ملفات إنسانية

750 مدنيا محاصرين في دير الزور

هيومن فويس: فاورق علي

منذ منتصف آب 2017 حتى اليوم تمكَّنت قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها من السيطرة على معظم قرى ريف دير الزور الغربي والشرقي الواقعة غرب نهر الفرات وإنهاء الحصار المفروض على أحياء الجورة والقصور التي تخضع لحصار تنظيم داعش منذ آذار 2015 وفي طريقها لتحقيق ذلك لم تكترث بمبادئ القانون الدولي الإنساني.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ارتكاب مئات الانتهاكات بشكل متكرر ويومي، واستخدام لامبالي  للهجمات عشوائية، واستهدافا متعمَّدا للعديد من للمراكز الحيوية المدنية؛ وقد تسبب ذلك في مقتل ما لايقل عن —- بينهم — سيدة وطفل، وفرار قرابة  252 ألف نسمة من قرى الريف الشرقي والغربي ومن أحياء مدينة دير الزور، نزح معظمهم إلى القرى الواقعة شرق نهر الفرات.

في 13/ تشرين الأول/ 2017 سيطرت قوات النظام السوري على بلدة الصالحية -التي تُعدُّ المدخل الشمالي لمدينة دير الزور، والمنفذَ الوحيد الذي كان يسلُكُه المدنيون للهروب من العمليات العسكرية باتجاه مناطق ريف دير الزور- وحاصرت ما تبقى من مدنيين، الذين نُقدِّر عددَهم بقرابة 750 مدنياً في 9 أحياء يُسيطر عليها تنظيم داعش: هي العمال والصناعة، والرصافة، والمطار القديم، وحي كنامات، والحويقة، والعرضي، والشيخ ياسين، والحميدية.

لم تكتفِ قوات النظام السوري بتشديد الحصار على المدنيين ومنعهم من النزوح بل استمرت في شنِّ هجماتها الجوية المكثَّفة، التي أودت بحياة العشرات فقد سجلنا بين 13/ تشرين الأول/ 2017 حتى لحظة إعداد هذا التقرير مقتل ما لايقل عن —– بينهم — و—- على يد الحلف السوي الروسي.

في 2/ تشرين الثاني الجاري استطاعت قوات النظام السوري السيطرة على 90 % من أحياء مدينة دير الزور وبقي تنظيم داعش مسيطراً على حيَّي الحويقة والرشدية ومنطقة حويجة قاطع التي حوصر فيها المدنيون ولم يبقَ أمامهم سوى النزوح باتجاه قرية الحسنية الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وقد سجلنا في يومي 1 و2 تشرين الثاني عمليات إطلاق رصاص نفَّذتها قوات سوريا الديمقراطية على منطقة حويجة قاطع؛ ما أعاق حركة نزوح وفرار المدنيين وأثار مخاوفهم من استهداف قواربهم في حال قرروا النزوح إلى القرية.

تُبدي الشبكة السورية لحقوق الإنسان تخوُّفها على مصير ما لايقل عن 750 مدنياً محاصرين في بقعة لا تتجاوز مساحتها 1.5 كم2 في حال اقتحام قوات النظام السوري المنطقة فإنَّ ذلك سيعقبه انتهاكات واسعة وعمليات انتقام عشوائية، وذلك على نهج ماحصل في عام 2012 عند اقتحام المناطق التي خرجت عن سيطرته، وكيف انتقم من أهلها بأبشع الأساليب الوحشية.

على المجتمع الدولي التحرك العاجل استجابة لنداءات الاستغاثة لردع تكرار ماحصل من مجازر في عام 2012، فهو يتحمل المسؤولية القانونية، والأخلاقية، عما وقع، وعما سيتكرر فعله في حال عدم الاستجاربة الفورية.

على روسيا الساعية لعقد مؤتمرات سياسية لحل الأزمة السورية، أن تضمن على الأقل توقف حليفها النظام السوري، عن قتل المواطنين السوريين.

على قوات سوريا الديمقراطية التَّوقف عن استهداف المدنيين، وتسهيل حركة مرورهم من حويجة قاطع باتجاه قرية الحسنية، الواقعة تحت سيطرتها.

على قوات الحلف السوري الروسي التَّوقف الفوري عن تنفيذ الهجمات العشوائية، وعدم اتخاذ وجود تنظيم داعش مبرراً لقصف الأحياء السكنية، والمراكز الحيوية المدنيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *