جيش الأحرار .. توحد أم انشقاق؟

أعلنت كتائب وألوية منضوية تحت قيادة حركة أحرار الشام الإسلامية اليوم، اندماجها في تشكيل واحد تحت مسمى “جيش الأحرار” في العاشر من شهر كانون الأول – ديسمبر، مسندةً قيادته للقائد العام السابق في الحركة المهندس أبو جابر الشيخ.
وجاء الإعلان عن التشكيل سعياً لوحدة الصف في الحركة، وزيادة الفاعلية العسكرية في الساحة لرد العدوان الصائل، حسب ما أوضحت الحركة في بيان التشكيل الجديد.
وعلّق “أبو جابر الشيخ”، على الجيش الجديد، بتغريدة، قال فيها: “أسأل الله أن يقر بهذا الجيش أعين المستضعفين ويفك به أسر المحاصرين ويدفع به عدوان الصائلين”.
وأكد “الشيخ” أن “جيش الأحرار، نواة اعتصام، ولن يكون مشروع انشقاق عن الحركة، فالحركة بيتنا فيها تعلمنا الاعتصام والتضحية والعطاء”.
وضم جيش الأحرار كلاً من الألوية والكتائب التالية ” لواء التمكين، لواء عمر الفاروق، لواء أحرار الجبل الوسطاني، لواء أجناد الشريعة، لواء أنصار حمص، كتيبة أبو طلحة الأنصاري، الجناح الكردي، كتيبة حمزة بن عبد المطلب في الشمال، كتيبة قوافل الشهداء، كتيبة أحرار حارم، كتيبة شيخ الإسلام، كتيبة الطواقم، لواء المدفعية والصواريخ، لواء المدرعات”.
توحد أم انشقاق؟
مراقبون للشأن السوري، وقيادات مقربة من حركة أحرار الشام، اعترضوا، على التشكيل العسكري الجديد، منهم من راح لوصف جيش الأحرار المعلن تشكيله بـ “جيش الضرار”، ومنهم تهجم على فشل التوحد السابق تحت مسمى “جيش الشام”.
فيما ذهب آخرون للتأكيد عن وجود حالة من التشرذم داخل حركة أحرار الشام، وصلت لمراحل التخاصم بين تيارات الحركة، خاصة بعد انتخاب “أبو عمار” قائداً عاماً للحركة قبل قرابة أسبوعين خلفاً لـ “أبو يحيى الحموي”، معتبرين أن مؤسسي جيش الأحرار هم من أتباع الفريق الرافض لرئاسة “أبي عمار” للحركة”، عقب فشلهم في الحصول على مقعد الزعامة فيها.
حيث اعترض عضو مجلس الشورى في أحرار الشام “أبو البراء معرشامين”، على تشكيل “جيش الأحرار”، قائلا إن “جيش الشام”، كان بنظرهم “جيش ضرار”، والآن اعتبروا “جيش الأحرار” خطوة مباركة.
وكان مجلس شورى الأحرار قد أقدم في الـ 29 من شهر تشرين الثاني المنصرم، على تعيين علي العمر “أبو عمار”، المهندس المعماري من قرية تفتناز في ريف إدلب، قائداً عاماً جديداً لـ”الحركة”، فيما علق ثمانية أعضاء من المحسوبين على التيار المحافظ في “مجلس الشورى” عضويتهم في الحركة، على خلفية اختيار أمير جديد للحركة، بعد نهاية ولاية الأمير السابق مهند المصري.
وبدأ “أبو عمار” مهامه بعقد اجتماعات مكثفة مع الأعضاء المعلقين عضويتهم في “مجلس الشورى” وقادة منشقين من “الحركة” في عهد المصري، في محاولة للملمة الصفوف الداخلية، وتنتظر “أبو عمار” مجموعة من الملفات الشائكة ليس أقلها الوضع في حلب، والمفاوضات مع “فتح الشام” وتأثير ذلك على تصنيف “أحرار الشام”.
فالتقارب مع “فتح الشام” سيعرض “الأحرار” للاستهداف المباشر، والابتعاد عنها، سيؤدي إلى فقدان المزيد من مناطق السيطرة للمعارضة.