لاجئون

سوري لم يكمل الثانوية يطور “واتساب”

هيومن فويس: أماني محمد

لأن سر النجاح يكمن في الدوافع والإرادة، قلائل هم من يتمكنون من الوصول لأهدافهم ولا يستسلمون للعقبات والمحن والأزمات.

” أبو صدام ” كما يعرفه الناس هو شاب سوري ينحدر من محافظة درعـا لم يتجاوز الثلاثين عاماً استطاع بقدراته العالية أن يحقق نجاحات كبيرة على الرُغم من تركه لدراسته باكراً وذلك بسبب ضروف أسرته المعيشية والتي أجبرت والده على تدريس أخته الصغرى عوضاً عنه في بلاد الإغتراب حيث تكاليف الدراسة باهظة.

“الرفاعي” تحدث عن بدايات عمله في تطوير البرمجيات قائلاً “درست لغاية أول إعدادي في بلدتي صيدا التابعة لمحافظة درعا,ولأسباب عائلية انتقلنا لدولة الإمارات ,مصاريف الدراسة كانت مكلفة بعض الشيء قررت أن اترك دراستي كي تستطيع أختي إكمال دراستها لأخفف الأعباء على عائلتي ,حينها كنت مولعاً بعلوم الحاسوب”.

من خلف شاشة الحاسوب شق الرفاعي طريقوه تحدى ضروفه ليدخل عالم الحاسوب فكانت البداية في تصميم الفيروسات وبرمجتها والاختراق ,وقد قاده لذلك للعمل في عدة محطات تلفزيونية.

يكمل الرفاعي حديثه ” قررت العودة إلى سوريا مع إندلاع الثورة في بداياتها والبدء هناك من جديد , إلا أن الحظ لم يحالفني فقد تعرضت لإصابة خطيرة وتم نقلي للعلاج داخل الأردن لعدم وجود سُبل للعلاج في المناطق الثائرة لكن هذا لم يثبط من عزيمتي ,إصابتي لم تقف عائق أمام إنجاز عملي”.

يتابع أبو صدام ” كنت ادخل شبكة الإنترنت لساعات متواصلة خلال فترة العلاج وذلك لتعلم لغات البرمجة وطرق تحديث وتطوير وتعديل البرامج, وبعد إتقاني لها دخلت عالم الواتس أب وبدأت بالعمل على تحديثه وتطويره كان نتاج ذلك برنامج الواتس أب بلس حيث أضفت ميزات جديدة ومميزة على التطبيق وقد لقي رواج كبير وأصبح مصدر رزق لي ولأسرتي “.

خصص الرفاعي كامل وقته للنسخة المطورة من برنامج الواتس أب ليتعدى مبرمجين لهم سنين في عالم البرمجة بوقت قصير, زوار موقعه وعدد تحميلات نسخه من واتساب بلس تعدت الملايين شهرياً, وبات موقعه يحتل مراتب متقدمة عالمياً في هذا المجال, فالزوار من جميع دول العالم بشكل متكرر ويومي ,حقق ارباح جيدة في هذا العمل سمحت له بإعالة نفسه وعائلته وبعض العوائل السورية التي لا معيل لها.
من مصمم فيروسات وهكر و كنترول في محطة تلفزيونية إلى مطور لأهم برامج التواصل الإجتماعي, من أصول بسيطة وعمل بسيط بدأ بداية عظيمة دون كلل أو ملل عمل .

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *