرم” على طريق كربلاء والنجف تذكاراً لهم، وهو الطريق الذي يمرّ منه آلاف الزوار مشياً على الأقدام في أيام “الأربعين الحسينية”.
خامنئي يغير أدوار اللاعبين في الملف السوري
أكدت المقاومة الإيرانية في تقارير لها تنصيب العميد “غلام حسين غيب برور” قائدا عاما لقوات الباسيج في سوريا، خلفا لـ اللواء “محمد رضا نقدي” الذي أقاله خامنئي عقب خدمة دامت لـ 9 سنين أمضاها على رأس قوات الباسيج.
ووفقا لمنظمة إيرانية معارضة فإن الولي الفقيه “علي خامنئي” عيّن الجنرال الحرسي “غيب برور” قائدا عاما لقوات الباسيج في سوريا، بعد أن كان يشرف على مقر “قوات الحسين” التابعة للحرس الإيراني في حلب، كما ترأس قبل ذلك لنحو 11 عاما قيادة “فيلق فجر” في محافظة فارس، فيما سبقت هذه الفترة توليه منصب مساعد شؤون التدريب بالقوة البرية التابعة للحرس الإيراني.

وكان “برور” قد عيّن كقائد لقوات الحرس في سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2015، من قبل القائد العام لقوات الحرس الإيراني اللواء الحرسي “محمد علي جعفري”، وذلك خلفاً للواء حسين همداني الذي يعتبر أول قائد مشترك للقوات الإيرانية والميليشيات الشيعية في سوريا، وقُتل في 8 من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، في ريف حلب.
محمد رضا نقدي، قائد قوات التعبئة المعزول، كشف سابقا خلال تصريح صحفي لإحدى صحف الحكومة الإيرانية أن حسين همداني، قد استشاره في الأشهر الأولى من بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد، حول تأسيس قوات تعبئة “باسيج” على الأراضي السورية، مضيفاً أن “همداني كان متردداً في قراره لكنني قلت له لا تردد، هذا هو الحل الوحيد”، وبذلك تم تأسيس قوات الباسيج بحسب المصدر.
اقرأ أيضا: معسكر رقيّة .. لإدارة الحرب السورية ايرانيا
وقال قائد قوات الباسيج الأسبق خلال تصريحه للصحيفة أن “الانتصارات العسكرية في سوريا ضد المعارضة بدأت مع تشكيل الميليشيات الباسيج السورية”، مشيرا إلى أنها نسخة من الباسيج في إيران، وأن “النظام السوري لم يكن يتصور أنه يمكن تشكيل قوات من المدنيين يمسكون بالسلاح ويشاركون بالحرب”.
وأشارت تقارير المعارضة الإيرانية: إلى أن ما يعرف بالشبيحة في سورية هم “ميليشيات مشابهة لقوات الباسيج في إيران تابعة للحرس الثوري ومعروفة في قمعها وإرهابها ضد أي تحرك معارض للمرشد خامنئي داخل البلاد.
اقرأ أيضا: مقتل 50 جامعي من الباسيج في سوريا