تنظيم الدولة يفقد عاصمته..ومشروع جديد يدخل مستقبل الرقة

هيومن فويس
باتت مدينة الرقة شمال شرقي سوريا تحت سيطرة ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها بموجب اتفاق بين الجانبين، لكن بعض المقاتلين الأجانب في التنظيم بقوا في المدينة.
وذكرت صحيفة “صندي إكسبرس” أن مدينة الرقة، التي كانت عاصمة ما يطلق عليها الدولة الإسلامية، والعرين الذي خططت منه هجمات ضد الغرب، سقطت أو على حافة السقوط في يد قوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها المستشارون والطيران الأمريكي. وفق ما نقله موقع “عربي21”.
وتقول الصحيفة إن حوالي 100 من المقاتلين استسلموا، فيما تم التفاوض مع ما يقدر بـ200 إلى 300 مقاتل للخروج منها، مشيرة إلى أنه لم تبق لديهم إلا أسلحة خفيفة ومسدسات، وكانوا يعانون من قلة الإمدادات، وأصبحوا دون قيادة واضحة وتوجيهات.
ونقلت وكالة رويترز، الأحد عن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي قوله إن مقاتلي تنظيم الدولة غادروا خلال الليل مصطحبين معهم مدنيين لاستخدامهم دروعا بشرية، موضحا أن هذه هي الدفعة الأخيرة من المقاتلين الذين وافقوا على الرحيل، وأضاف المتحدث أن القتال مستمر داخل المدينة، إذ لم يغادر كل المقاتلين الأجانب بالتنظيم بموجب اتفاق الانسحاب.
مدينة سورية تقع شمال وسط البلاد. فتحتها الجيوش العربية الإسلامية عام 639 ميلادية، وسمتها “الرقة” التي تعني الصخرة المسطحة، ثارت ضد نظام بشار الأسد عندما اندلعت الثورة السورية، لكن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر عليها عام 2014. وفق ما نقلته شبكة الجزيرة نت.
الموقع
تقع الرقة على الضفة الشرقية لنهر الفرات شمال وسط سوريا، وتبعد عن دمشق نحو خمسمئة كيلومتر، وعن مدينة حلب شرقا مئتي كيلومتر. وهي عاصمة محافظة تحمل الاسم نفسه وسط سوريا، ويقارب عدد سكانها مليون نسمة.
الاقتصاد
تتكون المدينة من خمس مناطق تضم 35 قرية، ويعتمد اقتصادها منذ سبعينيات القرن العشرين على الزراعة المرتبطة بنهر الفرات، وعلى عدد من الحقول النفطية المجاورة.
تذكر المصادر الرسمية السورية أن الرقة تميزت بتوفرها على أراض زراعية، حيث كانت الحكومات تتحدث عن مشاريع استصلاح أراض وتوفير شبكات الراي للنهوض باقتصاد المدينة وتوفير مناصب الشغل للعاطلين عن العمل.
عود تاريخ الرقة إلى عصور موغلة في القدم تغير خلالها اسمها مرارا. ففي العصر الآرامي (من القرن الحادي عشر إلى القرن التاسع قبل الميلاد) أطلق عليها بيت أدين، وحملت في العهد الإغريقي اسم نيكفوريوم.
ثم تغير اسمها في عهد الإمبراطور سلوفس الثاني (بين 244 و242 قبل الميلاد) إلى غالينغوس. وفي 474 بعد الميلاد حوّل الإمبراطور ليو الثاني المدينة إلى مركز سكاني مزدهر، وأطلق عليها اسم ليونتوبوليس.
وفي العصر الإسلامي فتحتها الجيوش العربية الإسلامية عام 639 ميلادية، وسمتها “الرقة” التي تعني الصخرة المسطحة. وخلال العهد الأموي اهتم الخلفاء بالمدينة وجعلوها محطة لتموين جنودهم في طريقهم لغزو حدود دولة الروم، وفي العهد العباسي جعلها الخلفاء أهم مدن دولتهم في بلاد الشام.
عاصمة تنظيم الدولة
ثارت الرقة عند اندلاع الثورة السورية عام 2011 وخرجت عن أيدي النظام في بدايات عام 2013، ولكن إهمال المعارضة لها واختلاف الفصائل والقصف المتواصل من طيران الأسد مكّن تنظيم الدولة من فرض سيطرته المطلقة عليها في بدايات عام 2014.
ولموقعها الإستراتيجي الواصل بين سوريا والعراق، باتت الرقة معقل تنظيم الدولة الأبرز وعاصمة خلافته ومركز القرار لقيادته، حيث بات يقصدها المقاتلون “المهاجرون” من مختلف أنحاء العالم، أما أهلها فقد غادر عدد كبير منهم المدينة فرارا بأرواحهم.
وأغار النظام على المدينة مرتكبا المجازر بحق أهلها، ودكّ طيران التحالف الدولي أحياءها ومبانيها وبنيتها التحتية وجسورها بحجة “محاربة الإرهاب”، وكذلك فعل الطيران الروسي والفرنسي.
وخلال سيطرته عليها، اشتكى سكان الرقة من ممارسات تنظيم الدولة بحقهم حتى أطلق عليها البعض تسمية “سجن غوانتانامو الأكبر”. كما قسم التنظيم الرقة إلى مقاطعات، ووضع على رأس كل قطاع أميرا، ونصب على كل قرية ومدينة مسؤولا يخضع لسلطة أمير القطاع، في حين يخضع الجميع لسلطة أمير محافظة الرقة العام.
ويوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تتألف بشكل رئيسي من مقاتلين أكرادا، بدء هجوم لانتزاع الرقة من تنظيم الدولة بإسناد جوي أميركي، وركزت على الاتفاق مع واشنطن على استبعاد تركيا من العملية.
أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الجمعة أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة “سيقبل باستسلام” عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة بشمال سوريا.